• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

قاطعت أخي بسبب إيذائه لي

قاطعت أخي بسبب إيذائه لي
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 14/2/2017 ميلادي - 17/5/1438 هجري

الزيارات: 23470

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة قاطعتْ أخاها بسبب إيذائه لها، وتسأل: هل أُسَلِّم عليه؟ أو أُبلِّغه السلام عن طريق شخص ما؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قاطعتُ أخي بسبب إيذائه لي بالسبِّ والسُّخرية والضرب، وقرأتُ أنه يجب السلامُ عليه ولو قاطعتُه؛ لكي تُقبل أعمالي عند الله تعالى، فهل يمكن أن يُبَلِّغَه شخصٌ السلامَ عني؟ أو يجب أن أُبلِّغه السلام بنفسي؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فجزاكِ الله خيرًا أيتها الابنة الكريمة على خوفكِ مِن إثم قطيعة الرحم، وهذا أمرٌ طيب يدلُّ على حياة قلبك، وعلى خشية مِن الله، فراعيها وقوَّيها، ولتحذري مِن ترك العمل بموجب هذا، فتلك نعمةٌ عظيمة فلتُحافظي عليها.


الابنة الكريمة، كلنا يعلم - ولو على سبيل الإجمال - أنَّ قاطع الرَّحم هو الذي لا يصِل رحِمَه، وأن لهذه القطيعة صورًا مختلفة؛ فمنها: ترْكُ الإحسان، والهجر، والقطيعة.


قطيعة الرَّحِم - وبخاصة بين الإخوة - مِن أكبر الكبائر التي توجب الطردَ مِن رحمة الله؛ قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد:22 - 23].


وقد ورَد تفسيرُ تلك الآية الشديدة في الحديث المتَّفق عليه عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله خلَقَ الخلقَ، حتى إذا فرغَ منهم قامَتِ الرَّحم، فقالتْ: هذا مقامُ العائِذ مِن القطيعة، قال: نعم، أما ترضَين أن أصِل مَن وصَلك، وأقطع مَن قطعك؟ قالتْ: بلى، قال: فذاك لكِ))، ثُم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا إنْ شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:22 - 23]))؛ متَّفق عليه، واللفظ لمسلم.


وعن جُبير بن مُطعم رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخُل الجنة قاطعٌ))؛ يعني: قاطع رحِم؛ متفق عليه.


وإنْ كان المسلم مَنهيًّا عن هَجْر المسلمين الغرباء أكثر مِن ثلاثة أيام، فالأقاربُ أولى وأحرى؛ ففي صحيح البخاري عن ابن الزبير رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاهُ فوق ثلاثِ ليال)).


واستمعي سلمكِ الله لكلام أهل العلم في تفسير معنى الصلة والهجر؛ قال القاضي عياض: "الصلة درجاتٌ، بعضها أرفع مِن بعض، وأدناها ترْكُ المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة؛ فمنها واجبٌ، ومنها مستحبٌ، لو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها، لا يُسمى قاطعًا، ولو قصَّر عما يقدر عليه وينبغي له لا يسمى واصلًا"؛ اهـ، من شرح النووي على مسلم (16/ 113).


ومما يُعينك على مُجاهَدة نفسك على صلة أخيكِ مهما جهل عليكِ - احتسابُ الأجر عند الله عز وجل، فما تذكرينه مِن تصرف أخيكِ معك شاقٌّ على النفس، ولكن يُهوِّنه النظرُ لعظيم الأجر وتحصيل رضا الله الله تعالى.


وانظري كيف أنَّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بايَعوه على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر؛ يعني: فيما يُحبون وفيما يَكرهون، واحذري من تلبيس الشيطان عليكِ، فيشعركِ أن في الصلة مذلَّة أو إهانة، فأنت إن وصلتِه تواضعًا لله تعالى وابتغاءً لفضله، فسيرفع الله قدركِ؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقصَت صدقةٌ مِن مال، وما زادَ الله عبدًا بعفْوٍ إلا عزًّا، وما تواضَع أحدٌ لله إلا رفعه)).


ومِن أعجب الأحاديث في هذا الباب العظيم: ما رواه مسلم أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجُلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلِهُم ويقطعونني، وأُحْسِن إليهم ويُسيئون إلي، وأحلم عليهم ويَجهلون عليَّ، فقال: ((إن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفهم المَلَّ، ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلك))؛ والمَلُّ: الرماد الحار.


ولعل مِن بركات صلتِكِ له ومقابلتِك للإساءة بالإحسان أن يصلح الله حاله وتتحسَّن أحواله؛ كما قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].


أسأل الله أن يُلهِمك رشدك، ويُعيذك مِن شر نفسك، وأن يجعلنا وإياك ممن يَصِلون أرحامهم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة