• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ دبيان محمد الدبيان / بحوث ودراسات


علامة باركود

حكم قص الشارب

حكم قص الشارب
الشيخ دبيان محمد الدبيان


تاريخ الإضافة: 16/7/2012 ميلادي - 26/8/1433 هجري

الزيارات: 53871

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكم قص الشارب


تمهيد:

المسلم مطلوب منه التميز عن غيره من الكفار؛ ولهذا نُهي أن يلبس لباسهم، وأن يوافقهم في الظاهر؛ لما في ذلك من التشبه بهم، والتشبه في الظاهر يقود إلى التشبه في الباطن، وفي الحديث: ((من تشبه بقوم، فهو منهم))[1]، وفي قص الشارب وإحفائه تحقيق لجانب من جوانب التميز من جهة، وفيه أيضًا من النظافة ما فيه.

 

قال ابن دقيق العيد: "في قص الشوارب وإحفائها وجهان:

أحدهما: مخالفة زي الأعاجم، وقد وردت هذه العلة منصوصة في الصحيح، حيث قال: ((خالفوا المجوس)).

والثاني: أن زوالها عن مدخل الطعام والشراب أبلغ في النظافة، وأنزه من وضر الطعام"[2].

 

وقال الشيخ ولي الدين العراقي في شرح سنن أبي داود: "الحكمة في قص الشوارب أمر ديني، وهو مخالفة شعار المجوس في إعفائه، كما ثبت التعليل به في الصحيح، وأمر دنيوي: وهو تحسين الهيئة، والتنظف مما يعلق به من الدهن، والأشياء التي تلصق بالمحل؛ كالعسل، والأشربة، ونحوها.

 

وقد يرجع تحسين الهيئة إلى الدين؛ لأنه يؤدي إلى قبول قول صاحبه، وامتثال أمره من أرباب الأمر كالسلطان، والمفتي، والخطيب، ونحوهم، ولعل في قوله تعالى: ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [غافر: 64][3] إشارة إليها، فإنه يناسب الأمر بما يزيد في هذا، كأنه قال: قد أحسن صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها، وكذا قوله تعالى حكاية عن إبليس: ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 119][4]، فإن إبقاء ما يشوه الخلقة تغيير لها؛ لكونه تغييرًا لحسنها، ذكر ذلك كله تقي الدين السبكي[5].

 

المقصود بالشارب: الشعر النابت على الشفة العليا، واختلف في جانبيه، وهما السبالان:

فقيل: هما من الشارب، فيشرع قصهما.

 

وقيل: هما من جملة شعر اللحية. ذكر ذلك الحافظ في الفتح، وسيأتي مزيد بحث - إن شاء الله - عن ذلك.

 

وقص الشارب: هو الإطار، وهو طرف الشعر المستدير على الشفة[6].

 

وقيل: الشارب: اسم لمحل الشعر، كما ذكره في التحقيق.

 

حكم قص الشارب

اختلف الفقهاء في قص الشارب:

فقيل: سنة، وهو مذهب جمهور الفقهاء[7].

وقيل: فرض، وهو اختيار ابن حزم[8]، وابن العربي[9] والشوكاني.

 

دليل القائلين بالوجوب:

الدليل الأول:

أمر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بإحفاء الشوارب، والأصل في الأمر الوجوب، قال - تعالى -: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63][10].

 

(537-101) فقد روى البخاري، قال: حدثنا محمد بن منهال، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالفوا المشركين: وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب))، وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر، قبض على لحيته، فما فضل أخذه. وهو في مسلم دون الموقوف على ابن عمر[11].

 

وفي رواية للبخاري: ((أنهكوا الشوارب))[12].

 

وفي رواية لمسلم: ((أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى))[13].

 

(538-102) وروى مسلم، قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس))[14].

 

(539-103) وروى مسلم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحية[15].

 

وإذا كان إعفاء اللحية واجبًا، كان قص الشارب كذلك.

 

ووجه آخر دليل على الوجوب أن قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: ((خالفوا المشركين))، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خالفوا المجوس))، هذه الصيغة تقتضي التحريم؛ لأن التشبه بالمشركين لا يجوز، فلما أمر بإحفاء الشارب، وقرن ذلك بمخالفة أهل الشرك والضلال، تأكد الوجوب.

 

الدليل الثاني:

(540-104) ما رواه أحمد، قال: ثنا يحيى، عن يوسف بن صهيب (ح) ووكيع، ثنا يوسف، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من لم يأخذ من شاربه، فليس منا))[16].

[إسناده صحيح] [17].

 

فهذا الحديث يدل على أن الأخذ من الشارب واجب، بل لو قيل: إن تاركه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب لم يكن بعيدًا؛ لهذا الوعيد.

 

دليل القائلين بأن قص الشارب سنة:

حملوا الأمر في الأحاديث على الاستحباب، ولا أعلم لهم صارفًا مقبولاً.

 

وحملوا حديث: ((من لم يأخذ من شاربه، فليس منا)) حملوه على حديث: ((من لم يتغن بالقرآن، فليس منا))؛ أي: ليس على طريقتنا، وسنتنا.



[1] أخرجه أحمد (2/50،92) وابن أبي شيبة (6/471) رقم 33016، وعبد بن حميد (848)، وأبو داود (4031) والطبراني في مسند الشاميين (216)، والبيهقي في شعب الإيمان (1199) من طريق عبدالرحمن بن ثابت، عن حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر.

قال الحافظ في الفتح (6/98): "أبو منيب لا يعرف اسمه، وعبدالرحمن بن ثابت مختلف في توثيقه" اهـ.

بينما قال الحافظ في موضع آخر من الفتح (10/271): "أخرجه أبو داود بسند حسن".

وقال أيضًا (10/274): "وثبت أنه قال: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) كما تقدم معلقًا في كتاب الجهاد، من حديث ابن عمر، وصله أبو داود" اهـ.

قلت: عبدالرحمن بن ثابت مع كونه مختلفًا فيه، فقد تغير بآخرة؛ فإسناد حديثه هذا إلى الضعف أقرب.

وله شاهد مرسل، أخرجه ابن أبي شيبة (6/470) رقم 33015، والقضاعي في مسند الشهاب (1/244) رقم 390 من طريق الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاوس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ في الفتح (6/98): وله شاهد مرسل بإسناد حسن.

واختلف على الأوزاعي، فروي عنه مرسلاً كما سبق.

ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (231) عن أبي أمية الطرسوسي، عن محمد بن وهب بن عطية، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر.

والأول أرجح؛ لأن الوليد بن مسلم مدلس، وقد عنعنه، وهو يدلس أحاديث الأوزاعي خاصة. كما أن شيخ الطحاوي أبا أمية الطرسوسي له أوهام إذا حدَّث من حفظه، كما أن فيه اختلافًا آخر على الأوزاعي، فقد قال الزيلعي في نصب الراية (4/347): "أخرجه البزار أيضًا عن صدقة بن عبدالله، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: ولم يتابع صدقة على روايته هذه، وغيره يرويه عن الأوزاعي مرسلاً" اهـ.

كما رجح رواية الأوزاعي المرسلة أبو حاتم الرازي، كما في العلل لابنه (1/319).

ورواه معمر بن راشد في كتاب الجامع (20986) عن قتادة، أن عمر رأى رجلاً قد حلق قفاه، ولبس حريرًا، فقال: من تشبه بقوم فهو منهم. وهذا مع كونه موقوفًا على عمر، فإنه من رواية معمر، عن قتادة، وفيها كلام.

كما أن في الباب حديث حذيفة مرفوعًا، رواه البزار في مسنده كما في كشف الأستار (144) والطبراني في الأوسط (8/179) رقم 8327 من طريق علي بن غراب، ثنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه مرفوعًا.

قال البزار: لا نعلمه مسندًا عن حذيفة إلا من هذا الوجه، وقد وقفه بعضهم على حذيفة. اهـ

[2] إحكام الأحكام (1/124).

[3] غافر: 64.

[4] النساء: 119.

[5] تنقيح الفتاوى الحامدية (2/330).

[6] الفواكه الدواني (2/305).

[7] انظر مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر من الحنفية (2/556)، وحكى الإجماع على أنه سنة ابن عابدين في حاشيته (6/407) وقال النووي الشافعي في المجموع (1/340): "وأما قص الشارب، فمتفق على أنه سنة" اهـ.

وقال العراقي في طرح التثريب (2/76): "فيه استحباب قص الشارب، وهو مجمع على استحبابه، وذهب بعض الظاهرية إلى وجوبه".

قلت: إذا كان بعض الظاهرية قد ذهبوا إلى الوجوب، فكيف يقال: متفق على استحبابه؟ إلا إذا كان على قول من لا يعتد بخلاف الظاهرية، وقد أجبت عن هذا القول، وبينت ضعفه. وانظر حاشية الجمل (5/267).

وقال الشوكاني في نيل الأوطار (1/142): قص الشارب سنة بالاتفاق! وهو ممن يعتد بخلاف الظاهرية، إلا أنه في بعض الأحيان يتابع النووي - عليهما رحمة الله.

وقال ابن مفلح الحنبلي في الفروع (1/130): "أطلق أصحابنا وغيرهم الاستحباب"؛ أي: في قص الشارب. اهـ وانظر كشاف القناع (1/75)، ومطالب أولي النهى (1/85).

[8] المحلى (1/423)، وقال ابن مفلح في الفروع (1/130): وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض".

[9] نقله عنه الصنعاني في العدة شرح العمدة (1/351).

[10] النور: 63.

[11] صحيح البخاري (5892)، ومسلم (259).

[12] صحيح البخاري (5893).

[13] صحيح مسلم (259).

[14] مسلم (260).

[15] صحيح مسلم (259).

[16] مسند أحمد (4/366،368).

[17] رجاله كلهم ثقات، وسبق الكلام عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكرا جزيلا
عبد الرحيم - سورية 05-12-2018 08:33 AM

جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة