• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الجلوس والضحك مع المستهزئين بالدين

الجلوس والضحك مع المستهزئين بالدين
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 19/7/2016 ميلادي - 13/10/1437 هجري

الزيارات: 44116

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة عندما يَستهزئ أحدٌ بالدين تَضحك، وتريد مَنْعَ نفسها عن الضَّحِك، وتريد النصيحة للتخلُّص مِن ذلك.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في مشكلة كبيرةٍ، وهي: أنه عندما يَستهزئ أحدٌ بالدين أضحك أو أبتَسِم، وأريد أنْ أمنَعَ نفسي وأتوقَّف عن فِعل ذلك.

 

فأرجو نصيحتَكم لأتخلَّص مِن ذلك

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالاستهزاءُ بالدينِ كفرٌ محض، وتردٍّ في وادٍ سحيقٍ مِن أودية الكُفر، سقَط فيه كثيرٌ مِن الجُهَّال وسفلة الناس، وكفرُ المستهزئ ظاهرٌ لا يَحتاج لمزيد بيانٍ، فالاستِهزاءُ والانتِقاصُ يُنافي الإيمانَ الذي في القلب منافاةَ الضد ضده، ويُنافي الإيمان الظاهر باللسان كذلك.


والكتابُ العزيزُ قد نَطَقَ بذلك؛ فقال اللهُ تعالى: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 64 - 66]، وهذا نصٌّ في أن الاستهزاءَ بالله وبآياته وبرسوله كفرٌ، وكذلك كل مَن تنقَّص بالدين جادًّا أو هازلًا فقد كَفَرَ.


وقد بَيَّن تلك المسألة وجلاها شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في كتابه: الصارم المسلول على شاتم الرسول، والواجبُ على مَن وقَع في ذلك الجُرم الكبير أن يُسارِعَ إلى التَّوبة والاستغفار، وترك الاستهزاء، ويَنطق الشهادتين، فتوبةُ المُرْتَدِّ بالرجوع إلى الإسلام بالتلفُّظ بالشهادتين مع الندَم على ما مضى منه، والعزم الصادق ألا يعود.


أما وُجودك أيتها الابنة الكريمة مع ذلك المستهزئ في نفس المكان فلا يحلُّ لك، إلا أنْ تُنكري عليه، فإن لم يَستَجِبْ لك لزمك مُغادرة المكان الذي هو فيه، فإنكارُ هذا المنكر العظيم واجبٌ، ولا يجوز الجلوس مع مَن يَتَجَرَّأ على هذا الفعل الشنيع؛ قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140]


وأمَّا التبسُّم والضحك عند سماع هذا الكلام، فإنْ كان عن رضًا وقبول للمنكر فصاحبُه شريكٌ للقائل في الإثم عياذًا بالله؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾.


وأما إن كانتْ غلبتك نفسك على الضحك مع كراهتك لاستهزائه، ولم يكن عن رضًا لما يقول، أو هجم عليك الضحك رغمًا عنك، أو ضحكتِ لشكل المستهزئ وهيئة، فالضحكُ في تلك الحالة ليس كفرًا، ولكنه معصيةٌ ومخالَفة لنص التنزيل، وترْكٌ للتناهي عن المنكر، وكلُّ هذا يُؤثِّر سلبًا على قلب المسلم المعظِّم لله وشعائره، فكلما كان الإيمانُ قويًّا عَظُم عند صاحبه إنكار المنكر، والغضب لله عز وجل، فيصلح الجسد كله، ويكون له أكبرُ الأثر في مَنْعِ الضحك.


والواجبُ على كل مسلم تعظيمُ شعائر دين الله وآيات الله وإجلالها وتفخيمها، وأن يخافَ عظمته، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، فأصلُ الدين مبنيٌّ على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاءُ بشيء مِن ذلك منافٍ لهذا الأصل، ومناقضٌ له أشد المناقضة؛ كما قال العلامة السعدي في تفسيره.


قال الإمامُ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾؛ أي: إنكم إذا ارتكبتم النهيَ بعدَ وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها، وأقْرَرْتُموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه؛ فلهذا قال تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ في المأثم. اهـ.


والذي أخشاه عليك سلمك الله أن يجتمعَ عدم نهي ذلك المستهزئ والضحك على كلامه الكفري والبقاء في مكان المنكر، فيُؤثر كلُّ هذا سلبًا على إنكار قلبك الذي لا إيمان بعده، كما وَرَدَ هذا مبينًا في أكثرَ مِن حديث؛ منها ما رواه مسلم عن عبدالله بن مسعود، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن نبيٍّ بعَثَهُ الله في أمةٍ قبلي إلا كان له مِن أمته حواريون، وأصحابٌ يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف مِن بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمنٌ، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ، وليس وراء ذلك مِن الإيمان حبة خَردل))، وروى أيضًا عن أبي سعيد الخدري قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغَيِّرْه بيدِه، فإن لم يَستَطِعْ فبِلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).


أسأل الله أن يُلهِمَنا رشدنا، وأن يُعيذَنا مِن شُرور أنفسنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة