• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

خطورة وضع الأحاديث

خطورة وضع الأحاديث
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 29/5/2022 ميلادي - 27/10/1443 هجري

الزيارات: 6621

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُطورة وَضْعِ الأحاديث


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

ظاهرة وضع الأحاديث لم تكن مستغربة من الزنادقة والملحدين، والرافضة ونحوهم، ولكن زاد الطين بِلَّة والقلب عِلَّة هو استحسانُ بعض أهل الرأي من مُتعصِّبة المذاهب نسبة القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم زوراً وبهتاناً حسب أهوائهم، وموافقةً لمذاهبهم المُتَّبعة؛ ليقنع مقلِّديه أنَّ ما هم عليه هو الصحيح الموافق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فوقعوا في معرَّة الكذب المتعمَّد على النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يورد صاحبه مقعداً من النار، وهذا من تزيين الشيطان لهم وتلبيسه عليهم[1]؛ حتى قال محمد بن سعيد المصلوب الكذَّاب الوضَّاع: (لا بأسَ إذا كان كلامٌ حَسَنٌ؛ أنْ تَضَعَ له إسناداً)[2].

 

وقال بعض أهل الرأي - فيما حكاه القرطبيُّ: (ما وافق القياس الجلي جاز أن يعزي إلى النبي صلى الله عليه وسلم)[3].

 

وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله: (وقد استجازَ بعضُ فقهاءِ العراق نسبةَ الحُكْمِ الذي دَلَّ عليه القياسُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نسبةً قَوْلِيَّة، وحكايةً نَقْلِيَّة، فيقول في ذلك: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم كذا وكذا؛ ولذلك ترى كتبَهم مشحونةً بأحاديثَ مرفوعةً، تشهدُ متونُها بأنَّهَا موضوعَةٌ؛ لأنَّهَا تُشْبِهُ فتاوى الفقهاء، ولا تليقُ بجزالة كلامِ سيِّد الأنبياء، مع أَنَّهُمْ لا يُقيمون لها صحيحَ سَنَدٍ، ولا يُسْنِدونها من أئمَّةِ النقل إلى كبيرِ أَحَدٍ، فهؤلاء قد خالفوا ذلك النهيَ الوكيد، وشَمِلَهُمْ ذلك الذَّمُّ والوعيد)[4].

 

والوضع في الحديث – إنْ كان مِمَّن يدَّعي اتِّباع السُّنة، وينتسب إلى أهلها – هو كارثة حقيقية؛ إذ إنه بذلك كمَنْ ادَّعى نقصَ الدِّين عن التَّمام، وبُعد الشريعة عن الكمال، وقد حَكَم الله تعالى بتمام الدِّين وكمال الشريعة، فقال سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. ونحن من أمره في حيرة؛ إذ إنه بفعله هذا أدخل في الدِّين ما ليس منه، ولَبَّس على مَن اتَّبعوه فأضلَّهم، رغم أنه كان أَولى به أنْ يُرشدهم، والسبب في تلك الكارثة هو هجر صاحبها للسُّنة؛ إذ لو أنه عَلِمَ السُّنةَ وأنزلها منزلتها التي أراد الله لها لَمَا حاد عنها ولَمَا تعدَّاها إلى غيرها؛ فانظر كيف يصنع هجر السُّنة بأهله وإنْ كانوا مِمَّنْ ينتسِبون إليها، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خالف الصحابةُ أمراً من أوامره في غزوة أُحدٍ، فأخذهم اللهُ بذنبهم ولم يستثن أحداً منهم، فما بالنا وقد أضَعْنا من الأوامر ما لا يُحْصى، وأتينا من البدع ما لا يُعَدُّ، ثم بعد هذا تسألني ما السِّر وراء تدهور أحوال المسلمين وهوانهم على العالَم أجمعين؟!

 

نماذج من وَضْعُ الأحاديث:

النموذج الأول: ما جاء عن أصبغ بن خليل[5] - الذي دارت الفُتيا عليه بالأندلس خمسين عاماً، ولم يكن له عِلمٌ بالحديث - وقد بلغ به التعصُّب لرأي أصحاب مالك: (أن افْتَعَلَ حديثاً؛ في "ترك رفع اليدين في الصلاة بعد الإحرام" ووقف الناسُ على كَذِبِه فيه:

قال عبد الله بن محمد، قال أحمد، حدَّثني أصبغ بن خليل، عن غازي بن قيس، عن سلمة بن وردان، عن ابن شهاب، عن الربيع بن خيثم، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "صلَّيتُ وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر سنتين وخمسة أشهر، وخلف عمر عشر سنين، وخلف عثمان اثنتي عشرة سنة، وخلف عليٍّ بالكوفة خمس سنين؛ فما رفع واحدٌ منهم يديه إلاَّ في تكبيرة الإحرام وحدها".

 

قال أحمد: فَوَقَعَ الشيخُ في حُفرةٍ عظيمة؛ منها: إنَّ الإسناد غيرُ مُتَّفِق؛ لأنَّ سلمة بن وردان لم يروِ عن ابن شهاب، وابن شهاب لم يروِ عن الربيع بن خيثم حرفاً قطُّ ولا رآه.

 

وقال: "إنَّ ابن مسعودٍ صلَّى خلف عليٍّ بالكوفة خمس سنين" وابنُ مسعودٍ مات في خلافةِ عثمان بن عفان رضي الله عنهم)[6].

 

وزاد الذهبي: (ومنها: أنه ما صلَّى خلف عمرَ وعثمانَ إلاَّ قليلاً؛ لأنه كان في غالب دولتهما بالكوفة، فهذا من وَضْعِ أَصْبَغ)[7].

 

سبحان الله! لم يمنعه تصدُّره للفتيا من اختلاق الكذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ موافقةً لمذهبه، وهو من القدماء، فكيف بالمُحْدَثين؟!

 

النموذج الثاني: ما رواه مأمون بن أحمد السلمي[8]، عن أحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن معدان الأزدي، عن أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في أمتي رجلٌ يقال له: محمد بن إدريس، أضَرُّ على أُمَّتي من إبليس، ويكون في أُمَّتي رجل يقال له: أبو حنيفة، هو سراج أُمَّتي)[9].

 

قال أبو عبد الله الحاكم رحمه الله: (ومثل هذه الأحاديث يشهد مَنْ رزقه اللهُ أدنى معرفة؛ بأنها موضوعةٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم)[10].

 

وقال ابن الجوزي رحمه الله – بعد إيراده للحديث: (هذا حديثٌ موضوع، لعن الله واضِعَه)[11].

 

وملابسات هذه الرواية تدل على أنَّ واضِعَها المُتعصِّب، كان يغيظ بانتشار مذهب الإمام الشافعي في "خراسان" فأراد – بهذا الكذب المُتعمَّد – صَرْفَ وجوه الناس عن مذهبه إلى مذهب الإمام أبي حنيفة؛ لذا نصَّ عليه الحاكم، بقوله: (إنَّ مأموناً قيل له: ألا ترى إلى الشافعي، ومَنْ تَبِعَه بخراسان. فقال: حدثنا أحمد... إلخ.

 

فبان بهذا أنه الواضع له. فعليه من الله ما يستحِقُّه)[12].



[1] انظر: زوابع في وجه السنة، (ص 359).

[2] الموضوعات، (1/ 42)؛ تدريب الراوي، (1/ 284).

[3] تدريب الراوي، (1/ 284).

[4] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، (1/ 33). وانظر: تنزيه الشريعة، (1/ 12).

[5] هو أبو القاسم أصبغ بن خليل، من أهل قرطبة، متَّهمٌ بالكذب، كان حافظاً للرأي على مذهب

الإمام مالكٍ وأصحابه، فقيهاً في الشروط، بصيراً بالعقود، دارت الفُتيا عليه بالأندلس خمسين عاماً، ولم يكن له عِلمٌ بالحديث، ولا معرفةٌ بِطُرقه؛ بل كان يطعن في أصحاب الحديث والرواة للعلم بالأندلس، للأزدي (1/ 93)، (رقم 247)؛ ترتيب المدارك وتقريب المسالك، للقاضي عياض (1/ 296).

 

[6] تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، (1/ 93)، (رقم 247)؛ ترتيب المدارك وتقريب المسالك، (1/ 296)؛ لسان الميزان، (1/ 458)، (رقم 1416)؛ ميزان الاعتدال، (1/ 270)، (رقم 1008).

[7] ميزان الاعتدال، (1/ 270)، (رقم 1008).

[8] هو أبو عبد الله مأمون بن أحمد السلمي، من أهل هراة، خبيثٌ كذَّابٌ وضَّاع، قال ابن حبان: "كان دجَّالاً من الدجاجلة، ظاهر أحواله مذهب الكرامية، وباطنها ما لا يوقف على حقيقته" انظر: الضعفاء، للأصبهاني (ص 150)، (رقم 247)؛ المجروحين، لابن حبان (3/ 45).

[9] الضعفاء، للأصبهاني (ص 150)، (رقم 247)؛ المجروحين، لابن حبان (3/ 45)؛ الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزي (3/ 32)، (رقم 2832)؛ المدخل إلى الصحيح، للحاكم (ص 215).

[10] لسان الميزان، (5/ 7).

[11] الموضوعات، (2/ 48).

[12] تنزيه الشريعة، (2/ 30)؛ الموضوعات، لابن الجوزي (2/ 48)؛ كشف الخفاء، للعجلوني (1/ 34).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة