• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي / مقالات


علامة باركود

إطلالة على أنوار من النبوة

إطلالة على أنوار من النبوة
أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي


تاريخ الإضافة: 24/7/2025 ميلادي - 29/1/1447 هجري

الزيارات: 1055

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إطلالة على أنوارٍ من النبوة

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أحد، جبلٌ يُحبنا ونحبه!»؛ أخرجه البخاري ومسلم، وقد كرّره البخاري في نحو 9 مواضع!

 

وحُقّ للإمام البخاري أن يكرره في صحيحه هذا التكرار؛ فهو حديث عظيم عجيب!

 

الله أكبر! هكذا حينما يكون الحب من جماد لبشَر، ومِن بشَرٍ لجماد؛ فذاك آيةٌ مِن آيات الله على عظَمة هذا الدين الذي بعَثَ به الله ربُّ العالمين خاتمَ رسله محمدًا صلى الله وسلم عليه وآله وصحبه أجمعين إلى البشرية كلها!

 

إنها عظَمة الحبّ المتبادَل، وعظَمة حُسن العلاقة بين مخلوقات الله! بل حتى مع الحجر والشجر...

 

هذا الحديث العظيم يَشهد للإسلام بعظَمته وتفرّد منهجه ونظام العلاقات فيه، علاقات الحب والإخاء بين مخلوقات الله في طريق العبودية لله!

 

• وبهذا تَطيب العلاقة، وبهذا تَطيب الحياة، وبهذا يَسعد الجميع، ويتّسق نظام الله الشرعيّ ونظامه الكونيّ! إنه الله، الذي له الخلق والأمر! فكيف يَجترئ المجترئون على مقامه وعلى دينه وشرْعه!

 

هذا الحديث العظيم يَشهد بعظَمة خاتم رسل الله، وأنه أعظمُ شخصيةٍ عرَفها التاريخ! إنه وصلَ به السموّ والتميّز صلى الله عليه وسلم أنْ عقَد الإخاء بين بني آدم، وعقَد الإخاء بين المهاجرين والأنصار، وعقَد الإخاء بيننا وبين الحجر وجبل أُحد، وهو جماد، لكنه يشاركنا في التعبد لله، وهذا ما شهد به كتاب الله تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإِسْرَاءِ: 44].

 

لَفَتَ انتباهي مرةً حين قرأتُ كلامًا لفاضلٍ، رحمه الله، عن زيارته للمدينة، وقال: ثم ذهبنا إلى الصحابي الجليل، الذي لا يزال موجودًا: جبل أُحد!

 

• أرأيتم أيها الناس، بل أيتها الدنيا عظَمة الله، وعظَمة خَلقه، وعظَمة نظامه، وعظَمة اتساق كل ذلك فيما أراده الله لهذا الكون، لا كما أراده الكفرة الجاحدون مِن صراعٍ واضطرابٍ واحترابٍ في سبيل تراب!

 

♦ وهذا الحديث النبوي الشريف المنوِّه بفضل جبل أُحدٌ، مع أنه جماد؛ يُذكّرنا بحديثٍ آخَر لرسول صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وأصحابه أجمعين أخرجه الإمام البخاري في صحيحه؛ يسْتحليه قلبُ كل مسلمٍ ومسلمةٍ؛ وتَطرب له الأُذن، وهو حديث: "صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أُحُدٍ، ومعهُ أبو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَضَرَبَهُ برِجْلِهِ، قَالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أوْ صِدِّيقٌ، أوْ شَهِيدَانِ»، أخرجه البخاري برقم 3675، وبرقم 3686، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

 

♦ نعم، يهتزّ بهم الجبل، وتلك آية!

 

• ويَضربه رسول الله برجله ويقول: «اُثبتْ أُحد...»، وهذه آية!

 

• ويَسمع جبَلُ أحد، وهو هذا الجبل العظيم، ويَعرف حجمه مَن يَعرفه، يَسمع كلام رسول الله وأَمْره، وحُقّ له؛ فهو رسول الله، الذي يُحبّه، وأشار علينا بأنْ نُحبّه على ما في الحديث الذي ذكرناه قبل هذا الحديث: «أُحد جبلٌ يُحبّنا ونحبه»!

 

• وامتثال الجبل العظيم لأمر الرسول العظيم آيةٌ ومعجزة، كذلك!

 

♦ وفي ذِكْر رسول الله تلك الأوصاف لطائفُ وإعجاز!

 

• لقد ذَكَر التعليل لهذا الطلب مِن الجبل كلّاً مِن وصْف النبوّة، والصّدّيقيّة، والشهادة في سبيل الله!

 

وإنها لأوصافٌ تَهزّ وجدان المسلم والمسلمة!

 

♦ ومِن المؤكّد أنّ جبل أحد قد طرِب لذلك؛ لأنه استجاب وسمِع وأطاع للرسول المطاع صلى الله عليه وسلم، ولا خيار له!

 

• فيا لله ما أعظمَ عبَق النبوّة! وما أجملَ عاقبة طاعة الله ورسوله!

 

• إنّ رسول الله محمداً صلّى الله وسلّم عليه وآله وصحبه كان يَعْلم أنّ في تحديد هذه الأوصاف لكلٍّ مِن رسول الله وأصحابه هؤلاء الثلاثة الكرام تحدّياً لخصومه المشركين وخصوم رسالته المتربّصين به، الباحثين عن أيّ خبرٍ من الرسول يتوهّمونه لا يَصحّ؛ ليستغلّوه ضده وضدّ دينه!

 

♦ فلولا أنه رسول الله حقاً، ولولا أنه يقول إعجازاً وصِدقاً؛ لَمَا حدّد هذه الأوصاف، التي سيُثبتُ الزمنُ حقيقتها؛ لكنه رسول الله؛ فأثبت الزمانُ أنها حقٌّ، بل إعجاز! فبعد سنواتٍ لَحِق رسول الله بالرفيق الأعلى، وبعد سنوات جاء أبو بكر الصّدّيق وبعد سنوات توفي وفاةً طبيعية؛ فهو الصّدّيق كما قال الرسول!

 

• وبعد سنوات جاء عمر الفاروق، وبعد سنوات يَموت شهيداً كما قال رسول الله! وفي خبر استشهاده معانٍ ولطائف لا تخفى على مَن عرَف مجريات ذلك وعَرَف أنّ عمر كان يعلم ذلك يقيناً قبل وقوعه، أنه سيحصل، وكان يدعو الله أن يرزقه ذلك؛ فكان الأمر كذلك! إنه رسول الله!

 

• وبعد سنواتٍ يأتي عثمان بن عفان ذو النورين، وبعد مدةٍ يُستشهد؛ حيث قُتل شهيداً مظلوماً صائماً، وذلك أيضاً، بعد رؤياه التي رأى فيها رسول الله يدعوه للإفطار عنده غداً!

 

♦ يا الله! فما أَعظمَ صِدْق الخبر!

أرأيتم كيف تكون كل هذه المعجزات!

اللهم ارزقنا الإيمان بك حقّ الإيمان، والتسليم لك ولرسولك، ولخبَرك وخبر رسولك حيث جاء!

 

♦ يُعلّق أحد الفضلاء على حديث اهتزاز جبل أُحد بالرسول الصّدّيق والشهيدين، تعليقاً لطيفاً بقوله:

"ولا شك أنّ اهتزاز جبل أُحد بالرسول وأصحابه، ليس كهِزّةِ جبل الطور بقوم موسى عليه السلام؛ بل إنّ تلك هِزّة الغضب، وهذه هِزّة الطرَب؛ ولهذا ذَكَر رسول الله لجبل أُحد ما يوجِب الراحة والسكون، مِن النبوّة والصّدّيقية، والشهادة"!

 

♦ اللهم اهدنا فيمن هديت؛ اللهم لا تجعل إيمان الجمادات خيراً مِن إيماننا: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحَشْرِ: 21-24].

 

♦ إنّ هذه الصورة المشرقة للإسلام ورسوله تنادي على الصهاينة بالخزي والسقوط الأخلاقي الرهيب بما ارتكبوه من جرائم وفظائع ضد المسلمين الفلسطينيين الأطهار الأبرياء على أرضهم!

 

♦ اللهم اقبلنا في عبادك الصالحين المصلحين، ولا تتوفّنا إلا وأنت راض عنا، إلهنا ومولانا، وانصرنا على القوم المجرمين تجّار الحروب، المتنكّبين لسيرة أنبيائك ورسلك!

 

♦ اللهم عليك بالصهاينة أعدائك وأعداء رسلك وأعداء البشرية، يا رب العالمين!

 

♦ هذه زفرة فؤاد، بالرغم من أنّا في وادٍ والأوغاد في وادٍ!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- درر وفوائد جمة في هذه الإطلالة
عبدالله موسى الحسن - نيجيريا 24/07/2025 05:09 PM

حقيقة هذه الفوائد تبث السرور في النفس وتنبهنا إلى أن النبوة حق فما علينا إلا أن نكثر التفكر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة!!
جزاك الله خيرا في الدارين وزادكم صحة وعافية وإكراما يا شيخنا الغالي المحترم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة