• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / مثنى الزيدي / مقالات


علامة باركود

لا يصرعنكم

الدكتور مثنى الزيدي

المصدر: ألقيت بتاريخ: 13/7/1431هـ

تاريخ الإضافة: 12/11/2010 ميلادي - 5/12/1431 هجري

الزيارات: 19577

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا يصرعنكم

 

الحمد لله مبدِّد الظلمات، ومُحيي الأرض ببعثة سيد السادات، وقائد القادات، وبطل الرجال، ورجل الأبطال، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تَبِعهم وسار على نَهجهم - ما تعاقب الليل والنهار.

 

أما بعد:

فنقف اليوم عند آية جديدة من القرآن الكريم، لكنَّنا سنَبقى في سورة الحشر؛ لِمَا فيها من المعاني العظيمة، والفوائد السامية.

يقول الله - تعالى -: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾ [الحشر: 16 - 17].

 

جاءت هذه الآيةُ بعد الكلام عن وعود المنافقين لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب، فشبَّه الله - تعالى - ذلك بالشيطان عندما يَعِد الإنسان؛ فإن وعوده زائفة، وإن مصيره مع مَن اتبعه كذلك في نار جهنم، خالدين فيها، وذلك جزاء مَن ظلم نفسَه باتِّباعه للشيطان وموالاته إياه، أو ظلم الآخرين بمعصيته لله واتِّباعه الشياطين.

 

والشياطين تنقسم إلى قسمين: شياطين الجن، وشياطين الإنس.

كما قال - تعالى -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112].


وقد ساق العلماء عند تفسير هذه الآية آثارًا، وهي لا تَثبت عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي من الآثار الإسرائيلية التي قال فيها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي أمثالها: ((لا تصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ﴾ [البقرة: 136] الآية))، أو كما ورد عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم، فالإسرائيليات منها ما يُحكى ولا يصدَّق ولا يكذب، ومنها ما يُصدَّق قولاً واحدًا، ومنها ما يُكذَّب قولاً واحدًا.

 

فالإسرائيليات التي تصدق قولاً واحدًا هي الأخبار التي أقرَّها ربُّنا، وأقرَّها نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فما وافَقَه الشرع منها فإنه يصدَّق؛ إذْ قد حكاها رسولُنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

والتي تكذَّب قولاً واحدًا هي الإسرائيليات التي خالفت كتاب الله - تعالى - وخالفتْ سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطعَنَت في الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام.

والتي بَيْن ذلك هي أخبار إسرائيلية لم يكذِّبها الله في كتابه، ولا رسولُه محمد - عليه الصلاة والسلام - في سنَّته، ولم يَرِد في الكتاب والسنة ما يثبتها، فهذه تُحكى ولا تُصدَّق ولا تكذَّب.

 

ومن هذا القسم الذي لا يصدَّق ولا يكذب، ما ورَدَ عند تفسير هذه الآية: أنه كان في بني إسرائيل عابدٌ من العُبَّاد يعبد الله في صومعته، وكان في بلدته فتاةٌ حسناء، ولها إخوة أربعة، فأراد إِخوتُها السَّفر، فقالوا: لن نَأمن على أختنا أفضلَ مِن هذا العابد، فذهبوا إليه في صومعته، فأبى أشدَّ الإباء أن يَقبلها أو يتفقَّدَ أحوالها، فأصرُّوا عليه، فآل الأمر إلى أن قَبِل رعاية أختهم وهي في بيتها.

 

فانطلقوا مسافرين، وذهب يتفقَّد أحوالها اليومَ بعْدَ الآخر ويطمئِنُّ على حالها، فزيَّن له الشيطان سُوء العمل، وقال: سَلْها، فلعلَّها مستوحشة من فقدان الرفقة، فصار بعد أن كان يَترك الطعام على باب دارها، يسألها عن حالِها، ثم آل به الأمر إلى أن دَخل وخَلا بها وارتكب معها الفاحشة.

 

فلما حَملَت خشِي من الفضيحة، فقتَلَها ودفنها، فلما جاء إخوتها سألوه عن أختهم، فقال لهم: قد ماتت، وقد أَحسنتُ إليها وقمْتُ بدفنها وبالصلاة عليها، فصدَّقوه.

ثم إنَّ الشيطان أتَى إِخوتَها في منامهم، وأَوعز إليهم بالذي كان وحدث، وقال: إنَّ أختكم في مكانِ كذا وكذا، فذَهبوا واستخرجوها، فأَتَوا به إلى المَلِك، فقرَّر قتله بعد أن اعترف.

 

فأُخِذ ليُقتَل فجاءه الشيطان وهو في طَريق القتل وقال: أنا الذي حمَلتُك على الخلوة بها، وأنا الذي حمَلتك على الزِّنا بها، وأنا الذي حملتك على قَتلها، فإن أطَعْتَني الآن أنجيتُك، قال: وما تريد منِّي؟ قال: تسجد لي سجدةً واحدةً، فسجَد له، فقُتِل وهو ساجد للشيطان.

 

قال - تعالى -: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾ [الحشر: 16 - 17].

 

فلا حول ولا قوة إلا بالله، كم من شباب اتبعوا الشيطان! كم من أناس أطاعوه! فيا شبابَ الأمة، ويا جِيل المستقبل، لا تَكونوا جُبناء، واجعلوا شِعاركم: "لا يصرعنَّكم؛ إنه شيطان".

 

ومنَ الأمثلة على تسلُّط شياطين الإنس ما جاء من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وصحَّحه السيوطي أن ابن عباس قال: كان عقبة بن أبي مُعَيط رجلاً حليمًا، لا يؤذِي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع كفره، وكان مشرِكو مكَّة إذا جَلسوا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - آذَوه ونالوا منه.

وكان لِعُقبة خليل غائب بالشام، فرَجع خليلُه من الشام، فسأل امرأتَه: كيف حال فلان وفلان من أهل مكة؟ فأخبرَتْه، فقال لها: وكيف حال أخي عقبة؟ قالت له: لقد صَبَأ.

ثم إنَّ عقبة أتى يُحيِّي صاحبه القادم من السفر، فدخَل عليه يحييِّه فلم يرُدَّ عليه التحية، فقال: ما لي أحَيِّيك ولا تردُّ عليَّ تحيَّتي؟ قال: "كيف أرد عليك التحية وقد صبَأْت؟" أي: دخلت دين محمد، وتركت دِين قومك، قال: فماذا يرضيك عني حتى ترُدَّ علي تحيتي؟

قال: لا أرضى عنك بحال حتى تذهب إلى محمد في مجلسه فتسُبَّه بأقبح ما تعلم من سبٍّ، وتشتمه بأقبحِ ما تَعلم من شتائم، وتبصق في وجهه، فذهب الغويُّ إلى الرسول - عليه الصلاة والسلام - فسَبَّه بأقبح السَّب، وشتمه بأقبح الشتائم، وبصَق في وجهه، فما زاد الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أن مسَح البُزاقَ عن وجهه، وقال: ((لَئِن أدركتُك خارجَ جبال مكَّة لأَقتلنَّك صبرًا)).

 

فلما كان يوم بدر أراد المشركون أن يُخرجوا عقبة بن أبي مُعَيط معهم، فأبى وتذكَّر مقولة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأعْطَوه أفضل الإبل، وقالوا: إن كانت لنا الدَّولةُ والدائرة شاركْتَنا المغنم، وإن كانت علينا فرَرتَ على هذا الجمل.

فشاء الله أن يقع عقبة بن أبي معيط في الأَسْر، فقُدِّم كي تُضرَب عنقه من بين الأسارى الذين قدموا الفداء، فقال: تقتلني مِن بين هؤلاء؟ قال: ((نعم، بِما بَزَقتَ في وجهي)).

 

ونزل قوله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان 27 29].

 

فكل خليل يتبرَّأ من خليله يوم القيامة، وكل قرين يتبرأ من قرينه يوم القيامة، كما قال - تعالى -: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

فجدير بكل واحد منا أن ينظر في أصدقائه وخلاَّنه قبل أن يأتي يوم القيامة، فيلعن بعضهم بعضًا، كما قال - تعالى -: ﴿ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ﴾ [الأعراف: 38].

 

واليوم أصبح شياطين الإنس أشدَّ تفنُّنًا في إغواء الآخرين، يَقذفون بسمومهم إلى الشباب والشابات تحت دَعاوى واهية، مزيَّنةٍ بزينة الشيطان، وها هم بعد أن يُوقِعوهم في الفواحش، سرعان ما يتبرَّوْن منهم، بل ويفضحونَهم أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد، "فلا يَصرعَنَّكم" أيُّها الشباب.

 

ولْنعُد إلى الله قبل فوات الأوان، فلا يُؤْيِسنَّكم بالتوبة شيطانُكم، ومَن تاب تابَ الله عليه، وكم من عاص لله تاب توبةً فُتِحت على إثْرها بركاتُ السماء عليه، وأصبح من خِيرة الناس! ولا تيئَسوا؛ فإنَّ اليأس من رَوْح الله كفر.

 

فهذا مالك بن دينار على سبيل المثال يقول: "بدأْتُ حياتي ضائعًا سِكِّيرًا عاصيًا، أَظلم الناس، وآكُل الحقوق، آكُل الرِّبا، أضرب الناس، أفعل المَظالم، لا توجد معصية إلا وارتكبتها، شديد الفُجُور، يتحاشَاني الناسُ مِن معصيتي".

يقول: "في يوم من الأيَّام اشتقت أن أتزوَّج ويكون عندي طفلة، فتزوَّجْتُ وأنجبتُ طفلةً، سمَّيتُها فاطمة، أحببتُها حبًّا شديدًا، وكلَّما كبرت فاطمة زَاد الإيمان في قلبي، وقلَّت المعصية في قلبي.

ولربَّما رَأتني فاطمةُ أُمسك كأسًا من الخمر، فاقتربَتْ منِّي فأزاحَتْه، وهي لم تُكْمل السَّنتين! وكأنَّ الله يَجعلها تَفعل ذلك.

وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي، واقتربتُ من الله خطوةً، وابتعدتُ شيئًا فشيئًا عن المعاصي، حتى اكتمل سنُّ فاطمة 3 سنوات، فلما أكملت الـ 3 سنوات، ماتت فاطمة".

يقول: "فانقلبتُ أسوأ ممَّا كنتُ، ولم يَكن عندي مِن الصَّبر الذي عند المؤمنين ما يقوِّيني على البلاء، فعدتُ أسوأَ ممَّا كنت، وتلاعَب بي الشيطان حتى جاء يومٌ فقال لي شيطاني: لتَسكرَنَّ اليومَ سكْرةً ما سَكِرتَ مثلَها من قَبل.

فعزَمتُ أن أسكر، وعزمت أن أشرب الخمر، وظَلَلتُ طوال الليل أَشرب وأشرب وأشرب، فرأيتُنِي تتقاذَفُني الأحلام، حتى رأيتُ تلك الرؤيا.

رأيتُني يومَ القيامة وقد أظْلَمَت الشمس، وتحوَّلَت البحار إلى نار، وزُلزلت الأرض، واجتَمع الناس إلى يوم القيامة، والناس أفواج وأفواج، وأنا بين الناس، وأَسمع المنادِي ينادي: فلان ابن فلان، هلُمَّ للعرض على الجبَّار".

يقول: "فأرى فلانًا هذا، وقد تحوَّل وجهُه إلى سواد شديد من شدة الخوف، حتى سمعتُ المنادي ينادي باسمي: هلمَّ للعرض على الجبَّار".

يقول: "فاختفى البشَرُ من حولي - هذا في الرؤيا - وكأَن لا أحَد في أرض المحشر، ثم رأيتُ ثُعبانًا عظيمًا شديدًا قويًّا، يَجري نحوي فاتحًا فمَه.

فجريتُ أنا من شدَّة الخوف، فوجدتُ رجلاً عجوزًا ضعيفًا، فقلت: آه، أنقِذْني من هذا الثعبان، فقال لي: يا بُنَي، أنا ضعيف لا أَستطيع، ولكن اجْرِ في هذه الناحية؛ لعلَّك تَنجو.

فجريتُ حيث أشار لي، والثعبان خلفي، ووجدتُ النار تِلقاءَ وجهي! فقلت: أَأَهرب من الثُّعبان لأسقط في النار؟!

فعدتُ مُسرِعًا أَجري والثعبان يقترب، فعدتُ للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك، أنجِدني، أنقذني، فبكى رأفةً بحالي، وقال: أنا ضعيف كما ترى، لا أستطيع فِعل شيء، ولكن اجْرِ تجَاه ذلك الجبل؛ لعلك تنجو.

فجريت للجبل والثعبان سيخطفني، فرأيت على الجبل أطفالاً صِغارًا، فسمعتُ الأطفال كلَّهم يَصرخون: يا فاطمةُ، أدركي أباك، أَدْرِكي أباك".

 

يقول: "فعلمت أنها ابنتي" ويقول: "ففرحت أنَّ لي ابنةً ماتت وعمرها 3 سنوات تنجيني من ذلك الموقف.

فأخذَتْني بيدها اليُمنى ودفَعَت الثُّعبان بيدها اليسرى، وأنا كالميِّت من شدَّة الخوف، ثم جلَسَت في حجري كما كانت تَجلس في الدُّنيا، وقالت لي: يا أبت، ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الحديد: 16]؟

يقول: يا بنيتي، أخبريني عن هذا الثعبان، قالت: هذا عمَلُك السيِّئ أنت كبَّرتَه ونَمَّيتَه حتى كاد أن يأكُلَك، أمَا عرَفْتَ يا أبي أنَّ الأعمال في الدنيا تَعود مجسَّمةً يومَ القيامة؟

يقول: وذلك الرجل الضعيف؟ قالت: ذلك العمل الصالح، أنت أضعفْتَه وأوهنته، حتى بكى لِحالك؛ لا يَستطيع أن يَفعل لحالك شيئًا، ولولا أنَّك أنجبتني، ولولا أنِّي متُّ صغيرةً ما كان هناك شيءٌ يَنفعك".

 

يقول: "فاستيقظت من نومي، وأنا أصرخ: قد آنَ يا ربِّ، قد آن يا رب".

نعم، ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الحديد: 16]؟

يقول: "واغتسَلْتُ وخرجْتُ لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله".

يقول: "دخلْتُ المسجد، فإذا بالإمام يَقرأ نفس الآية" ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الحديد: 16].

ذلك هو مالك بن دينار، من أئمة التابعين، هو الذي اشتُهِر عنه أنه كان يبكي طول الليل ويقول: "إلهي، أنت وحْدَك الذي يَعلم ساكن الجنة مِن ساكن النار، فأيُّ الرَّجلين أنا؟ اللَّهم اجعلني من سكَّان الجنة، ولا تَجعلني من سكان النار".

 

وتاب مالك بن دينار، واشتهر عنه أنه كان يَقف كلَّ يوم عند باب المسجد يُنادي ويقول: "أيُّها العبد العاصي، عُدْ إلى مولاك، أيُّها العبد الغافل عُد إلى مولاك، أيها العبد الهارب عد إلى مولاك؛ مولاك يُناديك بالليل والنهار، يقول لك: ((مَن تقرَّب منِّي شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، ومن تقرب إلَيَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، ومَن أتاني يمشي أتيتُه هرولَة))"، فهل سيصرعكم أو ستَصرعونه؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة