• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجتي ترفض لبس العباءة

زوجتي ترفض لبس العباءة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 18/8/2016 ميلادي - 14/11/1437 هجري

الزيارات: 31510

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ متزوج منذ عام، يطلُب مِن زوجته أن تلبسَ العباءة لأنها أستر للمرأة، لكن الزوجة تُعاند وترفض، ووصل النقاشُ بينهما إلى طريق مسدودٍ، وطلبت الطلاق.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ متزوج منذ عام، وزوجتي إنسانة محترمة وملتزمة، ونعيش أنا وهي في دولة أخرى غير دولتنا، لكن المشكلة أنَّ أكثر النساء اللائي نُقابلهنَّ غير ملتزمات بلبس العباءة، والحمدُ لله زوجتي مُحتَشِمة، لكني أرى أن العباءة أستر للمرأة، خاصة إذا كان اللباسُ مزركشًا وملونًا ويجذب ألوان الناظرين.


زوجتي ترى أنها ترتدي فستانًا طويلًا فضفاضًا، ولا داعي للعباءة، وهي عنيدة جدًّا، ولا تُحب أن أفرضَ عليها رأيي، خاصة إذا كان لا يخالف الشرع (على حد قولها).


وسؤالي: هل أنا مُحِقٌّ في طلبي لها بلبس العباءة؛ لأنها أستر مِن الملابس المُزَيَّنة الملونة، خصوصًا في البلد الذي نعيش فيه؟


أنا في حيرة مِن أمري، وهي عنيدة جدًّا، ووصل بها الحال إلى أنها طلبت الطلاق بجدية عند احتدام النقاش بيننا في هذا الموضوع.

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقبل الجواب عن استشارتك أيها الأخ الكريم، أقدِّم بمقدمةٍ نافعة، لعل الله ينفعك بها أنتَ وزوجتك في ردِّ ما اختلفتم فيه، ويَظهر لكما بها وجهُ الجواب.


وذلك بأن نقول: خَلَقَ الله تعالى الإنسان اجتماعيًّا بطَبعِه، فلا يستقلُّ أحدٌ بنفسه، بل لا بد مِن التعارُف الذي يترتب عليه التعاونُ والقيامُ بالحقوق؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، فخلقَنا الله تعالى متنوِّعين في الطباع والأخلاق، والمواهب والاستعدادات؛ وهذا يَقتضي التعاوُن للوفاء بجميع الحاجات، ولكن الواقع خِلاف هذا، فالتبايُن بين الناس أوقعَ الخِلاف والشقاقَ؛ فوجَب وجودُ ميزان مِن الله يُرَد إليه النزاعُ وما يُختلف فيه؛ فأنزل اللهُ القرآن الكريم والسنة المُشرَّفة؛ ليَرجع الناسُ إليهما، ويردُّوا كل اختلاف إلى أصول الدين وفروعه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10]، فكما أنَّ الله تعالى هو الربُّ الخالقُ الرازق المُدبِّر، فهو تعالى الحاكمُ بين عباده بشَرْعه في جميع أمورهم، وأنزل في القرآن أحكامَه القاطعة، وقوله الفَصْل في أمرِ الدنيا والآخرة، وأقام للناس المنهجَ الذي اختاره لهم في حياتهم الفردية والجماعية، وفي نظام حياتهم ومعاشهم، وحكمهم وسياستهم، وأخلاقهم وسلوكهم، وبيَّن لهم هذا كلَّه بيانًا شافيًا، وجعَل القرآن العظيم دستورًا شاملًا لحياة البشَر، فإذا اختلفوا في أمرٍ فحُكْم اللهِ فيه حاضرٌ في هذا الوحي الذي أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، لتقومَ الحياة على أساسه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38].


إذا تقرَّر هذا؛ فالحجابُ الشرعيُّ مِن جُملةِ ما بيَّنه الله في كتابه وسنة رسوله، ولم يَجعل الشارع له هيئةً معينةً، ولا لونًا معينًا؛ فأيُّ لون توفَّر فيه ذلك جازَ لبسه، وإنما جعل له شروطًا وضوابطَ، ومن تلك الشروط: أن يكون السترُ بما ليس زينةً في نفسه؛ بحيث لا يلفت أنظار الرجال، حتى لا يكونَ مَصيدة لقلوب الرجال؛ لقوله تعالى ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 31]، وهي تشمَل الثيابَ الظاهرةَ إذا كانتْ مُزيَّنة، تلفت أنظار الرجال إليها، فالمرأةُ قد نُهِيَتْ عن كل ما يَفتح أبواب الفتنة ويثير الغرائز، حتى [إنها] نُهِيَتْ عن أن تضربَ برِجْلِها إذا كان ذلك يؤدِّي إلى كشف المخفي مِن زينتها؛ كالخلخال ونحوه، فقال تعالى: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، فمقصودُ الحجابِ هو سترُ المرأة عن الأعيُن، وعدم جَلْبِ نظَر الرجال إليها، وكَوْن ألوان الحجاب جالبة للأنظار ومثيرةً لكوامن الشهوات فهو يخالفُ مقصود الحجاب.


كما يُشترط في الحجاب أن يَستوعبَ جميعَ بَدَن المرأة، وأن يكونَ صَفيقًا لا يشفُّ، وفضفاضًا لا يَصِف، وألا يكون مبخَّرًا أو معطَّرًا، وألا يشبه لباس الرجل، ولا لباس الكافرات أو الفاسقات، وألا يكون لباس شُهرة.


قال الله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].


ففي الآية الأولى الأمرُ بستر الزينة كلِّها، وعدم إظهار شيء منها أمام الأجانب، إلا ما ظَهَرَ بغير قصد منهنَّ، والأمر بالجلباب في الآية الثانية فيها الأمر بالستر بالجلباب، ولا يُعقَل أن يكون هو نفسُه زينة.


وقد ذكرتَ أيها الأخ الكريم أنَّ زوجتك مُتدينة، ومن عائلة مُلتزمةٍ، فيَسهل عليها فَهم المسألة والرجوع للحق؛ فـقد أحسنَ مَن انتهى إلى ما سَمِع"، ولتصبِرْ عليها، وكن رحيمًا بها، رفيقًا بها؛ فـالموعظةُ الحسنة التي تَدخل إلى القلوب برفقٍ، وتتعمَّق المشاعرَ بلُطف، لا بالزجر والتأنيب في غير موجب؛ فإن الرفقَ في الموعظة كثيرًا ما يهدي القلوب الشاردة، ويُؤلِّف القلوب النافرة، ويأتي بخير من الزجر والتأنيب والتوبيخ.


وبالجدَل بالتي هي أحسن، بلا تحامل على المخالِف ولا ترذيل له وتقبيح؛ حتى يطمئنَّ إلى الداعي، ويشعرَ أن ليس هدفه هو الغلَبة في الجدَل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق؛ فالنفسُ البشريةُ لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تُدافع عنه إلا بالرِّفق؛ حتى لا تشعرَ بالهزيمة، وسُرعان ما تختلط على النفس قيمةُ الرأي وقيمتها هي عند الناس، فتَعتبِر التنازُل عن الرأي تنازلًا عن هَيبتها واحترامها وكِيانها.


والجدَل بالحسنى هو الذي يُطامن مِن هذه الكبرياء الحساسة، ويُشعِر المجادل أنَّ ذاته مَصونة، وقيمته كريمة، وأنَّ الداعي لا يَقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها في سبيل الله، لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخَر، ولكي يُطامِن الداعية من حماسته واندفاعه، ويشير النصُّ القرآني إلى أن الله هو الأعلم بمن ضَلَّ عن سبيله، وهو الأعلم بالمُهتدين؛ فلا ضرورةَ لِلَجاجة في الجدل؛ إنما هو البيان، والأمرُ بعد ذلك لله"؛ قاله الأستاذ سيد قطب في ظلال القرآن (4/ 2202).


هذا؛ ويُمكنك الاستعانة ببعض المحاضرات القيِّمة في هذا الأمر، وإحضار بعض الكُتيِّبات الخاصَّة بموضوع الحجاب.


واللهَ أسأل أن يَشرحَ صدرها لقَبول الحقِّ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة