• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

جراح الماضي أتعبتني

جراح الماضي أتعبتني
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 4/8/2016 ميلادي - 29/10/1437 هجري

الزيارات: 12522

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

سيدة متزوجة حاوَلتْ إصلاح نفسها وتجاوز الآلام النفسية وجراح الماضي لتكونَ أفضل لزوجِها وأهله، لكنها لم تنجح في ذلك، وتريد النصح والمشورة.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة متزوجة منذ سنوات، ولديَّ طفلان، كنتُ أعيش قبل الزواج مع أسرة مليئةٍ بالمشكلات، وأبٍ لا يعرف شيئًا عن التربية إلا الضرب والصراخ، فبنيتْ شخصيتي على الهلَع وقلة الثقة، والهروب مِن أي شيء يُتعبني.


كبرتُ وتزوجتُ وعشتُ مع أبٍ وأمٍّ متسلطين، لأحيَا حياة جديدة بمشاكل جديدة، وزاد عليها زوجٌ لا يهتم بي.


كل هذا جعلني عصبيةً إلى حد الجنون، مع قلة ثقة، وقلة صبر، مع بُعد زوجي في أوقات كثيرة! كلُّ هذا وغيرِه جعَل أهل زوجي ينجحون في خراب بيتنا!


حاولتُ كثيرًا أن أغير من نفسي، واعترفتُ وندمتُ لزوجي، وقلتُ له: أعِنِّي بمتابعتي الدائمة، وسأعدل سلوكي، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي، فمَطالب الحياة كثيرة، وضغط والديه كثير، وأنا مُنْهَكَة نفسيًّا، وأحبُّ زوجي جدًّا! وللأسف انتكستُ.

 

فماذا أأفعل؟

الجواب:

 


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فرائع أن يُقرَّ الإنسانُ بخطئه، وأن يَعترفَ بتقصيره، ويندمَ على ما كان منه، وكلما كان الرجوعُ للحقِّ في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان كان أحسنَ، ودَلَّ على علو الخلقِ، ولكن لا يمنع هذا الحسن مِن الندم والأوبة في أي وقتٍ، والإقرار بالخطأ والاعتذار عنه ولعله يكون سببًا لعودة حياتك الزوجية.

تعلمين أيتها الأخت الكريمة أن مَن يأمل أن يَنعمَ بالهدوء والسكينة وراحة البال والسعادة والهناء، لا يرضى أن يعيشَ مع مَن يضغط عليه بالمعاملة السيئة أو التَّمادي في المشكلات، وأنتِ والحمد لله قد راجعتِ نفسك، وراجعتِ تصرُّفاتك، فلو ضممت إليه العزمَ على تغيير السلبيات السابقة، وفتح صفحة جديدة مع نفسك، لعودتِ نفسك وعواطفك على المسامَحة والهدوء والسكينة، وطي صفحة الماضي الأليم!

واحرصي على ألا تجتري الماضي وتناسيه، ثم تحدثي مع والد أبنائك، وأخبِريه أنك ترغبين في العودة إليه، وتناقَشي معه حول الخصال التي يود أن تتغيَّر فيك، وأخبريه عن الخصال التي تودين أن تتغير فيه، واجعليه يَستشعر تغيُّرك وندمك على ما كان منك.

ولا شك أيتها الأخت الكريمة أن الإصلاح بينكما خير مِن الفراق، حتى ولو تنازلتِ عن بعض حقوقك في سبيل عودة الأسرة واستمرارها، والحفاظ على تنشئة الأبناء بينكما.

كما يمكنك الاستعانة بمن تَثقين في عقله ودينه ليصلحَ بينكما، وأخذ الأسباب الممكنة التي قد تكون سببًا للإصلاح بينكما.

فكوني على ثقةٍ أن قدر الله تعالى كله خير، وأن اختيار الله سبحانه وتعالى لك خيرٌ مِن اختيارك لنفسك، فاللهُ تعالى أرحم بنا مِن أنفسنا، وأعلم بما ينفعنا ويصلحنا، فإن قدر لكما الرجوع فهو خير، وإن لم يشأْ سبحانه وتعالى لك الرجوع فهو أيضًا في طياته الخير وإن ظننت خلافَ هذا.

فأحْسِني الظن بالله، ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130]، فاللهُ يَعِد كلًّا مِن الزوجين إن افترَقَا أن يُغنيهما من فضله، وهو سبحانه يَسَعُ عباده ويوسع عليهم مِن فضله وإحسانه الواسع الشامل، فإن كان قد انقطع نصيبك مِن هذا الزوج، فإنَّ رزقك على المتكفل بأرزاق جميع الخلق، القائم بمصالحهم سبحانه وتعالى، ولعل الله يرزقك زوجًا خيرًا منه بما يشاء، فارضَيْ بقضاء الله وقدره، وسلِّمي أمرك لله سبحانه، فإن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابَك لم يكُنْ ليُخطئك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

أمر أخير:
يَظهر من رسالتك أنك مُثخنة بالجراح من ذلك الماضي الأليم الذي عشتِه، وذقتِ مرارته، وأنَّ غصصه ما زالتْ تُلاحقك، وهذا هو سر حزنك، وغالبُ الظن أنه أيضًا السبب المباشر في مشاكل الزوجية التي انتهتْ بوقوع الطلاق، وهذا أمرٌ يحتاج منك لوقفاتٍ مع النفس، وأن تسألي نفسك ما الفائدة مِن تذكُّر ماضٍ أليم قد ولَّى وانتهى بكل تبعاتِه، وبكل قساوته ومرارته، فما الداعي للتفكير فيه إذًا؟ وما الفائدة مِن وراء ذلك؟! هل يمكن لك أن تستدركي ما فات؟! فلماذا إذًا تتعبين نفسك في اجترار الأحزان؟!

فلا تلتفتي للماضي سلمك الله إلا لأخْذِ العبرة، ولْتَجْعَلِيه وراء ظهْرِك، وأَحْسِني التفكير في واقعك الذي تعيشين فيه، وفكِّري في كيفية تحقيق النجاح لمستقبلك، واستفيدي مِن تجاربك لتَتَجَنَّبي الأخطاء والسلبيات التي حَدَثَتْ في الماضي.

وأفضل ما يُنسيكِ الماضي هو الاستعانة بالله عز وجل، والإكثار مِن الدعاء، والإلحاح على الله سبحانه بأن يُقَدِّر لك الخير حيث كان، وأنْ يُلهمك رشدك، ويَقيك مِن شر نفسك.

 

وفقك الله للثبات على الحق





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة