• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط / المقالات


علامة باركود

رثاء العلامة الجليل الشيخ محمد العثيمين

رثاء العلامة الجليل الشيخ محمد العثيمين
الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط


تاريخ الإضافة: 30/3/2019 ميلادي - 23/7/1440 هجري

الزيارات: 21365

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رثاء العلامة الجليل الشيخ محمد العثيمين

 

لقد هزّني، وآلمني، وكف عَبْرتي، وعقد لساني، نبأُ وفاة شيخنا العلامة الجليل الإمام القدوة العابد القانت الزاهد الأواب صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، وإمام وخطيب الجامع الكبير في عنيزة "حرسها الله"، والأستاذ في كلية الشريعة بالقصيم.

 

وإنها لثُلمة كبرى، ومصيبة عظمى نزلت بالبلاد والعباد، بوفاة هذا الشيخ الإمام القدوة، ويا لها من مصيبة، ويا لها من ثُلمة، كيف لها أن تُسد، وأنى لها أن تُعالَج؟


إن موت العلماء هو من أعظم ما تُمنى به الأمة من بلايا، ومن أشد ما ينزل بها من رزايا، وحسبكم في بيان مقدار عظم هذه النازلة، وتبين فداحة هذا الخطب: قول رسول الهدى صلوات الله عليه وسلامه في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا).

 

ولذا كان وجود العلماء في الأمة بمثابة المصابيح التي يهتدي بها السالكون في الدياجي، ويستضيء بها المدلجون في الظلمات، فإذا انطفأ المصباح فما عسى أن يصنع السالك؟! وإذا فُقد الضياء فمن أين يجيء النور؟! ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40] إنه نور العلم والإيمان والتقى الذي حَبا الله تعالى به فقيد الأمة والبلاد: الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

 

لقد عاش حياةً مضيئةً رائعةً، ومات ميتةً عظيمةً شامخةً، ومضى إلى ربه راضيًا مرضيًّا إن شاء الله.

 

درَّس، وعلَّم، وأفتى، ونصح، وأرشد، وحذَّر، وأنذر، وألَّف بين قلوب طال تنافرها، وجمع بين نفوس اشتد تنائيها وتباعدها، جمعها على موائد القرآن والإيمان، وأظلها في ظلال السنة والعقيدة والفقه والأصول والتفسير والفرائض والمصطلح، والمناسك وغيرها وغيرها.

 

فكم من مواعظ وخطب ألقى، وكم من محاضرات ودروس وندوات أقام ورعى، وكم من جولات الخير والإرشاد أشاد وأعلى!

 

وكم من تصانيف ورسائل عديدة مفيدة، مذكورة مشهورة، انتشرت له بين الناس، فاستقبلتها قلوبهم قبل أعينهم، وأصاخت لما فيها من الحق والهدى أسماعهم قبل أن تصلها أيديهم، وأقبلت على موائدها العوامر عقولهم، وصبَت إليها نفوسهم وأرواحهم، ولهجت بالدعاء له ألسنتهم وألبابهم.

 

ولقد كان مما منَّ الله به على كاتب هذه السطور أن كان من أكثر من المنتفعين بعلم الشيخ يرحمه الله، ذلك العلم المبثوث في أرجاء هذه الأرض عبر قنوات لا تكاد تعد ولا تحصى.

 

كما كان لي بحمد الله انتفاعات خاصة أخرى تتعلق بالإمامة في الحرم الشريف، إذ أكرمني الله وبقية إخواني الأئمة حفظهم الله بصلاة هذا الشيخ الإمام مؤتمًا بي وبهم في حشد من الصلوات في أوقات مختلفة، فكان له من الإفادات والتوجيهات والتذكيرات في هذا الباب - باب الإمامة والخطابة – ما لا منتهى له، ولا حد يحده.

 

كيف وهو الإمام المتمرس، والخطيب الخبير؟ الذي أفنى زهرة عمره، ونضارة شبابه في هذا المقام الشريف.

 

فكيف بعد ذلك لا أستشعر فداحة الخطب، وشدة النازلة، وعِظم المصيبة، وكيف -بربكم- تُعالج هذه الرزية، وأنى يجبرُ هذا الكسر؟!

 

لكن العزاء في إخوان الشيخ - يرحمه الله - وزملائه من العلماء الأعلام، الذين صحبوه في رحلة عمره المباركة: شابًا نضيرًّا ثم رجلًا مُحنكًا خبيرًا، ثم شيخًا قدوة إمامًا مفتيًا كبيرًا.

 

والعزاءُ أيضًا في أبناء الشيخ - يرحمه الله - "الصلبيين" و "العلميين" أن يواصلوا دربه، ويمضوا على طريقه في الزهادة، والعلم، والعمل، وأن يجعلوا من سيرة هذا الراحل الكبير منهج حياة، وطريق هدى، ومسلك رشد، وجادة صلاح وإصلاح.

 

جبر الله مصاب الأمة كلها في هذا الفقيد العظيم والعزاء مبذول لجميع محبي الشيخ وعارفي فضله يرحمه الله، وفي الطليعة: خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وأصحاب السماحة والفضيلة رئيس وأعضاء هيئة كبار العلماء، والدعاة والأئمة، ورجال الحسبة، وأهل الخير والصلاح، وطلاب العلم جميعًا، وكافة أفراد الشعب والأمة والعالم الإسلامي.

 

ورحمك الله أيها الشيخ الراحل الكبير.. فلقد هزَّنا المصاب، وهدَّنا الألم، وأبكانا ولوَّعنا الفراق، وأدمى قلوبنا هذا الرحيل.

 

فسلام عليك في الآخرين، وسلام عليك في الصالحين، وسلام عليك وعلى أسلافك الراحلين إلى جنات النعيم إن شاء الله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة