• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

التذكير بقصر العمر وقرب الأجل واغتنامه بصالح العمل

التذكير بقصر العمر وقرب الأجل واغتنامه بصالح العمل
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 17/10/2012 ميلادي - 1/12/1433 هجري

الزيارات: 33413

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التذكير بقصر العمر وقرب الأجل

وما ينبغي للعاقل من اغتنامه بصالح العمل

 

الحمد لله الوليِّ الحميد، المبدئ المعيد، الغفور الودود، أحمده سبحانه، وأشكر له إحسانه، وأسأله للجميع عفوه وغفرانه، وأن يُجيرنا من ناره ويُورِثنا جِنانه.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزَم الأحزاب وحده.


وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ورسوله، خاتم النبيِّين، وسيد المُرسلين، وأعظم شفيع للخلائق غدًا بين يدي ربِّ العالمين.


صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزَّروه ونصروه واتَّبعوا النور الذين أنزل معه أولئك المفلحون، وأتباعِهم إلى يوم يُبعثون.


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله؛ فإن التقوى خير الزاد وخير اللباس، وإن أهلها عند الله هم أكرم الناس، فاتقوا الله تُعلَّموا وتَهتدوا، واتَّقوا الله تُرزقوا وتيسروا، واتقوا الله تؤجَروا وتُنصروا، واتقوا الله تُفلحوا، فتُكفَّر عنكم السيئات، وتُضاعَف لكم الحسنات، وتُرفَع لكم الدرجات، واتقوا الله تعظم لكم الأجور، وتبعدوا عن النار، وتورثوا الجنات مع الأخيار.


عباد الله، كل عاقل مؤمن بالله واليوم الآخِر يعلم يقينًا أن كل يوم يمضي عليه فهو نقْص من عمره، وتقدُّم وهدٌّ مِن دُنياه، ودنوٌّ من قبره، ومرحلة إلى يوم نشْره وحشْرِه، مع أن الأمل عريض، والأجل مغيَّب وقريب، وإن كُتب له طول العمر، فنهايته الهَرم وضعْف الشَّيخوخة؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]، وقال سبحانه: ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ [الحج: 5]، وقال - جلَّ ذكره -: ﴿ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [غافر: 67]، وهكذا - عباد الله - تمضي الحياة وينتهي العمر، بين احتمال الموت المبكِّر - وهو الغالب - فإن المعمَّرين قلَّة بالنسبة إلى المجموع، أو طول العمر، ونهايته الانسلاخ القَسريُّ من الدنيا، إما بضعف القُوى أو بذَهاب العقل، ومَن كُتب له أن يعمَّر مع سلامة عقله وتمتُّعه بقواه، حفَّه خطَران.

 

الأول: شدة تعلق القلب في الدنيا؛ فإن ابن آدم يَهرم وتشبُّ معه خصلتان: حبُّ الدنيا، وطول الأمل، فيولع مَن لم يهتد بالشرع القويم بالتعلُّق بما يُثقله، والتمني لما لا يُحصِّله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر:  5- 6]، وقال - صلى الله عليه وسلم-: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).


أيها المسلمون، وأما الخطر الثاني الذي يُحدِق بمن كُتب له العمر وابتُلي بالغفلة، فهو كثرة وتراكُم السيئات؛ فإنهن مع الأمل هنَّ الرّان الذي يَرين على القلب، فإن كبائر ومحقَّرات الذنوب مجتمعات على القلب فيُقسِّينه ويُعمينه؛ قال تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، وأخطر ما يكون من السيئات بعد الكفر والشرك بالله - عز وجل - مظالمُ الخلق في دمائهم وأعراضهم وأموالهم وبقيَّة حُرماتهم، فتِلكُم السيئات المتعدِّية للآخَرين ديوانٌ لا يُغفر لصاحبه شيءٌ منه حتى يَغفر له المظلومون، فتجتمع على ابن آدم سيئاتُه في حق نفسه فيُهلِكْنه، وسيئاتُه في حق غيره وتلك يُفقِرْنه؛ لأنه إما أن يَذهبن بحسناته، أو يُحمِّلْنه من سيئات المظلومين ما لا قِبَل له به، فإن من الناس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، ثم يأتي وقد شتم هذا، ولطم هذا، وسفك دم هذا، وأكل مال هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيت حسناته قبْل أن يقضي ما عليه، أُخذ من سيئات مظلوميه بطلبه، فحُمل عليه ثم طُرح في النار.


معشر المسلمين، إن هذه الأحوال للإنسان وتِلكُم المخاطر التي تحفُّ وتُحيط بالمعمَّرين من.... تَقتضي من العاقل أن يقف مع نفسه وقفةً حازمةً؛ استعدادًا لنهاية العمر وأمر الموت وما بعده وغُرمِ يوم القيامة، فينبغي أن تتضمَّن تِلكُم الوقفةُ أمورًا مُهمَّةً.


في طليعتِها أن يَستكثر من الحسنات ما أمكنه، فيُبادر إلى واجب الطاعات القاصِرة على نفسِه، وتلك كالتوحيد والذِّكر والصلاة والصوم، والمتعدِّية إلى غيره كالصدقات.... ليَعظم رصيده في حسابه الأُخرويِّ، وتَرتفِع درجاته عند ربه.


وثاني تلك الأمور: أن يتَّقي السيئات، ويتوبَ إلى الله تعالى من الزَّلات ليلَ نهار.... شؤم سيئات نفسه، وغُرم سيئات ظُلمِه لغَيره؛ حتى لا تذهب حسناته يوم القيامة للآخَرين، ولا يَحمل زيادةً على سيئاته من سيئات المظلومين.


معشر المسلمين، وثالث تلك الأمور: أن يُلحَّ على الله تعالى بطلب أن يُحيِيَه إن كانت الحياة خيرًا له، وأن يُميته إن كان الممات خيرًا؛ ليكون محياه على عمل صالح، ومماته حِفظًا من الفتن والقبائح، فإن من الدعاء المأثور أدبار الصلوات: ((اللهم أحيِني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))، وفيه: ((واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كلِّ شرٍّ))، وفيه: ((وإذا أردتَ بعبادك فتنةً، فاقبضني إليك غير مفتون)).


أما الرابع - معشر المؤمنين - فهو الاجتهاد في الإحسان لكلِّ مَن ظلمتَه، وأول ذلك ردُّ المظلَمة إليه إن أمكن، أو تعويضه ما هو خير، أو استِحلاله منها، فإن لم يُمكن، فالإحسان إليه؛ بالصدقة عنه، والدعاء له، وذِكره بخير، وخاصةً في المقامات التي أسأت إليه فيها، وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((فأيما عبد من عبادك شتمتُه أو لعنْتُه أو آذيته بأي نوع من الأذى، أو بدرتْ مني إليه أي بادرة، فلا تُعذِّبني فيه، بل اجعلها له كفَّارةً ومغفرةً وطهورًا وأجرًا وصلاةً وزكاة ورحمةً وقربةً تُقرِّبه بها، ودرجةً ترفعه بها إليك)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- نسألك ربي حسن الخاتمة
حنان الجزائرية - الجزائر 20-10-2012 10:45 AM

تذكيرة ونعم التذكيرة جعلها الله في ميزان حسناتك ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة