• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أصبحت أشك في كل النساء

أصبحت أشك في كل النساء
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 21/3/2017 ميلادي - 22/6/1438 هجري

الزيارات: 19676

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ بسبب أخبار الشذوذ في الجرائد ووسائل الإعلام صار يَشك في كل النساء، وصار يكره الزواج!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي، مشكلتي أن صورة المرأة لديَّ مدمَّرة، وصرتُ أشكُّ في كل النساء، فعندما أرى نساءً مُجتمِعات فأول ما يَتبادر إلى ذهني أنهنَّ شاذَّات؛ وذلك بسبب كثرة أخبار الشذوذ في الجرائد، خصوصًا لدى النساء، وبسبب هذه الأخبار وبسبب هذا الشك صرتُ أكره فكرة الزواج، ولا أدري ماذا أفعل؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فهوِّن على نفس أيها الابن الكريم، فإنَّ ما ألَمَّ بك محْض وسوسة، قويتْ باسترسالك معها، والسببُ هو ما يُنشر في وسائل الإعلام مِن الشر، حتى سلبَت عقولَ كثير مِن الناس في عالمنا الإسلاميِّ، وفتنتْ كثيرًا من الناس بسبب تلك الدعوة إلى الفاحشة، ونشر الرذيلة، وتزيين الباطل، وكل هذا مما حرَّمه الله وتوعَّد عليه بالعقاب؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، فالأصل هو وجوب الستر والمنع من المجاهرة بالمعاصي، والحكمة مِن هذا الوعيد الشديد لمن نشَر الفساد دون حاجة معتبرة هي: أنه يترتَّب عليه التهوين مِن شأنها، وإظهار المجتمع في صورة منحطة، كما قال الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير (18/ 185): "ولشيوع أخبار الفَواحش بين المؤمنين بالصدق أو بالكذب مفسدة أخلاقيَّة، فإن مما يزع الناس عن المفاسد تهيُّبهم وقوعها وتجهُّمهم وكراهتهم سوء سمعتها؛ وذلك مما يَصرف تفكيرهم عن تذكُّرها بله الإقدام عليها رويدًا رويدًا حتى تَنسى وتنمحي صورها من النفوس، فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيءٍ مِن الفواحش تذكرتها الخواطر، وخفَّ وقع خبرها على الأسماع، فدبَّ بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها، وخفة وقعها على الأسماع، فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تُقدم على اقترافها، وبمقدار تكرُّر وقوعها وتكرُّر الحديث عنها تَصير مُتداوَلة، هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس ضرًّا مُتفاوتَ المقدار على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب".


وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: إنَّ الله توعَّد بالعذاب على مجرَّد محبة أن تشيع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وهذه المحبَّة لا يقترن بها قول ولا فعل، فكيف إذا اقترن بها قول أو فعل، بل على الإنسان أن يبغض ما أبغضه الله مِن فعل الفاحشة، والقذف بها، وإشاعتها في الذين آمنوا". اهـ، فاقطع تلك الوساوس إعراضًا عنها، ولا تلتفتْ إلى ما تدعو إليه من فقد الثقة بالنساء عمومًا.


ومما يُعينك على الإقلاع عن تلك الخطرات: معرفة أنَّ الشك أو الظنَّ السيِّئ بالمسلمين لا يحلُّ بحال من الأحوال، فالأصل في المسلم السلامة، ولا يجوز اتهامه بما يشين إلا عن بينةٍ، وتأمَّلْ قول الجصاص على آية سورة النور السابقة كما في أحكام القرآن (5 / 163): "أبان الله بهذه الآية وجوب حسن الاعتقاد في المؤمنين ومحبة الخير والصلاح لهم، فأخبر فيها بوعيد مَن أحب إظهار الفاحشة والقذف والقول القبيح للمؤمنين، وجعل ذلك مِن الكبائر التي يستحقُّ عليها العقاب، وذلك يدلُّ على وجوب سلامة القلب للمؤمنين؛ كوجوب كفِّ الجوارح والقول عما يَضر بهم.


وروى عبدالله بن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المؤمن مَن سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر مَن هجر ما نهى الله عنه))، وقال: ((ليس بمؤمن مَن لا يأمن جارُه بوائقه))، وعن طلحة عن خيثمة عن عبدالله بن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من سرَّه أن يُزحزَحَ عن النار ويدخل الجنة فلتَأتِه منيَّته وهو يَشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويحبُّ أن يأتي إلى الناس ما يحب أن يأتوا إليه)).


وحدثنا عبدالباقي قال: حدَّثنا إبراهيم بن هاشم قال: حدَّثنا هُدبة، قال: حدَّثنا همَّام، قال: حدثنا قتادة عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن العبد حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه من الخير)) اهـ.


والحاصل سلَّمك الله أنه ليس عندك مشكلة واقعيَّة، وإنما هي محض أوهام يبثُّها الشيطان في نفسك، فلا تُطعه، وأحسن الظن بالناس؛ فأهل الشر والمُنحرفون كثيرون، وكذلك أهل الاستقامة والالتزام والطاعة.


ومما يُعينك على تجاوز هذا النوع مِن الفكر أن تَجلس مع نفسك جلسة تأمُّل وحوار، وواجه نفسك بتلك الحقيقة، وهذا ليس من خداع النفس بل هو الحقيقة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]، وقال: ﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾ [يوسف: 81]، فهل يقول عاقل: إنَّ مِن قياس الغائب على الشاهد أنه إذا علم فجور امرأة أن يُعمِّم الحكم، فتُقاس مجهولة الحال على معلومة الحال بجامع الأنوثة؟!


أمر آخر: ابتعِد عن الأخبار التي تُثير شكوكك، فهذه مُثيرات غير مرغوب فيها، وهنالك الكثير جدًّا من المبالغات حول هذه القصص، وبعض الإعلاميِّين يلجأ إلى هذه القصص كنوع من جذب القراء، وهذا شيء نعلمه جميعًا، حتى في البرامج المرئية كثير من القائمين عليها يَنتحلون قصصًا عن الشذوذ والخيانة، ويَستأجرون فتيات يدَّعين أنَّهن يَرتكبن تلك الأفعال، والغرض إما تدمير المجتمعات الإسلاميَّة، أو جذب أكبر عدد مِن المُشاهِدين!


وأخيرًا لا تَقلق من مسألة الزواج، ولا تزجَّ بها في هذا الأتُون الآثم، فالإسلام وضع لنا ضوابط لاختيار شريكة الحياة والاطمئنان إليها، فتكون صاحبة دين وخُلُق، وصاحبة عقل لتَحفظك في نفسها وعِرضها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((فاظفر بذات الدِّين تربتْ يداك))؛ متَّفق عليه.

وفَّقك الله لكلِّ خير





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة