• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / مثنى الزيدي / مقالات


علامة باركود

الاستهانة بالرسول الخدعة الذائبة

الاستهانة بالرسول الخدعة الذائبة
الدكتور مثنى الزيدي


تاريخ الإضافة: 24/10/2012 ميلادي - 8/12/1433 هجري

الزيارات: 11449

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستهانة بالرسول الخدعة الذائبة


قلب المؤمن يواجِه الإعصار والاعتِصار في مواقف لا تُعَد في الحياة، منذ أن يولَد إلى أن تأتي لحظات الوداع، وتحمُّل هذه المواقف هي الحياة نفْسها؛ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، ولكن! لا تحمُّل في حالة واحدة، أعتبِرها معجزة، هي وقتُ المساس بالنبي محمد.

 

ويظنُّ المؤمن بأن المساس به - صلى الله عليه وسلم - يُضعِفه كشخص، ويُضعِف الأمة أو يُميتها، وهذا ظنٌّ خاطئ، بل ردود الفعل الإسلامية الطارئة والمُستديمة أثبَتتْ عكس هذا الاعتِقاد.

 

فهم يُخادِعون ويَمكُر الله والله خير الماكرين، هذا قانون القرآن، ولكن المكرَ الإلهي اليوم تَعدَّى العذاب الأخروي أو الدنيوي مما تَعارَف العقل عليه، كمكْر مُكِرت به الأمم السابقة المحارِبة لأنبيائها، إلى أن أصبح المكر الإلهي على لسان أهل المكر أنفسهم، وهذا في رأيي أقسى أنواع المكر على الإطلاق، قلَّ المُنتبِهون له.

 

فالمكر في سياق قرآني مدْح، فكان مكره مدحًا له، ومكرهم ذمًّا عليهم، وليس صفة نقص؛ لأنه يدل على تمام القوة والتمكُّن، ولا تُطلَق هذه الصفة على الله مُفرَدة؛ بل تُطلَق كما أطلَقها القرآن الكريم؛ أي: في مقابَلة من يَخدعون.

 

ولنكتة لطيفة لم أصِفهم بمكر، وإنما وصفتُهم بخداع، وبينهما فَرْق؛ فالمكر السيئ أشدُّ خبثًا، وأنكى أثرًا في الممكور به؛ لأنه لم يكن يتوقَّع حدوث السوء من الماكر، وهو أخفُّ وطأة على المخدوع؛ حيث إنه كان ينتظِر السوء، ولكنه أتاه من حيث لا يحتسِب، فهل نحن مَخدوعون بالاستهزاء بالنبي - صلى الله عليه وسلم؟ والجواب: نعم؛ لأننا على انتظارٍ للسُّوء ولم يُفاجئنا إلا وقت إتيانه وطريقة وقوعه، بل هو مما تَكرَّر على الدوام ويتكرَّر، وما ذُكِر المكر في القرآن إلا حين لم يُتوقَّع صدوره، فكان مفاجئًا ممن مَكَر، إذًا هي خُدعة.

 

أما الجانب الإلهي، فلا عِقاب خُدعة، وإنما عِقاب مكر، لأن الذي مكَر من العباد في غَفلة من المكر الإلهي، وأمن تام من أن يأتيه سوء من الله؛ لأنه لا يؤمن بالله أصلاً، فحالُ الله مع الماكر أصبح كحال الماكر مع المَمكور به، يَنسج العمل ولا يعلم الآخر بما ينسج له، فكان مكْر الله جزاءً من جنس العمل.

 

فما كان من إساءة فهو الخداع، وما كان من ردِّ فِعلٍ من الجانب الغربي نفسه فهو مكْر لم يكن على سحائب الحُسْبان لمن قام بالخديعة والاستهزاء بمقام النُّبوة.

 

فما من أحد منهم تَخيَّل يومًا من الأيام أن يقول أسقف الكنيسة القبطيَّة في لوس أنجلوس: "صانِعو الفيلم المسيء خرَجوا عن تعاليم ديننا"، أو يقول "الأنبا بولا" وهو المتحدِّث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية: "إن إنتاج هذا الفيلم جزء من حملة خبيثة تستهدِف الإساءة للأديان"، أو يقول "المهندس عبدالسيد عبدالملك" - رئيس المنظَّمة القبطية العالمية في ألمانيا -: "إننا نَعتذِر رسميًّا لكل مُسلمي العالم"، وتكتمِل الصورة بردِّ فِعل الفاتيكان وإدانته للاستفزازات بحقِّ المسلمين؛ كما نقلتْ وكالة "فرانس برس العالمية" على لسان "فدريكو لومباردي" المتحدِّث باسم الفاتيكان، وكل هذا على فرْض من قال: إن ديانة المُنتِج والكاتب "نصرانية"، وهذا ليس بصحيح، وإنما أصْل ديانته "يهودية"، واسمه الحقيقي "سام باسيلي"، ويبلغ من العمر 56 عامًا.

 

ولم يظهَر في الفيلم إلا باسم "تيري جونز" الذي هو نفْسه مَن طلَب التظاهرة لحرق المصحف في "لوس أنجلوس"، ولم يخرج معه أحدٌ إلا 20 فردًا من بين آلاف الأقباط.

 

لكن هذا المكر قاصِر في النظر البشري إن لم يكن نصرانيًّا، وهو الصحيح، لكنه مكْر ليس قاصرًا؛ لما نَستمع اليوم إلى المتحدث باسم الخارجية للكِيان الصهيوني المحتل "إيغال بالمور": "إن إسرائيل تنأى بنفسها عن مُخرج الفيلم، ولا علاقة لها به على الإطلاق".

 

وليس المكر قاصرًا؛ إذ يقول الممثِّلون أنفسهم: "تعرَّضنا للتضليل بشأن نيات الفيلم، وأنه جرى استغلالهم من قِبَل المنتِج"، وهؤلاء عددهم 80 ممثلاً.

 

فهم يَخدعون، لكن الله يَمكر، وشَتان بين الخديعة والمكر، وما ذابت خُدعتهم إلا في بحر المكر الإلهي، وهو أعلى درجاته؛ إذ يكون على لسانهم هم.

 

فالله خير الماكرين، قال المفسِّرون: "إنَّهُ (المكر) حسن الظَّاهِر (وشعروا بأنهم أحسَنوا بالفعل) سيِّئ العاقِبة (كانت أشدها، وعلى لسانهم)"، هو خير مَحض لا يترتَّب عليه إلا الصَّلاح العام، وإن كان يؤذي شخصًا أو أشخاصًا، فهو من هذه الجهة مجرَّد عمَّا في المكر من القُبْح؛ ولذلك كانت أفعاله تعالى منزهةً عن الوصف بالقُبح أو الشناعة؛ لأنها لا تُقارِنها الأحوال التي بها تَقبُح بعض أفعال العباد من دَلالة على سفاهة رأي، أو سوء طويَّة، أو جبْن، أو ضعْف، أو طمَع، أو نحو ذلك؛ أي: فإن كان في المكر قبْحٌ، فمكر الله خيرٌ محض - ولك على هذا الوجه أن تجعل "خير" بمعنى التفضيل وبدونه.

 

ولكن هذه الأحوال تَقارَنت بهم ودلَّت عليهم بالفعل من السَّفاهة والقُبح والجبن والضعف، كما أن البعض من أمتنا حاوَل التَّشبُّه بهذه الأحوال؛ لابتِعاده عن منطوق الوحي، ليس دالاًّ على واقِع التديُّن، ولكن الغالب هو الانضِباط بالنصوص في أن للمكر أنواعًا، كما أن لردِّه طُرُقًا تتغيَّر بتغير الأحوال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- نفخ الغبار
عصام الدين الزين - السودان 05-02-2014 01:55 AM

في الحقيقة المقال رائع جدا
لقد كنت أنتظر مثل هذه المقالات لإزالة الغشاوة عن أعين المسلمين
لكم التحيه وننتظر المزيد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة