• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

الشعائر والمناسك المعظمة

د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 27/6/2019 ميلادي - 23/10/1440 هجري

الزيارات: 9310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشعائر والمناسك المعظَّمة

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.

من فضائل البلد الحرام أنه ضَمَّ مناسكَ مُعظَّمة، وأماكن مُقدَّسة، وشعائرَ مباركة، ارتبط بها أداء ركنٍ من أركان الإسلام، وهو الحج، والله تعالى رفع من شأن هذه الأماكن وجَعَلها من شعائره وآياته الدالة على توحيده وعظمته جلَّ في علاه، وذلك في آيات الله المقروءة، وهو القرآن الكريم، حيث خلَّد ذِكرها وجعلها قرآناً يُتلى ويُتعبَّد به إلى يوم القيامة، وكذلك جعلها في آيات الله المنظورة، وهو الكون والآيات الكونية، بأنْ جعلها آثاراً باقية، فلم يفنها الزمان، ولم يُغيِّرها تعاقب الأيام والدهور، وما لم يرد ذِكره من تلك الشعائر في آياته المقروءة، فقد ورد في آيات الله المنظورة دليلاً مادياً ظاهراً على عظمة تلك البلدة، ومكانة تلك القرية التي ضمَّت هذه المناسكَ والشعائر، ومن ذلك:

أولاً: مقام إبراهيم:

وهو الحَجَر الذي قام عليه إبراهيم - عليه السلام - حين ارتفع بناؤه للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه يبني، وإسماعيل - عليه السلام - يناوله الحجارة[1].

 

ومن فضائله: أن الله تعالى خَلَّد ذِكره، وجعله قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، وأمَرَ باتخاذه مُصلًّى، وجعله من الآيات الدالة على توحيده وعظمته، قال تعالى: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة:125]. وقال تعالى: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [آل عمران:96]. وقال عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (الْرُّكْنُ[2] وَالمَقَامُ[3] يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ)[4].

 

ثانياً: عين زمزم:

وهي العين المباركة التي فجَّرها جبريل - عليه السلام - لإسماعيل وأمه - عليهما السلام.

 

ومن فضائلها: ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنها خيرُ ماءٍ على وجه الأرض، وهي طعامُ طُعْم، وشفاءُ سُقْم، وهي لما شُرِب له، وقد غسلت الملائكةُ قلبَ النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم قبل المعراج، ومن الأحاديث الواردة في فضائلها:

1- ما جاء عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فيه طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ)[5].

 

2- وما جاء في حديث أبي ذرٍّ - رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال - في ماء زمزم: (إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ)[6].

 

3- وما جاء عن جَابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ)[7].

 

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته الاستشفاء بماء زمزم، فكان هذا تطبيقاً عملياً منه صلى الله عليه وسلم لِما قاله من كونه شفاء سُقمٍ، ومما ورد في ذلك: ما جاء عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسولُ صلى الله عليه وسلم: (يَحْمِلُ مَاَء زَمْزَمَ فِي الأَدَاوَى وَالقِرَبِ، وَكَانَ يَصُبُّ عَلَى المَرْضَى وَيَسْقِيهِم)[8].

 

ثالثاً: الصفا والمروة (المسعى):

الصَّفا: جبل صغير، يقع أسفل جبل أبي قُبَيْسٍ[9]، في الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها: (130م)، وهو الذي يُبدأ منه السعي.

 

والمروة: جبل صغير من الحَجَر الأبيض، يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها: (300م)، وهو مُتَّصِل بجبل قُعَيْقِعَانَ[10]، وإليه ينتهي الصفا.

 

والمَسْعَى: هي المسافة المُمْتدَّة ما بين جَبَلي الصفا والمروة، وطولُه: (395م)، وعرضُه: (40م)، والسَّعي بينهما من مناسك الحج والعمرة.

 

وأوَّل مَنْ سَعَى بين الصفا والمروة هاجر أمُّ إسماعيل - عليهما السلام، لمَّا نفد الماء منها، وبدأ ولِيدُها إسماعيلُ بالبكاء من العطش، راحت تبحث عن الماء، فوجدت أقرب ما يكون منها هو الصفا والمروة، فأخذت تصعد عليهما، وتجري بينهما بحثاً عن الماء، لتضرب بنظرها إلى ما يُمكن أن تلتقطه عيناها، وإذا مرَّت ببطن الوادي بينهما أسرعت، ولمَّا قطعت الشوط السابع سمعت هَمْساً من جهة وَلِيدِها، فذهبت لتطمئنَّ عليه، فوجدت الماءَ يتفجَّر من تحت قدميه.

 

وكان المسعى خارجَ عمارة المسجد الحرام، ولم يكن له بناء يخُصُّه، ثم ظُلِّل عام (1339هـ) في عهد الشريف الحسين بن علي - رحمه الله، وفي عام (1375هـ) تم لأوَّل مرة بناءُ المسعى، وضمُّه لمبنى المسجد الحرام، وذلك أثناء التوسعة السعودية الأُولى.

 

ثم أمَرَ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - عام (1428هـ) بإعادة بناء المسعى، وتوسعتِه من الجهة الشرقية، وزيادة طابق علويٍّ ثالث له، فصار عَرْضُه (40م)، وصارت مساحته الكلية (000ر72م2)، بعد أن كانت (400ر29م2)، وأصبحت مسطحات البناء الإجمالية لكافة الأدوار بمناطق السعي والخدمات حوالي: (000ر125م2)[11].

 

الصفا والمروة من شعائر الله:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]. والشعائر: أعلام الدِّين الظاهرة، وهي معالم للطاعات والقُرَب[12]، وقد أمر الله تعالى عباده بتعظيم شعائر دينه، فقال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [ الحج:32]. فيجب على المسلمين أن يُعظِّموا هذه الشعائر المباركة، ومنها: الصفا والمروة، بالسَّعي بينهما في نُسُكِ الحج والعمرة؛ لأنَّ ذلك مِمَّا أوجبه الله تعالى على المسلمين؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (سَنَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا[13]، فَلَيْسَ لأحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا)[14].

 

ومن فضائلهما: ما جاء عن ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؛ فَكَعِتْقِ سَبْعِينَ رَقَبَةً)[15].

 

والعِتقُ فيه إحياءٌ للإنسان، فليس شيء يعدل الحياة في الدنيا كلِّها غير العتق، والدليل على ذلك: ما جاء عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلاَّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ)[16]. فقد جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عِتْقَ الرجلِ أباه مكافِئًا له على أنْ وهَبَهُ الحياةَ.

 

وعلى هذا، فلقد كان سعي أمِّ إسماعيل - عليهما السلام - بين الصفا والمروة بحثاً عمَّا يحفظ حياتها وحياةَ وليدها الرَّضيع إسماعيل، فوهبها الله تعالى الحياةَ بأنْ أرسلَ جبريلَ - عليه السلام - عند نهاية شوطها السابع فانبثقت زمزمُ تفيض بالحياة، فكان جزاء سعيها إحياء رضيعها وإحياءها.

 

ثم جَعَلَ هذا الجزاء لِمَن امتثل أمرَه وسَعَى بين الصفا والمروة مُعظِّماً شعائره سبحانه وتعالى، وزاد في الجزاء، فإذا كان سَعْيُ هاجر عليها السلام قد أعتقها وأعتق وليدَها من الموت، فإنَّ سَعْيَ المؤمنِ المُوَحِّد يعدل عِتْقَ سبعين رقبةً لِعَظَمَةِ هذا النُّسك.



[1] انظر: تفسير القرطبي، (2/ 113).

[2] (الرُّكْن) أي: الحَجَر الأسود.

[3] (الْمَقَام) أي: مقام إبراهيم - عليه السلام.

[4] رواه الحاكم في (المستدرك)، (1/ 627)، (ح1678) من حديث أنس. وابن حبان، في (صحيحه)، (9/ 24)، (ح3710)؛ والحاكم، (المستدرك)، (1/ 626)، (ح1677)؛ والبيهقي في (الكبرى)، (5/ 75)، (ح9010)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 125)، (ح1776) كلهم من حديث عبد الله بن عمرو. وقال النووي في (المجموع)، (8/ 39): (رواه البيهقي بإسناد صحيح على شرط مسلم). وصححه الألباني في (صحيح الجامع)، (1/ 665)، (ح3559).

[5] رواه الفاكهي في (أخبار مكة)، (2/ 41)، (ح1106)؛ والطبراني في (الأوسط)، (4/ 179)؛ و(الكبير)، (11/ 98)، (ح11167)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 135)، (ح1813) وقال: (رواته ثقات). وحسنه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 40)، (ح1161)؛ والسلسلة الصحيحة، (3/ 44)، (ح1056).

[6] رواه مسلم، (4/ 1922)، (ح2437).

[7] رواه ابن أبي شيبة في (مصنفه)، (3/ 274)، (ح14137)؛ وأحمد في (المسند)، (3/ 357)، (ح14892)؛ والأزرقي في (أخبار مكة)، (2/ 52)؛ والفاكهي في (أخبار مكة)، (2/ 27)، (ح1076)؛ وابن ماجه، (2/ 1018)، (ح3062)؛ والطبراني في (الأوسط)، (1/ 259)، (ح849)؛ والبيهقي في (الكبرى)، (5/ 148)، (ح9442). وحسنه ابن القيم في (زاد المعاد)، (4/ 356). وقال الزركشي في (التذكرة)، (ص151): (إسناده جيد). وقال ابن حجر في (فتح الباري)، (3/ 493): (رجاله ثقات، إلاَّ عبد الله بن المُؤَمَّل المكي فذكر العقيلي: أنه تفرَّد به)؛ وقال [ابن حجر] في (جزئه عن زمزم)، (ص13): (يصلح للاحتجاج به). وقال السخاوي في (المقاصد الحسنة)، (ص568): (صححه من المتقدمين: ابن عيينة، ومن المتأخرين: الدمياطي في جزء جَمَعه فيه، والمنذري). وصححه الألباني في (صحيح ابن ماجه)، (2502)، (3/ 59)؛ و(الإرواء)، (4/ 320)، (ح1123).

[8] رواه البخاري في (التاريخ الكبير)، (3/ 189)، (ح639)؛ والفاكهي في (أخبار مكة)، (2/ 49)، (ح1126)؛ والبيهقي في (شعب الإيمان)، (3/ 482)، (ح4129)؛ و(الكبرى)،

(5/ 202)، (ح9768). وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة)، (2/ 543)، (ح883).

[9] جبل أبي قُبَيْسٍ: من أشهر جبال مكة، يُشرف على المسجد الحرام من الجهة الشرقية، ويتَّصل بالصفا، يبلغ ارتفاعه عمَّا حوله: (120م).

[10] جبل قُعَيْقِعَان: هو الجبل الضَّخم المُشْرِف على المسجد الحرام من الشمال، والشمال الغربي، يمتد شمالاً إلى الحجون، وغرباً إلى بئر طوى، وجنوباً إلى حارة الباب والشبيكة، ومن أقسامه اليوم: جبل هندي، وجبل العبَّادي، وجبل السليمانية، وجبل الفلق، يبلغ ارتفاعه عمَّا حوله نحو: (110م). ويُطْلَق على جبل قُعَيْقِعَان وجبل أبي قبيس: أخْشَبَي مكة. انظر: مكة المكرمة تاريخ ومعالم، (ص110-111).

[11] انظر: الحرم المكي الشريف: التوسعات العمرانية وتطور الخدمات، د. خالد سليمان العبيد (ص42) وما بعدها؛ مكة المكرمة تاريخ ومعالم، (ص66-67).

[12] انظر: تفسير السعدي، (1/ 538).

[13] أي: بين الصفا والمروة.

[14] رواه البخاري، (2/ 592)، (ح1561)؛ ومسلم، (2/ 929)، (ح1277).

[15] رواه البزار في (مسنده)، (12/ 317)، (ح6177)؛ والطبراني في (الأحاديث الطوال)، (1/ 320)، (ح61)؛ وابن الشجري في (أماليه)، (1/ 192)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 110)، (ح1709). وابن حجر في (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية)، (6/ 263)، (ح1131). وقال الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 9)، (ح1112): (حسن لغيره).

[16] رواه مسلم، (2/ 1148)، (ح1510).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة