• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

فسخ عقد الزواج قبل الدخول

فسخ عقد الزواج قبل الدخول
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 26/3/2017 ميلادي - 27/6/1438 هجري

الزيارات: 81871

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ خَطَب فتاةً وعقَد عليها، وبعد العقد بفترة تَبَيَّنَ له أنه أساء اختيار الزوجة.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري 37 عامًا، خطبتُ فتاةً وليس بيننا توافُقٌ، لا على المستوى الدينيِّ ولا الثقافيِّ ولا العِلمي، وهناك تفاوتٌ كبير في العمر.


ظهَر لي بعد الخطبة أنني تَسرَّعتُ في اختيار الفتاة، فليسَتْ ذات دينٍ، وتُكلِّفني في أمر الزواج بدلًا مِن إعفافي، ولا تهتم بطلَب العلم الشرعي، كما أنها قليلة الحَسَب والمال والجمال وحتى الدين!


أخاف أن أظلمَها وأظلمَ نفسي إنْ أمسكتُها؛ لأنها لا تشاركني اهتماماتي في الدين وتعلُّم العِلم الشرعيِّ.

بعد عَقد زواجي منها زاد همِّي، وزادتْ دُيوني كثيرًا، وضعُفتْ همتي في طلب العلم، فصِرْتُ أرى أنَّ استمراري معها سيأتي عليَّ بضررٍ أكبر، مع العلم أني عقدتُ عليها ولَم أدْخُلْ بها، وقد عصيتُ والدتي في تعجيل العقد؛ حيث إنها كانتْ تَرغَب في تأخيره!


خلال هذه المدة لم أرتَحْ ولم أهنَأْ معها، فهل إذا فسختُ العقدَ، وبحثتُ عن ذات دين تعفُّني وأعفها ولا تثقل عليَّ - أكون ظالمًا للفتاة؟ أو أتحمَّلها على قلَّةِ دينها وخُلُقها؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا يخفى عليك أيها الأخ الكريم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ الشباب على الزواج مِن المرأة ذات الدِّين والخُلق، كما أن الكفاءة بين الزوجين ولو جزئيًّا مُعتَبَرةٌ في الجملة، لا سيما في زماننا هذا، وقد ذكرتَ سلمك الله أنه ليس بينك وبين زوجتك توافقٌ ديني ولا ثقافي، وأنَّ بينكما تفاوتًا علميًّا ودينيًّا كبيرًا، فأنت تقول: إنه قد ظهَر لك أن زوجتك ليست ذات دينٍ، وأنها تشق عليك ماديًّا في أمر الزواج، مع قلة الحسب والمال والجمال، ولا تُشاركك اهتماماتك الدينية والعلمية.


غير أنه يجبُ أن تنتبه لفارقٍ مهمٍّ بين الجهل ببعض أمور الشرع، وبين إطلاق وصفِ أنها ليستْ ذات دين؛ فإنهما وصفانِ غيرُ متلازمينِ، كما يَظهَر لك عند التأمُّل، والفارقُ أن صاحبةَ الدين تنقاد للشرع وتستسلم لله تعالى، وإن كانتْ جاهلةً، وغير ذات الدين لا تستسلم لأحكام الشريعة، ولا تنقاد لها وإن علمت الحُكم بدليله، ولعلك تتَّفِق معي أخي الكريم أنك تتحمَّل جزءًا كبيرًا مما تراه سوء اختيار، وهذا أمر يحثُّك على التريُّث والتأني، والموازنة العقلية بين مميزات الفتاة وما تحبه فيها وما تكرهه منها؛ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنة، إن كرِه منها خُلقًا رضِي منها آخر))؛ رواه مسلم، فلا توجد امرأةٌ ولا رجل بدون عيب، إلا في المطلق الذي هو في الأذهان، أما في واقع الناس ودنياهم فلا يسلم أحدٌ مِن عيب، ولا يخفى هذا على مثلك، فإن أراد الرجلُ زوجة بريئًة مِن العيب فليبقَ بلا زوجٍ! ولا يخلو الإنسان - لا سيما المؤمن - عن بعض خِصال حميدة، فينبغي أن يراعيها، ولا يقع ذباب حرصه على السيِّئ فقط.


إذا بدَا لك هذا؛ فاجتهدْ في تعليم زوجتِك، وأعِنْها على طاعة الله، والتمسُّك بشرعه، وحثها على مُصاحبة الصالحات، وسماع الدروس والمواعظ النافعة، واستَعْمِلْ معها الحكمة والرِّفْق، واستعنْ بالله تعالى ولا تعجِز، وبيِّن لها ما تجهلُه مِن أحكام الشرع، مصحوبًا بالحِكَم الشرعية لها، وأن الله تعالى افترض على جميع المسلمين اتباعَ شرعه برضا وطواعية، ورغبة فيما عنده سبحانه، وخوفًا مِن عقابه، وأن الاستسلام لله والانقياد لشرعه شرطٌ في صحة الإيمان؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، وأن ما أمر الله به لا يُترك لقولِ أحدٍ من البشر كائنًا مَن كان؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وقال سبحان: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].


واصبرْ واحتسبْ، وارفُقْ بها، بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة؛ وتلك النصائحُ واجبة عليك؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]؛ قال مجاهد: "أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدِّبوهم"، وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].


وقوامة الرجل على المرأةِ تقتضي ذلك، وتأمَّل - رعاك الله - ما رواه البخاري ومسلم عن عبدالله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ، فالإمام راعٍ وهو مسؤول، والرجل راعٍ على أهله وهو مسؤولٌ، والمرأةُ راعيةٌ على بيت زوجِها وهي مسؤولة، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول)).


والأسرةُ في الإسلام تقومُ على أسسٍ متينةٍ، كي تستطيع أن تربِّي النشء المسلم، والأم هي مَن تربي الأجيال، وإنما على الرجل توجيه الزوجة، وأكثِرْ من الدعاء لها بالهداية، فإنَّ الله قريبٌ مجيب، واحتَسِب الأجر عند الله، وأبشِرْ؛ ففي الصحيحين عن سهل بن سعد: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فوالله لأن يَهْديَ الله بك رجلًا خيٌر لك مِن أن يكونَ لك حُمر النَّعم))؛ متفق عليه.


فإنْ آنستَ بعد مدة منها تغيُّرًا وتحسنًا، فأكملْ معها، وأما إن لم تستجبْ، فلك أن تُطلِّقها؛ كما قرر الإمام ابن قدامة في المغني - في معرض كلامه على أقسام الطلاق - فقال: "والثالث: مباحٌ، وهو عند الحاجة إليه، لسوء خُلق المرأة، وسوء عشرتها، والتضرر بها مِن غير حصول الغرض بها".


والواجب عليك أن تُعطيَها نصف المهر المسمَّى لها، مِن مُقدم المهر ومؤخره؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾[البقرة: 237].


وفي الختام راجِعْ على شبكة الألوكة: استشارة: "اختيار الزوجة"، ففيها بعض الأساليب العملية للرقي بزوجتِك دينيًّا.

أسأل الله أن يُلهمك رُشدك، وأنْ يُعيذك مِن شر نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة