• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة

دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 9/8/2019 ميلادي - 7/12/1440 هجري

الزيارات: 12274

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

 

من فضائل البلد الحرام أن الإيمان يرجع إليه ويجتمع فيه، وكذا أهل الإيمان في آخر الزمان؛ كما تنضمُّ الحيَّة إلى جُحرها الذي خرجتْ منه ابتداءً، ومما جاء في ذلك:

1- عن ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما؛ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا[1] كما بَدَأَ، وهو يَأْرِزُ[2] بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ[3]؛ كما تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا[4])[5].

 

2- عَن سَعْدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ الإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلْغُرَبَاءِ إذا فَسَدَ النَّاسُ، والَّذي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَيَأْرِزَنَّ الإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا)[6].

 

وجه الدلالة: من فضائل مكة والمدينة أنَّ أهل الإيمان ينضمون إليهما ويجتمعون فيهما؛ كما تنضمُّ الحيَّة إلى جُحرها الذي خرجتْ منه ابتداءً.

 

وفي الحديثين فضيلة مكة والمدينة، وأنه لا يأتيهما إلاَّ مؤمن، وإنما يسوقه إليهما إيمانُه ومحبَّتُه لدين الله تعالى، وشريعة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فكأنَّ الإيمان يرجع إليهما كما خرج منهما أوَّلاً، ومنهما ينتشر كانتشار الحيَّة من جُحرها، ثم إذا راعَها شيء رجعت إلى جُحرها، فكذلك الإيمان لَمَّا دخلته الدَّواخل لم يقصد مكة والمدينة إلاَّ مؤمن صحيح الإيمان[7].

 

وفي الحديثين من أعلام النبوة؛ بأن أخبر صلى الله عليه وسلم بدوام الإيمان في هاتين البلدتين إلى قيام الساعة، فهذان الحديثان بمثابة عهدِ أمانٍ، وميثاقِ اطمئنانٍ لأهل هاتين البلدتين، ولِمَنْ لاذَ بهما من المؤمنين في سائر البقاع؛ بأنهم لن يُؤذَوا في دينهم وإيمانهم إلى قيام الساعة، ولا سيَّما في زمن الفتن الكبرى، التي يرتبط ظهورها بقرب قيام الساعة، والتي لا عاصِمَ منها إلاَّ اللهُ سبحانه؛ مثل فتنة الدجال.

 

الخلاصة:

عودة الدين في آخر الزمان إلى مكة والمدينة، وذلك عند ظهور الفتن واستيلاء الكفرة والظلمة على بلاد الإسلام، عند ذلك يعود إلى مكة والمدينة كما بدأ منهما، فالإسلام كما بدأ غريباً في أوَّل أمره، وكان الناس يستنكرونه سيعود كذلك غريباً كما بدأ، وكذا كان أهل الإسلام في ابتداء أمرهم، كانوا غرباء بين الناس، ولذا استنكرهم الناس ولم يخالطوهم، فكذا في آخر الزمان، فطوبى لهؤلاء الغرباء أولاً وآخراً[8].

 

وأهل الإسلام في جميع العصور يأرزون إلى الحرمين كما تأرز الحية إلى جحرها؛ لأنهما مركز الإيمان ومستقره، ومنهما بدأ، وبينهما يأرز، وفيهما يتجدد، وإليهما ينتهي، وفيهما يبقى إلى يوم القيامة، ولذا يئس الشيطان أن يُعبد فيهما خصوصاً، وفي جزيرة العرب عموماً.

 

وهذه الخصوصية لمكة والمدينة راجعةٌ إلى كونهما مهبط الوحي ومهد الإسلام ومنبع الرسالة؛ فمكَّة شهِدت تلك العِصابة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي آمنت به وصدَّقته وتابَعَتْه وتحمَّلت في سبيل عقيدتها الويلات من تعذيبٍ وتشريدٍ وقتلٍ وهي ثابتة راسخة رسوخ الجبال، والمدينة شهِدت تأييد هذا الدِّين وحمايته ونشره في كلِّ بقاع الأرض، فشاء الله بحكمته أن تكون هاتان المدينتان (مكة والمدينة) على الإيمان إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.



[1] (إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا): أي: أنه كان في أوَّل أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهلَ له عنده؛ لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريباً كما كان، أي: يقلُّ المسلمون في آخِر

الزمان فيصيرون كالغرباء. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (3 /348).

[2] (يَأْرِزُ): أي: يَنْضَمُّ ويجتمع بعضه إلى بعض. انظر: تهذيب اللغة، للأزهري (13 /170).

[3] (بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ): أي: حرم مكة والمدينة. قال النووي - رحمه الله: (أي: مسجدي مكة والمدينة)، أي: لينضم ويلتجئ إلى المسجدين، والمعنى: يجتمع أهلُ الإيمان فيهما وينضمون إليهما. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي، (2 /177).

[4] الأَرْزُ: أن ُتدخل الحيةُ جُحْرَها على ذَنَبِها؛ فآخِرُ ما يبقى منها رأسُها، فيدخل بَعْدُ، وكذلك الإسلام خرج من مكة والمدينة، فهو ينْكص إليهما حتى يكون آخِرُه نكوصاً، كما كان أولُّه خروجاً. وإنما تأرِزُ الحيةُ على هذه الصفة، إذا كانت خائفةً، وإذا كانت آمنةً فتبدأ بِرَأسها فتُدخله، وهذا هو الانمحار. انظر: تهذيب اللغة، (13 /171).

[5] رواه مسلم، (1 /131)، (ح146).

[6] رواه أحمد في (المسند)، (1 /184)، (ح1604). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (7 /277): (رجاله رجال الصحيح). وصحح إسناده أحمد شاكر، (ح1604). وقال محققو المسند، (3 /157)، (ح1604): (إسناده جيد).

[7] انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطال (4/ 548).

[8] انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، (2 /55).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة