• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

لا أحب زوجتي لأنها ليست جميلة

لا أحب زوجتي لأنها ليست جميلة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 20/7/2017 ميلادي - 25/10/1438 هجري

الزيارات: 165527

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ متزوجٌ مِن فتاةٍ لا يرغب فيها ولا يُحبها؛ لقلة جمالها، وترتَّب على ذلك أنه لا يقربها، وبينهما مشكلات كثيرة!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ متزوجٌ، مشكلتي أننا لم نقم بالجماع من بداية الزواج؛ أي: منذ 3 سنوات! وسببُ ذلك أني لا أحبُّ زوجتي؛ فقد كنتُ أبحث عن زوجةٍ ذات دين وجمال، وعندما رأيتُ زوجتي وجدتُها ذات دينٍ، لكن ليستْ جميلةً؛ لذا لا أميل إليها!


كنتُ طرحتُ سؤالًا على أحد المشايخ، فأخبرتُه أني أريد الزواج، وقد وَجَدْتُ فتاةً ذات دين وخُلُق، لكن لا أرغب فيها ولا أميل إليها، فهل أتزوجها أو لا؟

فأخبَرني الشيخ: أنَّ الجمال لا يدوم، وعليَّ المبادَرة بالزواج منها.


وبعد أيام طرحتُ عليه سؤالًا آخر، فقلتُ: وجدتُ فتاةً ذات دين وخُلُق، لكن لا أرغب فيها، وأخاف إن تزوجتُها ألا أؤدِّي حقَّها في الفراش.

فأخبرني بقوله: تزوَّجْها، فلو كنتُ مكانك لتزوجتُها، فكم مِن أخ تزوَّج فتاةً ذات جمالٍ وألْهَتْهُ عن دينه!


قررتُ الزواج بناءً على رأي هذا الشيخ، وحاولتُ أن أبعدَ كلَّ أفكاري السيئة حولها، وأقنع نفسي بأنها أجمل مَن في الكون! لكن للأسف صدق قلبي حول ما كان يُخبرني به قبل الزواج، وأخطأ الشيخُ في كلامه الذي أخبرني به، وكلما حاولتُ أن آتيها أبتعد عنها.


حتى عندما بدأتْ زوجتي ترفق بي قلتُ لها كلامًا صادمًا يُبكيها، ومن كثرة صدمتها في كلامي أخبَرَتْني أنها تزوَّجتني من أجل الدين فقط، وليس رغبةً فيَّ، فكان كلامُها كالصاعقة التي نزلتْ عليَّ!


حاولتُ الجماع أكثر مِن مرة فلم أنجحْ، وأصبحنا نعيش حياةً صعبة للغاية؛ حزنًا، وحالةً نفسية سيئة للغاية.

مشكلتي الأساسية نفسيَّة، وليستْ عُضوية، فأخبِروني ماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد أصبتَ أيها الأخ الكريم في توصيف مشكلتك بأنها نفسيَّة، وليستْ عُضوية؛ فرسالتُك تَدُلُّ على أنك منذ اليوم الأول أخذتَ موقفًا سلبيًّا مِن زوجتك، وأغلقتَ على نفسك وعليها البابَ لأية محاولة تفاهُم، أو إصلاح، أو رضًا بما قَسَمَهُ الله لك؛ ولذلك ازداد الأمرُ سوءًا مع مُضِيِّ الأيام، وقدَّر اللهُ وما شاء فعَل، فمهما قلنا فإنَّ الشيخ الذي استفتيتَه قد أخطأ في كلامه، أو أنت لم تَفْهَمْ مُراده، وإلا فما الحكمة مِن أَمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أخبره أنه تزوَّجَ امرأةً مِن الأنصار، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أنظرتَ إليها؟))، قال: لا، قال: ((فاذهبْ فانظُرْ إليها؛ فإنَّ في أعيُن الأنصار شيئًا)).


وأظنُّ أنه قد فات الأوان على ذِكْر خطأ كلامك القاسي لزوجتك مِن الليلة الأولى، والعجيبُ أنك ما كنتَ تشعر أنه سيُبكيها!


الأخ الكريم، الآن وقد مضى أكثرُ مِن ثلاث سنوات وأنت على نفس الحال؛ لسيطرة الفكر السلبيِّ عليك، ولعدم قناعتك بها كزوجةٍ، فليس في نفسك ما تستقيم معه الحياة، وفي ظني أنه مهما قلنا لك فلن يُغَيِّر مِن الأمر شيئًا! فأنت قد أخذتَ القرار مِن أول ما وقعتْ عيناك عليها؛ فنفر قلبُك، ولكن العجيب حقًّا والذي لا أعرف له سببًا: لماذا حكمتَ عليها وعلى نفسك أن تُقيمَا في سجنٍ مِن الكراهية والنفرةِ كل هذه السنوات؛ تَعيشان في رباطٍ ظاهريٍّ، وانفصامٍ حقيقيٍّ، فتماسُك الأسرة لا يتحقَّق بتلك القيود والأغلال، إنما يكون بشيءٍ واحدٍ ذَكَرَهُ الله في كتابه العزيز؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، وقال: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وقال: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]، وقال: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]، فإمساكُ الزوجة يكون بالمودَّة والرحمةِ، أو بالواجب والتجمُّل، فإن كنتَ تستطيع أن تصبرَ وترضَى بما قَسَمَهُ اللهُ لك، وتبدأ بطَرح الفكر السلبيِّ مِن قلبك، وتطوي صفحة النفرة، وتبدأ معها من جديد - فهذا هو المتعيَّن فِعلُه.


فكما يُقال: الوهمُ نصفُ المرض، والإقلاعُ عنه هو العلاجُ الناجع، وأنت طيلةَ هذه الأعوام تنظُر للنصف الفارغ مِن الكوب، فليتك كلما تذكرتَ بعض النقص في هيئة زوجتك تذكرتَ أيضًا ما يُغطِّي على ذلك مِن محاسن الدين والأخلاق الفاضلة، والتي فقَدَتْها كثيرٌ مِن الزوجات اليوم، ولا يكون هذا حتى تنظرَ إليها بكلتا عينيك لا بعينٍ واحدة، فكما أنَّ فيها عيوبًا، فإنَّ فيها محاسنَ ينبغي ألا تُغْفَل وتُنسى، وقد أرشَدَنا اللهُ تعالى في قوله: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كره منها خُلُقًا رضي منها آخر))؛ رواه مسلم.


وتذكَّرْ أنَّ وجود المودَّة والأُلفة يحتاج إلى الصبر، وتغافُل عن بعض الأمور، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.


والحاصلُ أيها الأخ الكريم أنه ينبغي عليك أن تفتحَ مع زوجتك صفحةً جديدةً، تُراعي فيها ما ذكرتُه لك؛ فتَتَلَطَّف بها، ولا تستمر في هذا الهجر والإضرار بها؛ فمعاشرتُك لها معاشرة الأزواج مِن أوجب الواجبات عليك، ولكن إن لم تتغيَّرْ معها للأفضل، فلا يشرع لك إمساكها؛ لما فيه من الإضرار بها؛ فلا هي زوجة، ولا هي مطلَّقة؛ وقد نهى اللهُ تعالى الأزواج في حال نُفورهم عن المرأة ألا يجوروا، فلا يؤدوا حقوقهن الواجبة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾ [النساء: 129].

أسأل الله أن يُصلحَ أحوالكما وأحوال المسلمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة