• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

عمليات التغيير الجنسي

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 21/7/2016 ميلادي - 15/10/1437 هجري

الزيارات: 17046

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شاب مصاب بمتلازمة (كلاينفلتر)، وأمَرَهُ الطبيبُ بأخذ هرمونات أُنثوية لمدة عامين، ثم إجراء عملية تحويل جنسي مِن ذكرٍ إلى أنثى، والشاب مصدوم من التشخيص، ويريد حلاًّ للمشكلة.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ مصاب بمتلازمة (كلاينفلتر)، ذهبتُ لطبيب غددٍ، فطلَب مني بعض التحاليل، وكانت النتيجة أنني مصاب بمتلازمة (كلاينفلتر)، فأمرَني بأخذ الهرمونات الذكَرية التعويضية.


ثم ذهبتُ إلى طبيبٍ آخر بعد فترةٍ؛ فأخبَرني أنَّ الهرمونات الذكَرية كانتْ خيارًا خاطئًا منذ البداية لأنه يسبب هشاشة العظام ومُضِرٌّ بالصحة، وأخبرني أنه سيعطيني هرمونات أنثوية!


فسألتُه: كيف سأتناول هرمونات أنثوية وأنا ذكَر؟ فقال: ستتعايَش مع هذا الوضع لعام أو عامين، ثم ستقوم بعملية تغيير جنسية مِن ذكَرٍ إلى أنثى!


عملية تغيير جنسي رغم أنفي، فكيف سأعيش بقية حياتي؟ وكيف أقابل أهلي ومعارفي؟ وكيف أعيش وسط أهلي بهذه الصورة؟


لا أعرف ماذا أفعل؟ فالطبيب مُصِرٌّ على أن أتعاطى هرمونات أنثوية، وأن أتعايَش مع هذا الأمر، وأن أرتدي ملابس أنثوية، وأن أختارَ اسمًا أنثويًّا، وأعيش على أني أنثى، كل هذا لمدة عامين، ثم أقوم بعد ذلك بعملية تغيير الجنس! وفي هذه الحالة أنا أُفَضِّل الانتحار على أن أفعل ذلك.


أخبِروني ماذا أفعل؟ وهل شرعًا هذا فيه مُخالَفةٌ شرعيَّة؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، أذْهِب الباس، رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا.


هَوِّن عليك يا بني العزيز؛ فإنَّ الله تعالى ما أنزل داء إلا قد أنزل له شفاء، عَلِمه مَن عَلِمه، وجهله مَن جهله، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال أيضًا: ((إن الله أنزل الدَّواء، وأنزل الدَّاء، وجعَل لكل داءٍ دواء فتداووا، ولا تتداووا بحرامٍ))؛ رواه أحمدُ.


والذي يَظْهَر مِن كلامك أنَّ الطبيب الذي أخبَرك أن علاجك في إجراء عملية التغيير الجنسي طبيبٌ جاهل بالطبِّ والشرع معًا، فبالرجوع للأطباء المتخصصين في علاج متلازمة (كلاينفلتر) وجدتُ أنه لم يذكُرْ أحدٌ أن عملية التغيُّر الجنسي علاج لمِثل حالتك، وذكَروا أن سببَ المرض عدم قيام الجسم بإنتاج الكمية الكافية مِن هرمون الذكورة التستوستيرون، وأن هذا يتسبَّب في بعض الأعراض والمشاكل التي تُعاني أنت منها، وأنه للحدِّ مِن تلك الأعراض أو منع حدوثها تمامًا يتم أخذ هرمون التستوستيرون الذي يكون غالبًا في صورة حقن؛ وبذلك يُساعد على حدوث التغيُّرات الطبيعية التي تحدُث أثناء فترة البلوغ؛ مِن نُموِّ شعر الجسم والوجه وزيادة حجم العُضوِ الذكَري، وأنه يحدُّ مِن خطورة الإصابة بضعفِ وهشاشة العظام، وهذا عكس ما ذَكَرَهُ لك ذلك الطبيب أن التستوستيرون هو الذي سبَّب لك الهشاشة، وذلك خطأٌ علميٌّ قبيحٌ.


غير أنَّ القُدرة على الإنجاب أو زيادة حجم الخصيتينِ لا تتحسَّن بالعلاج، ومِن ثَمَّ ذكَر الأطباءُ أنه يتغلَّب على تلك المشكلة بإحدى الطرُق الطبية الحديثة؛ حيث يتم سحب حيوان منوي من الخصية عن طريق سرنجة طبيةٍ معينة، ثم يتم حقنه مباشرة إلى بويضة الزوجة، وتعرف باسم Testicular Sperm Extraction (TESE) & (Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI. ، وإن كانتْ تلك الطريقةُ مرتفعةَ التكاليف.


أما عملية التَّغيير الجنسي فليستْ علاجًا، وقد ثَبَتَ بشهادة المختصِّين مِن الأطباء أنَّ هذا النوع مِن الجراحة ليس له دوافعُ مُعتبَرة منَ الناحية الطبيَّة، وأن المريض الذي يُجْريها يكون بسبب رغبة شاذة لديه، وقالوا: إن تلك العمليات تأتي بنتائجَ عكسيةٍ؛ فالتركيبُ البيولوجي للرجل لا يزال ذكريًّا، فلا يوجد (مِبْيَض)، ولا (رَحِم)، ولا يمكن أن يحيضَ مثل هذا الشخص، كما أنه لا يمكن أن يَحْمِل قطعًا!


وليس هذا ما يسمَّى عند الفقهاء بالخُنْثى المشكل، فأنت ذكرٌ طبيعيٌّ، لك كلُّ المواصفات الذَّكريَّة، وإنما يُستأصل الذَّكَرُ والخصيتان، ويقوم الأطباء بتكبير الثَّديَيْن، والحَقْن بـ(هرمونات) لمدة طويلة، حتى ينعمَ الصوت، وتتغيَّر طبيعة توزيع اللحم، ويظهر الشَّخصُ بمظهر الأنثى وهو ذكَرٌ حقيقي.


أما الحكمُ الشرعيُّ لتلك العملية فلا يتوقف عالمٌ في القول بحُرمَتِها، فالشارعُ الحكيمُ حرَّم التَّداوي بالدَّواء المحرَّم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ اللهَ خَلَق الداء والدواء فتداووا ولا تتداووا بحرام))، وقال عبدالله بن مسعود، قال: ((إن الله لم يجعلْ شفاءكم فيما حرم عليكم)).


وإذا كان التَّشَبُّه بالنِّساء محرمًا فما بالنا بتغيير خلقة الذكَر للأنثى، وتغيير خَلْق الله مِن كبائر الذنوب ومِن عمَلِ الشيطان، الذي تعهَّد بغِواية بني آدم؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴾ [النساء: 117-121].


وثبت في "صحيح البخاري" مِن حديث عبدالله بن عباس رضيَ الله عنهما أنه قال: ((لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المتشبِّهين من الرجال بالنِّساء، والمتشبِّهات من النِّساء بالرِّجال"؛ قال ابنُ حجرٍ رحمه الله تعالى: "وتشبُّهُ النِّساء بالرِّجال، والرِّجال بالنِّساء من قاصدٍ مُختارٍ حرامٌ اتِّفاقًا".


وقد قال بحرمة عمليات التحويل الجنسي جميعُ مَن يُعتدُّ به مِن أهل العلم المعاصرين، ولجان الفتوى في العالم الإسلامي، وإنما أجازوها في حالة الخنثى المشكِل، وهو مَن يولد بأعضاء الذكر والأنثى، فأيهما غلب عليه حول إليه.


إذا تقرَّر هذا فكلام الطبيب بإجراء عملية التحويل الجنسي ضربٌ مِن العبَث، وسعيٌ فيما لا جدوى من ورائه، ودواء حالتك معلومٌ عند الأطباء الثقات، فدَعْك مِن هذا الطبيب، وعد للطبيب الأول فقد ذكرتَ أنك تحسنتَ على ما وَصَفَهُ لك مِن دواء، وأصدق اللجوء إلى الله، ولُذ بجنابه، واسأله سبحانه أن يرفعَ عنك البلاء، وثقْ أنه سبحانه تعالى على كلِّ شيء قدير وبالإجابة جدير، لا حول ولا قوة إلا به، وهو حسبُك ونعم الوكيل ونعم النصير.


أما ما يُلقيه الشيطان في قلبك من وساوس الانتحار، فاصْرِفْها عنك، فالانتحارُ مِن أكبر الكبائر المتوعد صاحبها بالخلود في بالنار، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن قتَل نفسه بحديدةٍ فحديدتُه في يده يَتَوَجَّأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَنْ شَرِب سُمًّا فقتل نفسه فهو يَتَحَسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فقَتَل نفسه فهو يَتَرَدَّى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ متفق عليه.


وأنت تعلَم شَرَح الله صدرك للحقِّ أن الدنيا دار ابتلاء، وشأنُ المؤمن فيها مُتقلب بين الشكر والصبر، كما روى مسلم في صحيحه عن صهيب، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمرِ المؤمن، إنَّ أمرَه كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إنْ أصابته سراء شكَر، فكان خيرًا له، وإنْ أصابَتْه ضراء صبر فكان خيرًا له))، وعن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما يُصيب المؤمن مِن وَصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سقمٍ، ولا حزنٍ، حتى الهم يهمه، إلا كفَّر به من سيئاته))؛ رواه مسلم.


فاستعِنْ بالله واصبرْ أيها الابن الكريم، فإنَّ عاقبتَه حميدة في الدنيا والآخرة، ولتُكْثِر مِن الدعاء بالشفاء وتفريج الهم، والزمْ طاعة ربك، واتقه في سرك وعلانيتك، فإنه سبحانه وتعالى وعَد المتقين بتفريج الكَرْب؛ فقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]؛ أي: مَخرَجًا مِن الضيق في الدنيا والآخرة، ورزقًا مِن حيث لا يقدر ولا ينتظر، وهو تقريرٌ عامٌّ، وحقيقةٌ دائمةٌ.


هذا؛ ونسأل الله سبحانه أن يصرفَ عنك ما أَلَمَّ بك، ويقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة