• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / مثنى الزيدي / خطب منبرية


علامة باركود

ثلاثية في الولاء والبراء

الدكتور مثنى الزيدي


تاريخ الإضافة: 12/11/2010 ميلادي - 5/12/1431 هجري

الزيارات: 28724

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثلاثية في الولاء والبراء

 

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونَعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فهو المهتَد، ومَن يُضلِل فلن تجد له وليًّا مُرشِدًا، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، وصفيُّه وخليلُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن اهتَدَى بهديه.

 

أمَّا بعدُ:

نقف مع حضراتكم اليومَ - أيُّها الأحبَّة الكِرام - مع الوَلاء والبَراء من خِلال سورة المجادلة، هذه السُّورة التي علَّمتْنا في الجُمعة الماضية درسًا بليغًا من دروس الأدب؛ لنقف اليوم أمامَها بإجلالٍ لتُعلِّمنا درسًا آخَر، لكنَّه من دروس العقيدة، ولا بُدَّ في البداية أن نقفَ عند هذه الآيات الكريمة التي وقفتُ عندها بيني وبين نفسي، فأثارتْ ثائرتي، وأجاشَتْ عَواطِفي، وعلَّمتْنِي عقيدتي، تعالَوْا لنسمَع تلك الآيات أوَّلاً؛ يقول - تعالى - مُخاطِبًا رسولَه الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 14 - 22].

 

بدأت الآيات تتكلَّم مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتُعلِن أنَّ الذين يتولَّون اليهودَ هم منافقون، ليسوا منكم ولا من اليهود، وتابَعت الكلام عن صِفاتهم؛ لئلاَّ يتَّصِف بها أهل الإيمان، فماذا فعَل المنافِقون؟ فالمنافقون تولَّوا اليهود، وصادَقُوهم، وناصَرُوهم، وواعَدُوهم بالنُّصرة، فالآية في شأن المنافِقين، ألم تَرَ إلى هؤلاء المنافقين الذين تولَّوا وناصَرُوا وآزَرُوا قومًا غَضِبَ الله عليهم وهم اليهود؟ وقد وُسِم اليهودُ بأنهم مغضوبٌ عليهم في عِدَّة آياتٍ من القرآن الكريم أوَّلها آيات الفاتحة.

 

ثم إنَّ من صفاتهم أيضًا أنَّهم لا يُوالُون المؤمِنين ويتبرَّؤُون من أعدائهم؛ قال - تعالى -: ﴿ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ ﴾؛ أي: المنافقون الذين تولَّوا اليهود ليسوا منكم وليسوا من اليهود، هذا قول قتادة - رحمه الله تعالى - كما وصَفَهم الله بقوله: ﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النساء: 143].

 

لكن الذي يتَّصف بهذا - والعِياذ بالله - فإنَّ مَوعِده أليم؛ حيث أعلن - تعالى - وقال: ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 15]؛ أي: ساءَ هذا الفعل، وساءَ هذا الصَّنِيع.

فالآية إذًا ذمَّتْ كلَّ مَن يتولَّى اليهود، ويُلحَق بهم كلُّ مَن يتولَّى الكفَّار أو النصارى ويُناصِرهم، ويُؤازِرهم، وقد تَضافرَتْ نصوصُ الكتاب والسنَّة على ذلك.

 

وهنا لاحظتُ شيئًا مهمًّا وأمرًا غريبًا، وكأنَّ القرآن الكريم يَعِيش بيننا، كيف لا وهو المُعجِزة الصالِحَة لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، لكلِّ وقت وحين؟ الأمر الغريب هو أنَّ اللهَ ذكَر ثلاثةَ أشياء في ثَنايا كلامِه عن تَولِّي المشرِكين، ولم يذكر غيرَ هذه الأمور الثلاثة، وهذه الثلاثيَّة المكوِّنة لمثلَّث الوَلاء في سورة المجادلة هي: الأموال - الأولاد - الأحزاب.


﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المجادلة: 17]، الأموال، والأولاد.

لِمَ قال: الأموال والأولاد أولاً؟ لِمَ؟ أرى - والله تعالى أعلم - أنَّ أهمَّ سببٍ في فقدان الوَلاء لله أولاً: الأموال، وخصوصًا هؤلاء الذين ضَعُفَ إيمانهم وتَزعزَعتْ عقيدتهم، وهذا رأيناه بأمِّ أعيُنِنا، فباتت الوَلاءات والذِّمَم والضَّمائر بل وحتى العَقائد تُشتَرَى بالأموال، من أجل تَحقِيق هدف المشتَرِي، سواء عَلِمَ البائع أو جَهِل، وهذا واقعٌ اليومَ في بلادنا في العراق.

 

رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ مَالُوا
إِلَى مَنْ عِنْدَهُ مَالُ
وَمَنْ لاَ عِنْدَهُ مَالُ
فَعَنْهُ النَّاسُ قَدْ مَالُوا
رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا
إِلَى مَنْ عِنْدَهُ ذَهَبُ
وَمَنْ لاَ عِنْدَهُ ذَهَبُ
فَعَنْهُ النَّاسُ قَدْ ذَهَبُوا
رَأَيْتُ النَّاسَ مُنْفَضَّهْ
إِلَى مَنْ عِنْدَهُ فِضَّهْ
وَمَنْ لاَ عِنْدَهُ فِضَّهْ
فَعَنْهُ النَّاسُ مُنْفَضَّهْ

 

ثم إنَّ السبب الثاني في فقدان الولاء لله: الولدان، ولم يقل الله: الرجال، الولدان، الشباب، الصِّغار، الذين وإن بلَغُوا الحلم ربما لم يَبلُغوا الرشد، رشد العقول، رشد العقيدة، رشد الثَّبات.

 

فيَكون الشباب أسهل من غيرهم للإغراء ولحبِّ الشَّهوات والأموال والرَّواتِب، والسيَّارات، والمناصِب والكراسي، والسلطة والهيبة والمكانة، والظُّهور والتسلُّط، وهذا ما رأيناه، بل هو الذي يحصل الآن، والله المستعان.

ولهذا ذكَر - تعالى - الأولاد، فإيَّاكم أيُّها الأولاد! إيَّاكم أيُّها الآباء! انتَبِهوا لأولادِكم وشبابِكم؛ ((فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته))، كما قال المصطفى - عليه صلوات ربي.

 

ونُتابِع لنَقِف عند السبب الثالث لفقدان الوَلاء لله من خِلال هذه الآيات الكريمة، ألاَ وهو "الأحزاب"، وما أدراك ما الأحزاب؟ سبحان الله! ماذا فعلت الأحزاب؟ للعراق دمَّرتْ، وللدِّماء سفكتْ، وللشباب قتلتْ، وللأعراض انتهكتْ، وللأموال سرقتْ، ولأهل الإيمان عادتْ، وبالصادقين طعنتْ، وبالمؤمنين مثلتْ، وللخيرات أهدرتْ، وللمسلمين فرقتْ، وللوحدة مزقت، وللشَّمل شتَّتتْ، وبالسُّجون ألقتْ، وللمُوحِّدين عذَّبتْ، وللأعداء ذلَّت.

 

وصدق مَن قال:

وكانوا كالتي صلت
لكنها وبآخر لحظة نقضت
عرى التوحيد قبل وضوئها
كيف القبول؟ ولو لبت وهلت


وأزيد في الأبيات بيتا

لم يفلحوا والله به ♦♦♦ الآيات قد حكمت

 

نعم، لم يُفلِحوا - إخوةَ الإيمان - ولذلك ذكَر الله ما ثلَّث به تحذيرًا وإنذارًا؛ فقال - جلَّ شأنُه -: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، فالأحزاب هي مَن يُعِين على كلِّ الخراب، وهي مَن يُعِين على ضعْف الوَلاء والبَراء من الأعداء، إلاَّ حزبًا واحدًا، مقرُّه القرآن الذي في الصُّدور، وشعاره الإسلام، وعلمه الإيمان، فلنرفعه في قلوبنا أولاً، ثم شعارنا في الحياة ثانيًا.

 

هَذِي يَنَابِيعُ الكِتَابِ تَدَفَّقَتْ
تَجْرِي بِنُورٍ فِي الْحَيَاةِ جَدِيدِ
يَا رِيشَةَ الْقَلَمِ الأَصِيلِ تَدَفَّقِي
نَهْرًا مِنَ الشِّعْرِ الأَصِيلِ وَزِيدِي
قُولِي مَعِي لِلْقَارِئِ الفَذِّ الَّذِي
يَتْلُو فَيُشْعِرُنِي بِسِرِّ وُجُودِي
يَتْلُو فَيَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ لِلتُّقَى
وَيَكُفُّ عَنْ نَفْسِي أَشَدَّ قُيُودِي
يَا قَارِئَ القُرْآنِ دَاوِ قُلُوبَنَا
بِتِلاَوَةٍ تَزْدَانُ بِالتَّجْوِيدِ
اقْرَأَ فَأُمَّتُنَا تُرَقِّعُ ثَوْبَهَا
بِالْوَهْمِ تَخْفِضُ رَأْسَهَا لِيَهُودِي
اقْرَأْ فَأُمَّتُنَا تَعِيشُ عَلَى الرِّبَا
تَنْسَى عِقَابَ الْخَالِقِ الْمَعْبُودِ
اقْرَأْ لِيَنْجَلِيَ الظَّلاَمُ عَنِ الرُّبَا
وَلْيَسْمَعِ الْغَافِي زَوَاجِرَ هُودِ
اقْرَأْ لِيَنْجَلِيَ القَتَامُ عَنِ الَّذِي
أَمْسَى أَسِيرَ تَخَاذُلٍ وَخُضُودِ

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة