• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

كيفية الاستفادة من الوقت في السجن

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 3/4/2016 ميلادي - 24/6/1437 هجري

الزيارات: 14950

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاةٌ في بلادها حربٌ واعتقالات، تعرَّضتْ خالتها وزوجُها للسجن المُؤبَّد، وتريد بعض النصائح التي يُمكن الاستفادة منها لتنصحَ خالتها بها وهي في السجن.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بلدنا فيها حربٌ واعتقالات، وللأسف تعرَّضتْ خالتي وزوجُها للسجن المُؤبَّد، ويُسْمَح لنا بزيارتهما مِن وقتٍ لآخر لإحضار بعض اللوازم، ولا أعرف بِمَ أنصحهم لقضاء الوقت في السجن؟


أرجو تزويدنا بما ينفع الإنسان في هذه المِحنة

 

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فنسأل الله أن يفكَّ أَسْرَ المأسورين، وأن يُفَرِّج كرب المكروبِينَ.


جزاك الله خيرًا لحرصك على نفْعِ أقاربك، وأولُ معنى يَجب تذكيرُهم به، وبثُّه في قلوبهم: التعلُّق دائمًا بالأمل والرجاء في الله تعالى، والاطمئنانُ إلى رحمة الله وعدله، وإلى حكمَتِه وعلْمِه، فهو وحده المَلاذُ الأمينُ، والنجوة مِن الهواجس والوساوس.


والابتلاءُ وإن كان شاقًّا مَريرًا كريه المذاق، لكن وراءه حكمةٌ تهون مشقته، وتسيغ مرارته، وتحقق به خيرًا مَخبوءًا قد لا يراه النظَر الإنسانيُّ القصيرُ، ومَن تأمَّلَ هذا تُفتح له نافذةٌ جديدة يُطل منها على الأمر، ويكشف له عن زاوية أخرى غير التي يرى منها، نافذة تهب منها ريحٌ رخية عندما تُحيط الكروبُ بالنفس، وتشق عليها الأمور، إنه مَن يَدري، فلعل وراء المكروه خيرًا.


إن العليم بالغايات البعيدة سبحانه، المُطَّلع على العواقب المَستورة، هو الذي يَعلم وحده؛ حيث لا يعلم الناس شيئًا مِن هذه الحقيقة!


ثانيًا: كان يُقال: لا تَخلو مِحنةٌ مِن منحةٍ، فالنظرُ للوجه الآخر مِن الاعتقال فرصة للوقوف مع النفس، وتحديد المسار، ووضع الأهداف، ورسم الأولويات، فتجدد فيه النية، وتُخلص فيه لله الأعمال، ومراجعة النفس وما اقترف مِن ذنوبٍ ومعاصٍ، فيتجدد العزمُ ويتوبون منها، ويصدقون مع الله.


ثالثًا: رفْعُ شعار: المحبوسُ مَن حَبَسَ قلبَه عن ربه تعالى، والمأسورُ مَن أسَرَهُ هواه، إنَّ حَبْسي خلوة، وقَتْلي شهادة، وإخراجي مِن بلدي سياحة، وهي مِن الأقوال الخالدة لشيخ الإسلام ابن تيميَّة لمَّا دَخَلَ سجن القلعة، وصار داخل سورها نظر إليه، وقال: ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحديد: 13]، كان يقول: أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحتُ فهي معي لا تُفارقني.


فلم يكن الشيخُ أولَ مَن دَخَل السجن مِن العلماء والأئمة، بل سبَقَهُ كثيرون إلى هذا الطريقِ، وضُيِّق عليه في سجنه، إلا أنه تَفَرَّغَ تفرُّغًا تامًّا للعبادة والخلوة بربه، وكان يُكْثِرُ مِن قراءة القرآنِ والتضرُّع إلى الله.


وكان يقولُ في محبسه في القلعة: لو بذلتُ ملء هذه القاعة ذهبًا ما عدل عندي شُكر هذه النعمة، فربط رحمه الله الابتلاءاتِ بعبادته للمولى عز وجل.


فأعظمُ ما تستثمر فيه أوقات السجن هو: الإكثارُ مِن عبادة الله، وتحولها إلى فرصةٍ لا ينالها الكثيرُ، وهي الخلوة مع الله عز وجل لتشحن فيها النفس ويقوى الإيمان.


رابعًا: الصبر والاحتساب ليبدلهما اللهُ خيرًا منه، ويُغنيهما بالرضا والقناعة، وأعظم ما يُعين على تلك المنزلة الخلوةُ بالله، ومناجاته في ظلمة الليالي، ووقت النزول الإلهي، فيُلقي سبحانه في قلبيهما السكينة والاطمئنان.


خامسًا: إدمان ذِكْر الله تعالى، وقراءة القرآن بتدبُّر، والشروعُ في حِفظ كتاب الله تعالى، فتكون منحةً عظيمةً يرغب فيها أصحابُ الأفئدة التقية وأهل الإيمان.


سادسًا: الافتقار إلى الله تعالى؛ فهو مِن أعظم ما ينفع العبد في جميع مَواقفه، والعبد مُفتقر دائمًا إلى التوكُّل على الله، والاستعانة به، كما أنه مُفتقرٌ إلى عبادته؛ فلا بد أن يشهدَ دائمًا فقرَه إلى اللهِ، وحاجته في أن يكونَ مَعبودًا له، وأن يكون مُعينًا له؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ مِن الله إلا إليه، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن، وهو بكلِّ شيءٍ عليم، وعلى كلِّ شيءٍ قدير، وأنه سميع بصير، لا يشغله سمعٌ عن سمع، ولا تغلطه المسائل، ولا يَتَبَرَّم بإلحاح المُلحِّين، يُبصر دبيبَ النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء.


سابعًا: مُلازَمة قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فليس للعالم العلوي والسفلي حركةٌ وتحوُّل من حال إلى حال، ولا قدرة على ذلك إلا بالله، رُوِيَ أن حَمَلَة العرش إنما أطاقوا حمل العرش بقولهم: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد ثَبَتَ في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((إنها كنز مِن كُنوز الجنة))، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173] إلى قوله: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، وفي صحيح البخاريِّ عن ابن عباسٍ رضي الله عنه في قوله: ﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]، قالها إبراهيمُ الخليلُ حين أُلْقِيَ في النار، وقالها محمدٌ صلى الله عليه وسلم حين قال لهم الناس: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ﴾ [آل عمران: 173]، فالاستعانةُ بالله والتوكل عليه واللجأ إليه والدعاء له - هي التي تقوي العبد، وتُيَسِّر عليه الأمور.


أخيرًا ما ذكرتُه لك أيتها الأخت الكريمة مجرد رُؤوس أقلام، يُمكنك تأملها، والاستفادة منها، واستخراج نقاط أخرى، وإن أمكن إدخال بعض الكتب فاحرصي على كتابَينِ لا غنى لهما عنهما: "عدة الصابرين"، و"مدارج السالكين"؛ للإمام ابن القيم.


فكَّ الله أَسْرَ المَأسورينَ، وفَرَّج كربَ المَكروبينَ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة