• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط / المقالات


علامة باركود

بين فتنتين !

الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط


تاريخ الإضافة: 20/3/2018 ميلادي - 3/7/1439 هجري

الزيارات: 7586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بَيْنَ فِتْنَتَيْنِ!

 

للمتقينَ المُخبتينَ منْ كمال الحرص على توقِّي الفتنةِ، والحذر منَ التردِّي في وَهْدَتِها ما لا مزيد عليه.

يَحْدوهُمْ يقينٌ لا يتزعزعُ بما جاءَ عنِ الله ورسولِهِ صلى الله عليه وسلم في التحذير منْ غوائلها، والإرشادِ إلى سبيلِ السلامةِ منها.

وفي كلامِ أهل العلمِ المُحقِّقينَ -في هذا الباب- ما يَنقَعُ الغُلَّةَ، ويشفي العِلَّة، ويهدي-بإذْنِ الله- إلى صراط الله المستقيم.

فدونَك هذا الكنز من العلم ودُررِهِ الملتقطَةِ منْ بحرِ علومِ وفضائلِ ذلكَ السلفِ الصالحِ، والرَّعيلِ الأولِ، وهو للإمامِ ابنِ القيِّمِ-رحمَهُ الله- فصَّل فيهِ القولَ تفصيلًا وافيًا شافيًا، فقال:

«الفتنةُ نوعانِ: فتنةُ الشُّبُهَاتِ، وهيَ أعظمُ الفتنتينِ، وفِتنةُ الشَّهَواتِ.

وقدْ يجتمعانِ للعبدِ وقدْ ينفردُ بإحداهما.

ففتنةُ الشُّبُهاتِ؛ منْ ضَعْفِ البصيرةِ، وقِلَّةِ العِلْمِ، ولا سيَّما إذا اقترنَ بذلكَ فسادُ القَصْدِ، وحصولُ الهوى، فهنالك الفتنةُ العظمى، والمصيبةُ الكبرى، فقُلْ ما شئتَ في ضلالِ سيِّئ القَصْدِ، الحاكمِ عليه الهوى لا الهدى، مع ضَعْفِ بصيرتِهِ، وقِلَّةِ علمِهِ بما بعث الله به رسوله، فهو من الذين قالَ اللهُ تعالى فيهم: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ) [النجم: ٢٣].

وقد أخبر اللهُ سبحانَهُ أنَّ اتِّباعَ الهوى يُضِلُّ عنْ سبيلِ اللهِ، فقالَ: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) ص: ٢٦

وهذهِ الفِتْنةُ مآلُها إلى الكُفْرِ والنِّفَاقِ، وهيَ فِتْنَةُ المُنَافِقِينَ، وفِتْنَةُ أهْلِ البِدَعِ، على حَسَبِ مَراتِبِ بِدَعِهِمْ.

ولا يُنْجي منْ هَذِهِ الفِتْنَةِ إلا تجريدُ اتِّبَاعِ الرَّسولِ، وتَحْكيمُهُ في دِقِّ الدين وجِلِّه، ظاهرِهِ وباطنِهِ، عقائدِهِ وأعمالِهِ، حقائقِهِ وشرائعِهِ، فيتلقى عنه حقائقَ الإيمانِ وشرائعَ الإسلامِ، وما يُثْبِتُهُ اللهُ منَ الصِّفَاتِ والأفعالِ، والأسْمَاءِ، وما ينفيهِ عنْهُ، كما يتلقى عنه وجوبَ الصَّلَواتِ وأوقاتَها وأعدادَها، ومقاديرَ نُصُبِ الزَّكاةِ ومستحقيها...

وأمَّا النَّوْعُ الثَّاني منَ الفتنة؛ ففتنةُ الشَّهَواتِ.

وقد جمع سبحانه بين ذكر الفتنتين في قوله: (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) التوبة: ٦٩

فأشار سُبْحانَهُ في هذِهِ الآيةِ إلى ما يحصلُ بهِ فَسادُ القُلوبِ والأَدْيانِ، منَ الاستمتاع بالخَلَاقِ، والخوضِ بالباطلِ، لأنَّ فساد الدين إما أن يكون باعتقاد الباطل والتكلم به، أو بالعمل بخلاف العلم الصحيح.

فالأول: هو البِدَعُ وما والاها. والثاني: هو فسق الأعمال....

وأصلُ كلِّ فتنةٍ إنَّما هو منْ تقديمِ الرأيِ على الشَّرعِ، والهوى على العقل....

ففتنةُ الشُّبُهَاتِ تُدْفَع باليقين، وفتنةُ الشَّهَواتِ تُدْفَعُ بالصَّبْرِ، ولذلك جعل سبحانه إمامةَ الدِّينِ منوطةً بهذين الأمرين، فقال: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) السجدة: ٢٤

فدلَّ على أنه بالصبر واليقين؛ تُنال الإمامةُ في الدين... فبكمال العقل والصبر تُدْفعُ فتنة الشهوة، وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة. والله المستعان» انتهى.

 

 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة