• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل أتزوج عرفيا ؟

هل أتزوج عرفيا ؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 28/3/2017 ميلادي - 29/6/1438 هجري

الزيارات: 23417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

امرأة توفي زوجها، وعرَض عليها شخصٌ المساعدة في شؤون حياتها نظير الزواج العرفي.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أرملة استُشهد زوجي، ومنذ وفاته صرتُ شريدةً طريدة لا مأوى لي، فاضطررتُ إلى الخروج والبحث عن عملٍ لأستأجر منزلًا، ولكني للأسف لَم أجدْ عملًا مناسبًا لي.


تعرَّضتُ وأنا أبحث عن عملٍ لفتنة شديدة؛ وذلك أني تعرَّفت إلى شخصٍ وعدني بالمساعدة، لكنه طلب منِّي عمل الفاحشة نظير هذه المساعدة، فلما رفضتُ رفضًا قاطعًا طلَب مني الزواج العرفيَّ!


أخاف مِن غضب الله وسخطه عليَّ، وأخاف مِن الوقوع في الفاحشة، فهل يجوز لي الزواج العرفيُّ رغم أني أرفضه؟ وهل سيُيسِّر لي ربي أمري، أو أنه قد فرض عليَّ الضلال؟

أسأل الله لي ولكم النجاة، وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا شكَّ أيتها الابنة الكريمة أنَّ فوضى اختلاط المرأة بالرجال من أسوأ أبواب الشر والفساد، التي تدفع الفرد للخطيئة، والخلاص منها يتطلب أخذ النفس بالحزم، وعدم التهاون أو التساهل في التعارف إلى الرجال؛ لأن الكثير منهم ينظر للمرأة ويتعامل معها كما فعل ذلك الشخص.


والسلامةُ في الدين مقدَّمة على كلِّ ما سواها من مصالح الدنيا، كما أن رضا الله مُقدَّم على إرضاء كل أحد، فجاهِدي نفسك على فعل الطاعات وترك المعاصي، واستعيني بالله واصبري، وافعلي ما يجب عليكِ من غضِّ البصر، وكفِّ شهوة النفس، وتجنُّب ما يثير، وقطع الخواطر السيئة، وإرادة الهداية والسعي لها، والجهاد في سبيل تحقيقها، فالله تعالى لا يحرم مَن بذل جهده في اتباع مرضاته، وسلك الطرق الموصلة إليه، بل يعينه ويسدده ويوفقه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].


وهذه الآية الكريمة تبعث الطمأنينة في قلب كل مَن اتجه إلى الله، أنه سيقسم له الهدى ويؤتيه الحكمة والخير الكثير، فالله تعالى شرع طريقًا، وسنَّ منهجًا وسننًا ودلَّ على الخير، وحذَّر من الشر، وحين يتبع الإنسان هذا المنهج ويسلك طريقه، ويقصد الخير، ويحذر الشر، فالتوفيقُ حتمًا سيكون حليفه؛ لأنَّ الله تعالى هو مَن يُعينه ويُسدده ويهديه؛ فتأملي يا هداك الله تلك الوقفة العاجلة؛ فهي نافعة لقلبك في تلك الفتن المستَعِرة.


إذا ظهر لك ما سبق، وبدَا واضحًا علمتِ الخطأ من طرح هذا السؤال: "هل سيُيسِّر لي أمري أو أنه فرض عليَّ الضلال؟!"


فالله تعالى لا يتركنا وحدنا، ولن يضيع إيماننا، ولن ينسى جهادنا، فيأخذ بأيدنا وينظر لصبرنا وإحساننا، فيجازينا خير الجزاء ويهدينا سواء السبيل.


وأيضًا فإن القدر لا يُحتجُّ به على ترك المأمور، ولا على فعل المحظور، وإنما يحتجُّ به فيما لا حيلة لك في دفعه من مصائب الدنيا، فانظري حينها إلى القدَر، فتصبَّري واستسلمي لله.


فالشرُّ والمعصية ينبغي حَسم مادتيهما وسدُّ جميع الذرائع الموصلة إليهما، ودفع ما يُفضي للوقوع فيهما، والشارع الحكيم حرَّم عليك النظر للرجال، كما حرم الخلوة والسفر بغير محرم؛ لأنها مظنة للوقوع في الحرام.


أما البحث عن عمل يُناسبك فلا بأس منه، ولكن في مكان لا يَختلط فيه النساء بالرجال؛ لأنَّه في كثير من المجتمعات والثقافات أصبح طمع مَن لا خلاق له مِن الرجال في المرأة الأرملة أو المطلَّقة ظاهرةً مُنتشرة، وهذا مِن الضلال الذي يُسوِّله الشيطان، ويُغذِّيه البعد عن الله وضعف المراقبة.


الابنة الكريمة، إنَّ مِن أعظم ما يُعينك على الثبات على الحق حفظكِ خواطرَكِ؛ فإن النظرة تولِّد خطرة، ثم تولِّد الخطرة فكرة، ثم تولِّد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تَقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنعْ منه مانعٌ، وفي هذا قيل: "الصبرُ على غضِّ البصر أيسر مِن الصبر على ألَم ما بعده"؛ كما قال شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه "الجواب الكافي" (ص: 153).


كما أنَّ مِن أنجع الأدوية لما يختلج في صدرك من أحاسيس ورغبات هو صِدق الالتجاء إلى الله تعالى، بالضراعة والدعاء بالمأثور وغيره أن يَعصمكِ الله تعالى، ومن أجمع الأدعية: اللهم إني أعوذ بك من شر سَمعي وبصري وقلبي، اللهمَّ إني أسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى.


ومن الوسائل المعينة على العفة - أيتها الابنة الكريمة - الصُّحبة الصالحة، وكثرة النظر في وعد الله ووعيده، والاشتغال بما ينفع، مع كثرة الصيام؛ فهو العلاج النبويُّ لحالتك إلى أن ييسِّر الله تعالى لك زوجًا صالحًا.


أما الزواج العرفيُّ فصحيح إن كان عن طريق أوليائك، وكان مستوفيًا لجميع شروط وأركان الزواج الشرعي، أما هذا الرجل تحديدًا فلا يَجوز لك الزواج منه؛ لأنه فاسق كما لا يخفى عليكِ، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا خطب إليكم من ترضَون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض))؛ رواه الترمذي، فصلاح الدين والخلُق هما معيار الاختيار الصحيح.

أسأل الله أن يحفظ عليكِ دينَكِ، وأن يُلهمكِ رشدك، ويعيذك من شر نفسِك، ومِن شرِّ الشيطان وشركه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة