• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أمي تتحكم فينا وتهددنا بالقطيعة

أمي تتحكم فينا وتهددنا بالقطيعة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 14/8/2016 ميلادي - 10/11/1437 هجري

الزيارات: 10799

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة تشكو من والدتها وتحكُّماتها الشديدة فيها وفي إخوتها، وتريد حلًّا، خاصة أن والدها طلق أمها ولا يسأل عنهم ولا يهتم لشأنهم.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ سنوات، أعيش مع زوجي وأبنائي في بلدة بعيدة عن أهلي وأهل زوجي، وأبي وأمي مُفترقان منذ سنوات، وسؤالي:

أنا مقاطعة لأبي ولا أُكلِّمه منذ أشهر، والسببُ أنه لا يَسأل عنَّا بعد طلاق أمي، ولا يُنفِق علينا، حتى إخوتي الذكور لا يهتم بمستقبلهم، مع أنه ثريٌّ، وكتَب كلَّ ثروته لعمتي وأولادها!


في الفترة الأخيرة تشاجَر أبي مع أخي مشاجرةً شديدةً، وطلب منا ألا نُكلِّمه لأنه ليس في حاجة لنا، ولا يُريد مِن أحدٍ منا أن يَذهبَ إليه، ولا يتصل به، ومنذ ذلك الوقت ونحن لا نُكلِّمه.


أما أمي فتُحاول التحكُّم فيَّ، حتى إنني عندما أَجَّلْتُ زيارتها بطلبٍ مِن زوجي، طردتني أنا وزوجي وتَبَرَّأتْ مني!


أمَّا أخي فأمي كذلك تتحكَّم فيه، حتى إنه أراد الزواج مِن فتاةٍ أحبها، لكن أمي رفضتْ لأنها لا تُحبها.


فأشيروا عليَّ ماذا نفعَل أنا وإخوتي فيما نحن فيه؟

 

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فكان اللهُ لك أيتها الأختُ الكريمة، ومَنَّ عليك بالصبر الجميل، وأعانك على ما تُلاقين مِن الوالدين.


فإنَّ مِن أعنف صور الابتلاء الفتنةَ في الأهل، ومِن ثَم أجد أنه يتعين عليَّ قبل الجواب على استفساراتك أن أُذَكِّرك بشيءٍ أرجو مِن الله أن يكونَ سببًا في قوة قلبك.


تعلمين سلمك الله أن مَصيرنا جميعًا ومرجعنا إلى الله مولانا الحق، وسنخلف الدنيا وراء ظهرِنا، ونجيء ربنا أفرادًا كما خلَقنا أول مرة بالحسنات والسيئات فقط، فلا أهل ولا أبناء ولا زوج ولا غير ذلك، فنحن بكلِّ ما فينا وكل كياننا وذاتيتنا لله تعالى الذي إليه المرجعُ والمآب، والتسليمُ المطلق للقدر في كلِّ ما ليس لنا فيه حيلة مِن الإيمان بالقضاء والقدَر.


ومَن وفَّقه الله للصبر على الابتلاء وحبَس نفسه قولًا وفِعلًا، واحتَسَبَ الأجر عند الله، وعَلِمَ أن ما يُدركه مِن الأجر بصبره أعظم مِن المصاب، وأنَّ نفس الفتنة قد صارتْ طريقًا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، بالامتثال لأمر الله، والفوز بالثواب - مَن وفَّقه الله لهذا كان مِن الفائزين في الدنيا والآخرة.


الأخت الكريمة، أعلَم أنَّ ما أقوله سهلٌ بالقول، صعبٌ بالفعل، وأن مَن سمعه طمع فيه، ومَن رامه ربما امتنع عنه، غير أن ما يجعل الفعل مُمكنًا يسيرًا صدقُ الالتجاء إلى الله، وتخلية القلب لله وحده، فلا يَجد سنَدًا إلا سنَدَه، ففي هذه اللحظة فقط تنجلي الغشاوات، وتتفتح البصيرة، عندئذٍ تلتقي الروحُ بالحقيقة الواحدة التي يقوم عليها تصورٌ صحيح، فلا قوة إلا قوته، ولا حول إلا حوله، ولا إرادة إلا إرادته، ولا ملجأ إلا إليه.


وتأمَّلي سلمك الله كيف أن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أرشد مَن أتى مضجعه، يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يضطجع على شقك الأيمن، ثم يقول: ((اللهم إني أسلمتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبيك الذي أرسلتَ)).


إذا فرغنا مِن هذا عُدنا للجواب عن السؤالين الأولين، وكيف أنك حريصة كل الحرص على صلة الوالدين مهما فعلَا، وهذا مِن توفيق الله لك؛ لأن الوالدين مهما فعلَا لا يجوز مطلقًا مقاطعتهما، غير أنهما إذا أَصَرَّا على عدم كلامك، ولم يَدَعَا وسيلةً لصلتهما، فأنت والحال كذلك لم تقطعي الرحم، إنَّما الوالدان هما مَن قطعا الرحم؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].


وإن كان يَحْسُن بك من حينٍ لآخر أن تعاودي صلتهما، ويمكنك الاستعانة بمن له تأثيرٌ عليهما، وأكثري مِن الدعاء لهما أن يشرحَ صدريهما، ويُصلح أحوالهما.


وأما مشكلة أخيك، فإن كان قد تعلق بتلك الفتاة وأحبَّها، وقد أعجبَتْه دينًا وخُلُقًا، ولا يستطيع فراقَها فلْيَتَزَوَّجها، وليس هذا عُقوقًا؛ فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لم نر - يُرَ - للمتحابَّينِ مثلُ النكاح))؛ رواه ابن ماجَهْ عن ابن عباس، فلْيَبرّ أمَّه ما استطاع، ولا يَقْطَع رحمها، وليُحاوِلْ ترضيتَها بكلِّ الحيَل، فإن نفَّذتْ تهديدَها وقاطعَتْه، فهي مَن قطعت الرحمَ، ولكن يُكثر من الإلحاح عليها لتُصالحه، والأيام كفيلةٌ لرأبِ صدعِ ما كسر.


وفقك الله لكلِّ خير، وأَلْهمك رشدك، وأعاذك شر نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة