• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

أسماء القرآن (8) الشفاء

أسماء القرآن (8) الشفاء
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 14/3/2021 ميلادي - 30/7/1442 هجري

الزيارات: 15255

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسماء القرآن (8)

الشِّفاء

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

 

معنى «الشفاء» في اللغة:

جاءت لفظة: «الشفاء» في اللُّغة بمعانٍ متعددة ومتنوعة نذكر منها ما له صلة بموضوعنا: فقد عرَّفها ابن فارس بقوله: «الشين والفاء والحرف المعتل يدلُ على الإشراف على الشيء. يقال: أشفى على الشيء إذا أشرفَ عليه، وسُمِّي الشِّفاء شفاءً لِغَلَبَته للمرض وإشفائه عليه» [1].

 

والشِّفاء: دواء معروفٌ، وهو ما يُبرئُ من السَّقَمِ، والجمعُ: أشْفِيَةٌ، وأَشافٍ جَمْعُ الجَمْع. واسْتَشْفَى فلانٌ: طلبَ الشِّفاء. وأَشْفَيْتَ فلاناً إذا وَهَبْتَ له شِفاءً من الدواء. وشفاهُ وأشْفاهُ: طلب له الشِّفاءَ[2].

 

معنى «الشفاء» اسماً للقرآن:

لقد سمَّى اللهُ عزّ وجل القرآنَ العظيمَ شفاءً في ثلاثة مواضع من كتابه، وهي:

1- قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57]. «أي: دواء للقلوب من أمراضها التي هي أشدُّ من أمراض الأبدان كالشَّك والنفاق والحسد والحقد، وأمثال ذلك»[3].

 

ولا شك أن «هذا القرآن، شفاء لما في الصدور، من أمراض الشَّهوات الصَّادَّة عن الانقياد للشَّرع، وأمراض الشُّبهات، القادحة في العلم اليقيني» [4].

 

2- قوله تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]. «والشفاء حقيقته زوال الداء، ويستعمل مجازاً في زوال ما هو نقص وضلال وعائق عن النفع من العقائد الباطلة والأعمال الفاسدة والأخلاق الذميمة تشبيهاً ببرء السقم؛ كقول عنترة:

ولقد شَفَى نفسي وأبرأ سُقمَها *** قِيلُ الفوارسِ: ويْكَ عنترَ أقْدِمِ

 

والمعنى: أن القرآنَ كُلَّه شفاء ورحمة للمؤمنين... وفي الآية دليل على أن في القرآن آيات يُستشفى بها من الأدواء والآلام وَرَدَ تعيينها في الأخبار الصَّحيحة فشملتها الآية بطريقة استعمال المُشْتَرَكِ في معنييه» [5].

 

3- قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]. ولْنَدَعْ للفخر الرازي رحمه الله الحديث عن شفاء القرآن، فقال: «واعلم أن القرآن شفاء من الأمراض الروحانية، وشفاء أيضاً من الأمراض الجسمانية، أما كونه شفاء من الأمراض الروحانية فظاهر، وذلك لأن الأمراض الروحانية نوعان: الاعتقادات الباطلة، والأخلاق المذمومة، أما الاعتقادات الباطلة: فأشدها فساداً الاعتقادات الفاسدة في الإلهيات والنبوات، والمعاد، والقضاء والقدر. والقرآن كتاب مشتمل على دلائل المذهب الحق في هذه المطالب، وإبطال المذاهب الباطلة فيها، ... وأما الأخلاق المذمومة: فالقرآن مشتمل على تفصيلها، وتعريف ما فيها من المفاسد، والإرشاد إلى الأخلاق الفاضلة الكاملة والأعمال المحمودة، ... وأما كونه شفاء من الأمراض الجسمانية: فلأن التبرك بقراءته يدفع كثيراً من الأمراض...» [6].

 

وينبغي علينا أن نُوَسِّعَ دائرةَ شِفاء القرآن من أمراض القلوب والنفوس والجوارح إلى الأمراض العصرية المزمنة كأمراض السِّياسة والاقتصاد والحياة والحضارة وغيرها من أمراض العصر المعقدة، بهذا المفهوم الشَّامل يجب علينا أن ننظر للشِّفاء القرآني، ولا نقصره على آلام الرأس والبطن والجسد.

 

فمن عظمة القرآن الكريم، وعلوِّ شأنه، وعظمة تأثيره: أنَّ فيه الشفاءَ الكامل لأمراض الاعتقادات الباطلة، والأخلاق المذمومة، والأمراض الجسدية، وشفاؤه يمتد كذلك إلى الأمراض المُعاصِرَةِ المُزمنة لو أخذ الناس بتعاليمه وأدويته النَّافعة فعملوا بها.

 


[1] معجم مقاييس اللغة (1/ 619)، مادة: «شفى».

[2] انظر: لسان العرب (14/ 436)، مادة: «شفي».

[3] روح المعاني (11/ 176).

[4] تفسير السعدي (2/ 326).

[5] التحرير والتنوير (14/ 150).

[6] التفسير الكبير (21/ 29).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة