• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أبي يمنعني من زيارة أمي

أبي يمنعني من زيارة أمي
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 1/6/2017 ميلادي - 6/9/1438 هجري

الزيارات: 16794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب متزوِّج حدَث خلافٌ بين والده وزوجتِه، فقام الوالدُ بطردِهما، وحرَم ابنه مِن دخول البيتِ ورؤية إخوته وأمِّه.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في نهاية العشرين من عمري، علاقتي بوالدي الكريم سيئةٌ منذ الصِّغَر بسبب معاملته السيئة لي، كبرتُ وأكملتُ دراستي، وقررتُ أن أتزوجَ، والحمدُ لله تَمَّ الزواج بمُوافَقة الوالدينِ الكريمينِ.


بعد الزواج حدثتْ خلافاتٌ أدَّتْ إلى أن قام والدي بطردي مِن البيت أنا وزوجتي لأسبابٍ تافهةٍ يتغاضى العاقلُ عنها! لكن أبي حفظه الله لم يَجِدْ عقوبةً غير طرده لنا أنا وزوجتي، وحرماني من إخوتي وأمي.


وللأسف مرَّ على هذا 3 أعوام، وقد رزقتُ أولادًا، وحاولتُ مِرارًا أن أُصْلِحَ ما بين أهلي وبيني بالاستعانة بالصالحين والأئمة، ولكن أبي متعنتٌ جدًّا، ويأبى إلا طلاق زوجتي وإهمال أولادي حتى أعود إليهم ويرضى عني!

أنا في حيرة مِن أمري، والسنوات تمر ولم أرَ أمي أو إخوتي منذ سنوات

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على بر والديك وإخوانك، غيرَ أنِّي لم أفهمْ كيف تمرُّ هذه السنواتُ دونَ أن ترى والدتَك وإخوانَك - بدون أن يَعْلَمَ والدك - خارج بيت الأسرة؟!


فالأب إذا أمر بقطيعة الرَّحِمِ فلا طاعةَ له، كما أنه لا طاعة له في طلاقِ امرأتك؛ لِمَا فيه مِن إلْحاقِ الضَّرر بِكُمَا وبأبنائكما؛ فالطَّلاق أحبُّ إلى إبليسَ اللَّعين مِن جميع المعاصي؛ لِمَا يَؤُول إليه - في الغالب - مِن ضياع الرجل والمرأة والأبناء، كما روى أحمدُ ومسلم، عن جابرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ إبليس يضَعُ عرْشَه على الماء ثم يَبْعَثُ سراياه، فأدناهم منه منزِلةً أعْظَمُهم فتنةً، يَجِيءُ أحدُهُم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يَجِيءُ أحدُهُم فيقول: ما تركتُه حتَّى فرَّقْتُ بينه وبين امْرأَتِه، قال: فيُدْنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنتَ))، وفي رواية: ((فَيَلْتَزِمُهُ))؛ أي: يضمُّه إلى نفسه ويُعانِقُه.


وطاعةُ الوالِدَيْن وإن كانتْ مِن أوْجَبِ الواجبات بعد الإيمان بالله، إلَّا أنَّها ليستْ مُطْلَقةً، وإنَّما هي في المعروف فقط، وفيما لا ضررَ ومَشَقَّةَ فيه، كما يُشترط فيها أيضًا عدمُ التعنُّت، ولا يَخفى ما في الطَّلاق مِن أضرارٍ بالغة تَلْحَقُ جميعَ الأُسْرة، خاصَّةً إذا كانت الزوجة مُواتِيةً لزوجها، ولم تفعلْ ما يُوجب الطلاق؛ وقد قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].


وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرَرَ ولا ضِرارَ))؛ رواه مالك.

وقد سُئِل شيخ الإسلام ابن تيميَّة - كما في مجموع الفتاوى -: "عن رجُل متزوِّج وله أولاد، ووالدتُهُ تَكْرَه الزوجة، وتُشيرُ عليه بطلاقها، هل يجوزُ له طلاقُها؟ فأجاب: لا يحلُّ له أنْ يُطَلِّقَها".


وقال سماحةُ الشيخ العثيمين في "لقاء الباب المفتوح": "إذا كانت المرأة قد أَعْجَبَت الرَّجُلَ في دينها وخُلُقِها، فلْيَسْتَمْسِكْ بها، حتى وإنْ أمَرَه أبوه بطلاقها، فلا يَسمعُ له ولا يُطيعُه، ولا يُعتبَرُ معصيتُه في ذلك عقوقًا؛ بل إنَّ الوالدَ هو الذي قَطَع الرَّحِم إذا قال: إنْ أبْقَيْتَها فإني أَقْطعُ صِلَتي بك، فهو القاطع للرَّحم، وقد قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]، ولا شكَّ أنَّ محاولةَ التفريق بين المرء وزَوْجِه من الإفساد في الأرض؛ ولهذا جعل الله ذلك مِنْ عَمَل السَّحرة؛ قال: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102]، والسَّحرةُ مُفْسِدُون؛ كما قال موسى عليه الصَّلاة والسَّلام: ﴿ مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]، فجَعَل السَّحرةَ من المفسدين، ومِنْ أَعْظَمِ سِحْرِهم: التَّفْريقُ بين الرجل وأهله، فهذا الأب الذي يحاول أن يُفَرِّقَ بين ابنِه وزوجتِه، يكون فِعْلُهُ من جنس فِعْلِ السَّحَرَة، وهو مِنَ الفساد في الأرض.


وأنا الآن أوجِّهُ نصيحتي إلى الابن، وأقول: الزَم زوجتَك ما دامتْ قد أعجبتْك في دينِها وخُلُقِها، وأوجِّه نصيحةً أخرى إلى الأب، وأقول: اتَّقِ الله في نَفْسِك، ولا تُفَرِّقْ بين ابنِك وأهله، فتَقَع في الإفساد في الأرض، وكذلك في قطع الرَّحِم.


والابنُ نقول له: امضِ فيما أنت عليه، وسواءٌ رضِيَ أبوك أمْ لمْ يرضَ، وسواءٌ قاطَعَك أمْ وصَلَك؛ ولكنْ إذا قُدِّرَ أنَّه نَفَّذَ وقَاطَعَ، فاذهبْ إليه، وحاوِلْ أن تَصِلَه، فإذا أبَى، فالإثمُ عليه وحدَه" اهـ. مختصرًا وبتصرف يسير.


وقد ذكرتَ سلَّمك الله أنَّك استعنتَ بأهل الخير على تليين قلب والدك، فليس في استطاعتك إلَّا هذا، ولكن استمِرَّ عليه ولا تَيْئَسْ منه؛ حتى يكونَ هو مَنْ قَطَعَ الرحم وليس أنت، أمَّا والدتُك وإخوانُك فالْتَقِ بهم خارج بيت أبيك، واطلُبْ منهم أنْ يُمَكِّنُوكَ من صِلَتِهم، وهذا مِن الواجبات المُحتَّمات عليكم جميعًا، وليس عليك وحدك، فإنْ تَعَلَّلوا بالخوفِ منه فأخْبِرْهم أنه يجب عدم إخباره، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب.

وفَّقكَ الله لكل خير وأصْلَحَ والدَك وأَلَان قَلْبَه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة