• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي / مقالات


علامة باركود

يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم

أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي


تاريخ الإضافة: 14/1/2018 ميلادي - 26/4/1439 هجري

الزيارات: 136691

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾


وردتْ الآيةُ الكريمةُ في سياق الحديث عن أحوال يوم القيامة والبعث بعد الموت، حيث ذكرَ الله تعالى قبلها صوراً عظيمة لأهوال القيامة ومشاهدها، فقال سبحانه: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾ [الانفطار: 1 - 5]، ثم توجَّه الخطابُ إلى الإنسان المكذِّب بالبعث العاصي لربه جل جلاله، هذا الإنسان قد غرَّه جهلُه بالله تعالى، وإمهالُه له، وغرَّه الشيطان الرجيم، كما غرَّته نفسُهُ الأمَّارةُ بالسوء، فكذب وعصى.


ينادي سبحانه وتعالى الإنسانَ المغرورَ موبِّخاً له، حيث لم يتأمل في آيات الله تعالى في نفسه، وينظر إلى نِعمه الظاهرة والباطنة عليه، فيقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].


أيها الإنسان أي شيء غرَّك بربك الكريم المنَّان الذي أوجدك من العدم، وسوَّى خَلْقَك في أحسن صورة، وأتمِّها، فجعلك معتدلَ القَامَة، جميلَ الصورة، بديعَ الخِلْقَة، أما ترى تناسبَ جوارحك، وعجائبَ حواسِّك، ووظائفَ أعضائك، كيف تعمل وفق نظام عجيب، وخَلْقٍ بديع مُعجز، يشهد بعظمة الخالق جلَّ جلاله، وعِظَمِ منَّته عليك، وجميل عنايته بك.


ولو شاء سبحانه لصوَّرك في صورة قبيحة وخِلْقَةٍ مهينة، كصورة كلب أو حمار أو قِرد، لكنه تعالى كرَّمكَ ورفعك وفضَّلك على كثير من خلقه، وجعلك أهلاً للتكليف، فهل يليق بك مع هذا التكريم أن تكذِّب بوعده، وتعصي أمره، وتتجرأ على حدوده وحُرماته!


وقد أخرج ابنُ أبي حاتم في تفسيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [الانفطار: 6]. فقال: "غَرَّهُ وَاللَّهِ جَهْلُهُ".

وأخرج ابنُ جرير عن قتادة أنه قال عند هذه الآية:" شَيْءٌ مَا غَرَّ ابْنَ آدَمَ هَذَا الْعَدُوُّ الشَّيْطَانُ".

وعن مقاتل أنه قال: "غرّه عفوُ الله، حين لم يعجّل عليه بالعقوبة".

يا كاتِمَ الذنْب أمَا تَسْتَحِي
واللهُ في الخَلوة ثانِيْكَا؟
غَرَّكَ مِنْ رَبِّك إمْهَالُه
وسترُه طولَ مسَاوِيكا

 

ووصف الربَّ تعالى بالكريم في ختام الآية للتذكير بنعمته على العبد ولطفه به، فإن الكريم حقيقٌ بالشكر والطاعة جل جلاله [1].


وقد روي أن هذه الآية نزلت في بعض مشركي قريش، ولكن الخطاب فيها عامٌ، فالألف واللام في جل جلاله الإنسان) للجنس، فتشمل كلَّ مُنْكِرٍ للبعث، كما أنها موعظةٌ لكلَّ منْ غرَّه جهلُهُ وشيطانُهُ ونفسُّه الأمَّارةُ بالسوء فعصى ربَّه وتعدَّى حدوده وتجرَّأ على حُرُماته.


فعلى المسلم أن يتدبَّرَ هذه الآيات الكريمة ويتَّعظ بها، فيعترفَ بمنة الله عليه وإحسانه إليه ولُطْفِه به، ويحمده على ذلك، ويحذرَ الغفلة والغرور، ويتذكَّرَ العرْض على الله تعالى، يومَ الدِّين.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذِكره وشكره وحسن عبادته.



[1] انظر التحرير والتنوير لابن عاشور 3 /175.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة