• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

نعم الله على أهل الإسلام بشهر الصيام

نعم الله على أهل الإسلام بشهر الصيام
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 11/7/2015 ميلادي - 24/9/1436 هجري

الزيارات: 13039

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نِعَم الله على أهل الإسلام بشهر الصيام


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمده سبحانه على حكمته في قضائه وتقديره، وأشكره جل ذكره على نعمته في شرعه وتيسيره، وأسأله تبارك اسمه للجميع - باسمه العظيم ووجهه الكريم - التوفيقَ للعلم النافع المثمر للاعتقاد الصحيح والقول السديد، والعمل الصالح والخلق الحميد، والعصمة من كفران النعم وموجبات النقم، والسلامة من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي جعل الزمان ظرفًا للعمل ووسيلة لاستكمال الأجل، وآية من آيات دلائل قدرته ووجوب إفراده سبحانه في إلهيته وعبادته، كما انفرد بربوبيته وكمال علمه وحكمته.

 

وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدالله المصطفى، ورسوله المجتبى، المبعوث إلى كافة الورى بالدين والهدى؛ لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى وبدور الدجى ما صبحٌ بدا وليل سجى.

 

أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناس، اتقوا الله حق تقاته، واشكروه على سابغ نِعَمه وجليل هباته؛ حيث بلَّغكم شهر الصيام وأنتم ترفلون في ثياب النعم من الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، والهدي الذي تعرفون به بركة الطاعة وثواب خصال الإيمان، وشؤم المخالفات بأنواع الفسوق والعصيان في الدنيا ويوم لقاء الملك الديان، فاشكروا الله تعالى على إنعامه، وتنافسوا في أسباب رضاه ومثوبته وإكرامه.

 

واغتنموا ما جعل الله في هذا الشهر الكريم من البركات الكثيرة، والخيرات الوفيرة والأجور الكبيرة، والغنائم الشهيرة، واعرفوا له تعالى فضله بحسن قضائه لكم فيه، واجتهدوا في أنواع الطاعة والإحسان منه، واعمُروا أوقاته وسائر لحظاته بالذكر والثناء، والبر والدعاء وتلاوة القرآن، والجودة في العطاء والتوبة إلى الله تعالى من التقصير في الأداء، والنقص من التوقير للنعماء، ولا تضيِّعوا فُرَص أيامه ولياليه بالنوم واللهو والإثم واللغو، فإن زمان رمضان شريف، وإن العمل الصالح فيه مظنة عظيم الأجور مع التضعيف.

 

فلو عقَلتم حقًّا ما ادَّخر الله لكم فيه من كرم الثواب وحسن المآب، والوقاية من موجبات العذاب - لتمنَّيتُم أن تكون السنة كلها رمضان؛ استزادة من عظيم الفضل والإحسان: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

ليُوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.

 

عباد الله، صوموا نهار شهركم محسنين محتسبين، وقوموا ما تيسَّر لكم من ليله متدبرين للقرآن متضرعين إلى الرحمن؛ لأنه ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))، واعلموا أنه ((من لم يدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).

 

فإذا صام أحدكم عن المفطرات طلبًا لرضا رب الأرض والسموات، فليصُم معه السمع والبصر، وليدَع الناس من الأذى، ولا يجعل يوم صومه ويوم فطره سواءً.

 

معشر المسلمين، زيِّنوا صيامكم بحسن السمت وتلاوة القرآن، وجمِّلوه بوقار الذكر وأنواع البر والإحسان، فإن الله يحب المحسنين ويَجزي المتصدقين، ويكرم أهل القرآن، واعترِفوا بتقصيركم في حق ربكم المنان ذي الفضل والإحسان، والْهَجوا بالتوبة والاستغفار في كل آنٍ؛ فإنه من: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

 

أمة الإسلام، سارِعوا في هذا الشهر الكريم إلى ما يحب لكم ربكم ويرضى، وتنافسوا في خصال التقوى، وتعاونوا على أسباب المغفرة وجوانب المثوبة؛ من إصلاح ذات البين، وسلامة الصدور من الغل والحقد والضغينة على أحدٍ من المسلمين والمؤمنين، وأحسِنوا إلى مستحقي الإحسان، واتركوا التشاحن والبغضاء والقطيعة، فإن أهل هذه الأعمال الشنيعة متوعَّدون بخطير العقوبة في محكم القرآن، واهجروا الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، وسوء الظن بأهل الإسلام، فإن هذه من خصال أهل النفاق الممقوتين عند العظيم الخلاق، وإنها مظالم تنقص الأجر، وتُحمِّل الوزرَ باتفاق وعلى الإطلاق.

 

واحذروا عباد الله الغش في المعاملات، والخداع في البيوع، وبَخس المكاييل والموزونات، وأكل الربا وتعاطي الرشا، وغيرها من الموبقات؛ فإنه مظالم محققة، وكبائر مهلكة، ونواقص للحسنات، ومُمحقة للبركات، وجالبة لأليم العذاب وشديد العقاب في الدنيا ويوم حشر البريات.

 

واجتنبوا سماع الأغاني والموسيقا؛ فإنه لهو الحديث، وهي مُقسية للقلوب، ومزمار الشيطان، ورقية الزنا، والصدود عن الهدى، وجنِّبوا أولادكم في رمضان وكل آن الألعابَ الإلكترونية؛ فإنها مضيعة للوقت، ومفسدة للسلوك، ومنغصة للنوم، وفاتحة لأبواب الشر.

 

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة