• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

فصلت الشركة موظفة بسببي وأشعر بالذنب

فصلت الشركة موظفة بسببي وأشعر بالذنب
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 5/6/2016 ميلادي - 28/8/1437 هجري

الزيارات: 10457

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة تعمل مِن خلال البيت مع موظفةٍ تبعًا لشركةٍ ما، لكن الموظفة تُعطي الفتاة نصف الأجر، وعندما علمت الفتاةُ بالحقيقة أخبرت الشركة، فقامت الشركة بفصل الموظفة؛ مما جعلها تشعر بالذنب تجاه فِعلها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة في الثلاثين من عمري، متزوجة ولديَّ أطفال، منذ صغري وأنا أهتم بغيري أكثر مِن نفسي، ولديَّ العديد مِن المشاكل النفسية التي لم أُعالجها!


لكن مشكلتي لا أجد لها حلًّا؛ فأنا أعمل مع سيدة مِن خلال المنزل، واكتشفتُ أن هذه السيدة تَعمَل لدى شركة، وتقوم بإعطائي مبلغًا صغيرًا جدًّا مِن المبلغ الذي مِن المفترض أن أتقاضاه مِن الشركة الرئيسة، فأبلغتُ عنها مسؤول الشركة، وقامت الشركةُ بفَصْلِها، ومِن يومها وأنا في حالة اكتئاب شديدٍ، ولا أستطيع التركيز في شيءٍ، حتى أصبحتُ مُهمِلَةً في بيتي وأطفالي، بالرغم مِن أن الشركة أعطَتْني عملًا براتبٍ مضاعفٍ؛ لأن هذا هو الأجر الحقيقي لعملهم، وتلك السيدةُ كانتْ تُعطيني مبلغًا زهيدًا!


وللأسف لا أنام بسبب تصرُّفي هذا، ولم أكنْ أعلم أنَّ الشركة ستتصرَّف بهذا الشكل

 

فماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فهوِّني على نفسك أيتها الأختُ الكريمة؛ فقد قمتِ بما يجبُ عليكِ شرعًا مِن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنت تعلمين - سلَّمكِ اللهُ - أنَّ الواجب على كلِّ مسلم مُكلفٍ إذا رأى منكرًا أن يَسعى لتغييرِه حسب طاقته، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم مُنكَرًا فلْيُغيِّره بيده، فإن لم يستَطِعْ فبلسانه، فإن لم يَستَطِعْ فبقلبِه، وذلك أضعفُ الإيمان))؛ رواه مسلم.


والشارعُ الحكيمُ نهى عن أكلِ أموال الناس بالباطل؛ لما فيه مِن الضررِ البالغ عليهم، وهذا يشمل الغَصْب، والسرقة، والخيانة في وديعة، وغير ذلك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]، وقال صلى الله عليه وسلم ‏كما في الصحيحين: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ))، وفيهما: ((مَن اقتطع شبرًا مِن الأرض ظلمًا، طوَّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرَضين)).


وكان الواجبُ على تلك المرأة أن تَرُدَّ ما أخَذتْ منك قبل أن يأتيَ يومٌ لا دينارَ فيه ولا درهم، إنما هي الحسناتُ والسيئاتُ، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كانتْ له مظلَمةٌ لأخيه مِن عِرضِه أو شيء، فلْيتحلَّلْه منه اليوم، قبل ألَّا يكون دينار ولا درهمٌ، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلمتِه، وإن لم تكُنْ له حسناتٌ أخذ مِن سيئات صاحبِه؛ فحمل عليه))، وروى مسلم أنَّ رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم قال: ((أتدرون مَن المفلسُ؟ قالوا: المفلسُ فينا: مَن لا درهمَ له ولا متاع، قال: إن ‏المفلسَ مِن أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، ‏وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، فيأخذُ هذا مِن حسناته، وهذا مِن حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حسناته ‏قبل أن يوفي الذي عليه أخذ من سيئات صاحبه ثم طُرِحتْ عليه، ثم طُرِح في ‏النار)).


والذي يَظهَر أن شعورَك بالذنب ناتجٌ عن ظنٍّ مُؤدَّاه أنه كان يجب عليك سترُ تلك المرأة لقول النبي: ((ومَن ستر مسلمًا ستره اللهُ يوم القيامة))؛ رواه مسلم.


ولكنَّ أهلَ العلم قد بيَّنوا أن المعصيةَ إذا كانتْ ظاهرةً كانت عقوبتُها ظاهرةً؛ كما جاء في الأثر: ((مَن أذنب سرًّا فلْيَتُبْ سرًّا، ومن أذنب علانيةً فليَتُبْ علانية))، وليس ذلك مِن الستر الذي يحبُّه الله تعالى كما في الحديث: ((من سترَ مسلمًا ستره الله))، بل إذا سترَ كان ذلك إقرارًا لمنكر ظاهر، وفي الحديث: ((إن الخطيئة إذا خفيت لم تضرَّ إلا صاحبها، وإذا أُعلِنَتْ فلم تُنكَرْ ضرَّتِ العامة))، فإذا أُعلِنَتْ أُعلِنَتْ عقوبتُها بحسب العدل الممكن.


ولهذا لم يكن للمعلِنِ بالبدع والفجور غيبةٌ؛ كما رُوي ذلك عن الحسن البصري وغيره؛ لأنه لما أعلَنَ ذلك استحقَّ عقوبة المسلمين له، وأدنى ذلك أن يُذمَّ عليه لينزجرَ ويكفَّ الناس عنه وعن مخالطتِه، ولو لم يُذمَّ ويُذكر بما فيه من الفجور والمعصية أو البدعة - لاغترَّ به الناس، وربَّما حمَل بعضهم على أن يرتكب ما هو عليه، ويزداد أيضًا هو جرأة وفجورًا ومعاصيَ، فإذا ذُكر بما فيه انكفَّ، وانكفَّ غيرُه عن ذلك وعن صحبته ومخالطته؛ قال الحسن البصري: (أترغبون عن ذكر الفاجرِ، اذكروه بما فيه؛ كي يحذرَه الناس)، وقد رُوي مرفوعًا.


و"الفجور": اسمٌ جامع لكل متجاهر بمعصية، أو كلام قبيح يدلُّ السامع له على فجور قلب قائله؛ ولهذا كان مستحقًّا للهجر إذا أعلن بدعةً أو معصيةً أو فجورًا، أو تهتُّكًا، أو مخالطة لمن هذا حاله، بحيث لا يبالي بطعن الناس عليه"؛ قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى (15/285- 286).


وقال النووي في شرح مسلم (16/ 135): "وأما السترُ المندوب إليه هنا فالمرادُ به السترُ على ذوي الهيئات ونحوهم، ممن ليس معروفًا بالأذى والفساد، فأما المعروفُ بذلك فيُستحبُّ ألَّا يُسترَ عليه، بل تُرفع قضيته إلى وليِّ الأمر إن لم يَخَفْ مِن ذلك مفسدة؛ لأن الستر على هذا يُطمِعُه في الإيذاء والفساد، وانتهاك الحرمات وجسارة غيرِه على مثلِ فعله، هذا كلُّه في سترِ معصية وقعَتْ وانقضَتْ، أما معصيةٌ رآه عليها، وهو بعدُ متلبِّسٌ بها، فتجبُ المبادرة بإنكارها عليه، ومنعه منها على مَن قدَر على ذلك، ولا يَحِلُّ تأخيرها، فإن عجز لَزِمه رفعُها إلى وليِّ الأمر إذا لم تترتَّب على ذلك مفسدة".


والذي يظهرُ أن هذه المرأةَ قد تمادَتْ؛ فرفع الله سترَه عنها؛ فظهر أمرُها، فيداها أَوْكَتَا ولستِ أنتِ.


وعلى فرْضِ أنك أخطأتِ فيما فعلتِ، فلا يلزمُ من هذا الشعور الذنب، وإنما هي التوبةُ والنَّدَم، والإكثار مِن العمل الصالح؛ فلمَن سيَغفِرُ اللهُ إن لم نُذنب؟ كما في الصحيح عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، وَلَجاءَ بقومٍ يُذنبون، فيستغفرون اللهَ؛ فيغفر لهم)).


فاطوي تلك الصفحةَ - سلَّمكِ اللهُ - بمُرِّها، وابدئي صفحةً جديدة، ولا تُمكِّني الشيطانَ مِن نفسك بالتمادِي مع ذلك الوسواس، أما المرأةُ فقد نالتْ ما تَستحقُّ!


شرحَ اللهُ صدرَكِ، ونوَّر قلبَكِ بنور الحق اليقين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة