• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


علامة باركود

هل أتزوج من هذه الفتاة؟

هل أتزوج من هذه الفتاة؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 22/11/2016 ميلادي - 21/2/1438 هجري

الزيارات: 14718

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ يريد أن يتزوجَ فتاة كانتْ تعمل بائعة هوى، لكنها تركت هذا العمل وابتعدت عنه، وعندما عرَض الأمر على أهله رفضوا!

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ مُقبل على الزواج، ارتبطتُ بإنسانة كانتْ تعمل فتاة للمُتعة، وهي مطلَّقة ولديها طفل، ولكن منذ أن تعارَفنا جعلني الله سببًا في منعها مِن ممارسة هذا العمل السيئ، وهي الآن جليسة بيتِها حسب اتفاقي معها، على أن أتزوَّجها على سُنَّة الله ورسوله.


أسرتي ترفض الموضوع تمامًا، بالرغم مِن أنهم لا يَعرفون طبيعة عملها السابق، وكل ما في الأمر أنهم يَرفضونها لأن لديها طفلًا!


لا أدري، هل هناك موانع شرعية، أو مُخالفة في الإقبال على الزواج من هذه الفتاة أو لا؟


أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأيها الأخ الكريم آمل أن تتأمَّل بعقل المقدِّمة التي سأبدأ بها، والوقفة الضرورية، قبل أن نصل معًا للحكم الذي سنخرج به بعدما نتأمَّل المُقدِّمة، وسواء قُلنا بالارتباط بتلك الفتاة، أو تركها لتتحمل مسؤولية أفعالها، وتُقبل على الله بالتوبة النصوح، والعمل الصالح، وما ينفعها في دينها ودنياها.


لا شكَّ أن الزواج في الإسلام له شأن كبير ومَقاصد عظيمة، ولذلك رفَعَ الله درجته لمرتبة الطاعات، فأحيانًا يكون واجبًا وأحيانًا مُستحبًّا، وهكذا.


فالزواج إذًا يتجاوز مسألة المَيل الفطريِّ، والحب القلبيِّ، والتمتُّع والتكاثُر، وإن كان لم يهمل شيئًا من هذا، إلا أنه نظام متكامل لبناء الأسرة والقيام بمصالح أفرادها في جوٍّ مِن الألفة والمودَّة والتراحُم، يشمل الآباء والأبناء والأحفاد، وتمتدُّ الحياة في ظل تلك الأسرة لأجيال، ومِن أجل ذلك كله جعل الشارع الحكيم له شروطًا وأركانًا ليقوم على أساس متين؛ ولذلك سماه الله تعالى: ميثاقًا غليظًا، وحرَص الشرعُ على أن يظل الزواج نظيفًا بريئًا، وأن تجمع أفراد الأسرة وحدة العقيدة والقيم والمبادئ والأخلاق العالية حتى لا يَستحيل عذابًا نشازًا، وكل هذا لأنه اللبنة الأولى والأساس الركين للمُجتمع.


وحتى تكتملَ الصورة في ذهنك تأمَّل تلك الآيات الكريمات؛ قوله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾ [النور: 32]، وقوله: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، وقوله: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وقوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وقوله: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]، وقوله: ﴿ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]، وقوله: ﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 3]، وقوله: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].


وبتأمُّل تلك الآيات وغيرها تُدرك سلَّمك الله أنَّ الزواج في ظلِّ الإسلام وسيلة للتطهُّر والارتفاع، وأن الأصل في تلك الرابطة الزوجيَّة هو الاستقرار والاستمرار، وأن الشارع أحاطَها بكل الضمانات التي تكفل استقرارها واستمرارها، لتؤتي ثمارها المرجوَّة، وتُحقِّق الغايات المنشودة.


فبدأ أولًا بحُسن اختيار الزوج والزوجة، وجعَل المِعيار المُنضبِط هو الدين والخلُق، أما أيُّ اعتبار آخر فظِلٌّ زائل في مُقابل الدين والأخلاق فإنه باقٍ، وحثَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ورغَّب في الظفر بصاحبة الدِّين، فقال - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه -: ((فاظْفَر بذات الدِّين ترِبَتْ يداك))، وقال: ((المرأة تُنكَح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك))؛ رواه مسلم عن جابر.


والظَّفَر في اللغة: هو نهاية المطلوب، وغاية البُغْية؛ أي: إنَّ "اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدِّين مطمح نظرِه في كلِّ شيءٍ، لا سيَّما فيما تطول صحبتُه، فأمره النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بتحصيل صاحبةِ الدِّين، الذي هو غاية البُغية"؛ قاله الحافِظ ابنُ حجر في فتح الباري.


وقد أحسَنت جزاك الله خيرًا بالاستِشارة قبل الإقدام؛ فقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في كثير من الأمور، وكان يقول: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))، ثم استشار خلفاؤه الراشدون من بعده، وقال: ((المستشار مؤتمن))، وكان يقال: (ما ندم مَن استشار، ولا خاب مَن استخار، وما شقي قطُّ عبد بمشورة، وما سعد باستغناء رأي).


وقد ذكرتَ - سلَّمك الله - أربع خصال في الفتاة، كانت إحداها كافيًا لأن نشير عليك بالابتعاد عنها والبحث عن غيرها.


أول تلك الخصال: أنها كانت تعمل فتاةً للمتعة! ولا ندري هل تركت ذلك توبة لله تعالى، أو لأنها أصبحت على علاقة بك؟! وكلا الأمرَين محتمل.


الأمر الثاني: هي مُطلَّقة ولديها طفل، فهل كانت تَمتهن تلك المهنة (فتاة للمتعة!) وهي متزوِّجة وحامل أيضًا؟ فما الذي يُلجئك لتلك الزيجة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله: ((يا جابر، تزوجتَ؟)) قلتُ: نعم، قال: ((بكرٌ، أم ثيِّب؟)) قلت: ثيِّب، قال: ((فهلا بِكرًا تُلاعبها؟))، وفي رواية: ((أفلا جارية تُلاعبها وتُلاعبك))؛ متفق عليه؟


الأمر الثالث: عندها طفل، ولا شكَّ أن تلك مسؤولية كبيرة وأنت ما زلتَ في بداية الحياة!


الأمر الرابع: رفْض أُسرتك، مع الأخذ في الاعتبار أنهم لا يَعرفون شيئًا عن ماضيها وطبيعة عملها السابق، وإنما اعتراضهم لكونها ليست بكرًا، والواقع يدل على أنه مهما كتَم الإنسان من أسرار وحاول واجتهد في إخفائها، فلا بدَّ أن يأتي يوم ويظهر المخبوء بعد مدة، فكيف ستتصرَّف حينها؟ وماذا ستقول؟


وقد قال الأعشى:

 

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امرئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعلَمِ

 

وبعد تلك الوقفة، فالذي أراه - دونما تردُّد - مِن مُنطلق أمانة الاستِشارة والكلمة: أنَّ الخير لك أن تتركها؛ فالسلامة في الدِّين والعرض لا يَعدِلهما شيء، وأن تبحَث عن فتاة مُتديِّنة من أسرة طيبة معروفة بالتمسُّك بالشيم والمبادئ الشرعية، وقد يكون الأمر ليس هينًا عليك في البداية، إلا أنك بعد مدة ستعتاد عليه، فالفطم عن العادة صعب في البداية، ومَن ترَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، وتب إلى الله من كلامك مع تلك الفتاة التي أرجو من الله أن يتوب عليها وأن يصلح حالها، كما أسأله سبحانه أن يقدِّر لك الخير حيثُما كان، وأن يُلْهِمك رشدك، ويعيذك من شرَّ نفسك، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة