• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

وجوب الحرص على سلامة القلب وصلاحه، والحذر من أسباب قسوته وفساده

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 7/1/1434 هجري

الزيارات: 30379

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وجوب الحرص على سلامة القلب وصلاحه

والحذر من أسباب قسوته وفساده


الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب أن يحمد وينبغي له.

 

أحمده - سبحانه - على بالِغ حكمته، وأشكره - جل ذكره - على سابغ نعمته، وأسأله المزيد من هداه، والتوفيق إلى ما فيه رضاه.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبدَه، وهزم الأحزاب وحده.


وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ لله، ورسوله البشيرُ النذير، والسراج المنير، والعبد الشكور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين سبقونا بالإيمان، والجهاد من أجل إعلاء كلمة الله بالبيان والسنان؛ حتى لم تكن فتنةٌ، وكان الدين كله لله.


أما بعد، فيا أيها الناس:

اتقوا الله؛ فإنه من اتقى اللهَ وقاه، ويسر عسره وأغناه، وزاده علمًا وهَداه، ونصره وأسعده في دنياه وأخراه.


أيها الناس:

إن من خصال التقوى، وخلال أولي النهى، أن يحرص المرءُ على صحة قلبه، وسلامته من موجبات قسوته، ودواعي غفلته، حتى يلقى ربه سليمًا؛ لينجو من شديد العذاب، ويفوز بكريم الثواب، قال - تعالى -: ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89]، وقال - سبحانه -: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 41 - 49]، الآيات إلى قوله - سبحانه -: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 62 - 68].


أيها المسلمون:

في تلك الآيات الكريمات المحكمات إشادةٌ من الله - تبارك وتعالى - بذوي القلوب السليمة، وإغراء بالتأسي بهم بذِكر طِيب مآلهم، وحُسن حالهم، وكرامة مثوبتهم، وجميل عاقبتهم؛ حضًّا على العناية بأسباب سلامة القلب وصحته، وزجرًا عن موجبات سقم القلب وقسوته، كما تضمنت عباراتٍ موجعة، وصورًا مروعة؛ من سوء حال، وقبح مآل ذوي القلوب المريضة، والأفئدة القاسية؛ بذكر خبثِ طعامهم، وغُصَّة شرابهم؛ هدايةً للصواب، وتذكرة لأولي الألباب.


معشر المسلمين:

ومن بليغ الحكمة ما جاء من صحيح السنة كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس)) الحديثَ، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب)).


حيث تضمن هذا الحديث الصحيح بيانَ أثر حِلِّ أو حرمة المطعم على القلب؛ فحلاله يصلحه، وحرامه يفسده، كما تضمن التنبيه على أثر صلاح القلب، وأثر فساده على الجسد؛ فصلاح القلب يُصلح الجسد، وفساد القلب يُفسد الجسد، وقد قررت نصوص الشريعة الأخرى أن الجسد الصالح في الجنة، وأن الجسد الفاسد في النار، فإذا تقرَّر ذلك، فإن من مأثور الحكم البليغة: أن الوقاية خيرٌ من العلاج، وأن العلاج الممكن خيرٌ من الترك والإهمال؛ ((فتداوَوا يا عباد الله)).


معاشر المسلمين:

ومما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((أبعدُ القلوب من الله القلب القاسي))، وكم من الآثار الكثيرة، والأخبار الشهيرة، التي جاءت محذرةً من موجبات فساد القلوب وقسوتها؛ كالأحاديث التي جاءت في النهي عن كثرة الكلام بغير ذِكر الله - تعالى - والنهي عن كثرة الأكل واعتياد الشِّبَع، والنهي عن سماع المزامير وأصوات الغناء، ومجالسة أهل اللهو، وشهود مشاهد الزور، وغير ذلك من خطوات الشيطان وأمور الجاهلية؛ لِما تسبِّبه هذه الأعمال والأقوال والأحوال من قسوة القلب، ورَيْنِ الذنوب، الموجبة لسخط وعقوبة علاَّم الغيوب.


أيها المؤمنون:

ومما أرشدت إليه الآياتُ المحكمة الصريحة، والأحاديث النبوية الصحيحة - الإرشادات إلى تلاوة القرآن العظيم واستماعه، وتدبره وعقْلِه، وكثرة ذكر الله - تعالى - والثناء عليه ودعائه، وذكر نِعَم الله - تعالى - وآلائه، ومجالسة الذين يدْعون ربَّهم بالغداة والعشيِّ يريدون وجهه، وفعل المعروف، والإحسان إلى مستحقه، وصلة الرحم، والعطف على اليتامى والمساكين، وأبناء السبيل، وتشييع الجنائز، وزيارة المقابر، وسلامة الصدر من الغلِّ على المسلمين، وخاصة السابقين الأولين، كل هذه من أسباب وأمارات صحة القلوب وسلامتها، ورقتها وحياتها، وقربها من الله - تبارك وتعالى - وتأهلها لمجاورته ومثوبته، والتمتع بكرامته، والتلذُّذ بذكره، ونضارة الوجه بالنظر إلى وجهه، قال - تعالى -: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، وقال - سبحانه -: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].


معشر المؤمنين:

احرصوا على سلامة قلوبكم ورقتها ولِينها، تدنوا من ربِّكم، وتصلُحْ أجسادكم، وتصحَّ نياتكم وقصودكم، وتُحرَّموا على النار؛ فإن من نتاج سلامة القلب صلاحَ النية، والتوفيق للعمل الصالح، وإن ممن يحرَّم على النار أو تحرَّم عليه النار الشخصَ الرقيقَ القلبِ، الرحيم بكل ذي قربى ومسلم، وإن من أصناف أهل الجنة أقوامًا أفئدتهم كأفئدة الطير، وفي التنزيل الكريم: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة