• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / مثنى الزيدي / خطب منبرية


علامة باركود

العلم نبراس الحياة

الدكتور مثنى الزيدي


تاريخ الإضافة: 12/11/2010 ميلادي - 5/12/1431 هجري

الزيارات: 79798

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلم نبراس الحياة

 

الحمد لله الذي علَّمَ بالقلم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلَم، والصَّلاة والسَّلام على النبيِّ الأكرَم، نبيِّنا ومعلِّمنا محمد - صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.


أمَّا بعدُ:

إخوتي الأحباب، عندما أتحدَّث عن العلم والعُلَماء، وعندما أتحدَّث عن رحلات طلب العلم، والمعاناة التي واجهَتْ أبناء الأمَّة، فإنِّي أحدِّثكم عن أعظم أمَّة، إنها أمَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - "أمَّة اقرأ".

 

لقد كان مِفتاح الرِّسالة: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، النبي الأمي يَقرأ، لقد فتَح الله لهذه الأمَّة الخيرَ الكثير بفضْل العلم وصدْق الطَّلَب له.

 

لقد أشار الحقُّ - سبحانه - في آياتٍ عديدةٍ من كتابِه إلى فضيلة العلم، بل لا يُمكِنك أنْ تَدخُل في معرفة الأسرار الإلهيَّة والكونيَّة إلا من خِلال العلم؛ قال - تعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، فقدَّم الحقُّ - سبحانه - العلمَ على كلمة التوحيد، فإنَّك لا تستَطِيع معرِفتَها ومعرفةَ مُقتَضاها إلا من خِلال العلم، وقد مدَح الله حامِلِي العلم فقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقد خَصَّ العُلَماء بالخشية؛ لأنَّهم أعرَفُ الناس بالله.

 

ولقد كان العِلم في حَياة الأَوائل من سلَفِنا الصالح يمثِّل اللَّبِنة الأساس في حياتهم؛ فقد كانوا يَحُثُّون أبناءَهم منذ نُعُومَة أظفارهم على طلَب العِلم، ويُجلِسونهم منذ الصِّغَر في حلقات العِلم، والتي كانت لا يخلو منها مسجدٌ أو قريةٌ.

 

لقد كانوا يَترُكون لذَّة النَّوْمِ ويَهجُرون المضاجع في وقتٍ يهجع فيه الناس، واسمَعوا - إخواني الأَحباب - إلى بعْض الآثار عن سلَفِنا الصالِح في طلَب العلم.

يقول ابن حزْم - رحمه الله -: "أشرَف العلوم وأجلُّها ما يُقرِّبك إلى الله - عزَّ وجلَّ".

أمَّا أبو الدَّرداء فيقول: "الناس عالِمٌ ومُتعلِّم، ولا خيرَ فيما بين ذلك".

وقال معتمر بن سليمان التيمي البصري: "كتَب إليَّ أبي وأنا بالكوفة، اشتَرِ الصُّحُف واكتُب العلم؛ فإنَّ المال يَفنَى والعلم يَبقَى".

 

إخوتي الأكارِم، ولكي ننعمَ بحياةٍ رغيدة، فعلينا ألاَّ نغفل ونحن نحثُّ الخُطَا نحو طلب العلم أمورًا عديدة منها:

1 - أنَّ العلم سببٌ لِمَرضاة الله - تعالى - وسببٌ للحَياة الطيِّبة في الدنيا، والحياة البرزخيَّة في الحياة الأخرى.

2 - تَذكَّر قولَ ابن مسعود: "ليس العلم بكثرة الرِّواية، إنما العلم الخشية"، فعليك بالخشية والمراقَبة.

3 - العلم سببٌ لتَقوِيم السُّلوك، وتهذيب النفوس، فإذا وجدتَ أنَّ العلم لم يُقوِّم لك سلوكًا، ولم يُهذِّب لك النفس، فراجِع نفسَك، وأَخلِص النيَّة، وإيَّاك أنْ تكونَ من عُلَماء بني إسرائيل الذين حملوا أسفارًا بلا نفع.

 

إخوتي الأحباب، ما أحوَجَنا اليومَ إلى علمٍ نافِع نُصحِّح به نيَّاتنا، ونُعالِج من خِلاله أخطاءَنا، ونَقُود على بِناء أمَّتنا بالخير!

وإنِّي والله لآسَفُ على شبابنا اليومَ، عندما أنظُر إليهم وما يَحمِلون من جَمال الصُّورة، وعافية البدَن، إلاَّ أنَّك ما أنْ تُحدِّث أحدَهم بحديثٍ إلاَّ تجده فارِغًا من العلم، جاهِلاً بأبجديَّات العلوم الشرعيَّة وغيرها؛ لذا نرَى جِيلاً غلَب عليه الجهلُ والغَفلة، ولا حوْل ولا قوَّة إلا بالله، ورَحِمَ الله القائل:

وَبَعْضُ الرِّجَالِ نَخْلَةٌ لاَ جَنَى لَهَا ♦♦♦ فَلاَ ظِلَّ إِلاَّ أَنْ تُعَدَّ مِنْ النَّخْلِ

 

﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 51].

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والعاقِبة للمتقين، ولا عُدوانَ إلا على الظالمين، والصَّلاة والسَّلام على النبيِّ الأمين، وعلى آله وصَحْبِه أجمعين.


أمَّا بعدُ:

إخوتي الأكارِم، أُذكِّركم بحديث النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سلَك طريقًا يطلُب فيه علمًا، سلَك الله به طريقًا من طرُق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لتَضَع أجنِحَتها رضًا لطالب العلم، وإنَّ العالِم ليَستَغفِر له مَن في السَّماوات ومَن في الأرض والحِيتان في جَوْفِ الماء، وإنَّ فضْل العالِم على العابِد كفضْل القمر ليلةَ البدر على سائِر الكواكب، وإنَّ العُلَماء ورَثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبِيَاء لم يورثوا دِينارًا ولا دِرهمًا إنَّما ورَّثوا العلم، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافِر))[1].

 

هذه منزِلة العلم والعُلَماء، فسارِعوا - إخوتي الأحباب وأبنائي - إلى مُقارَعة الأَعداء، وقطْع سُبُل الفَساد والإفساد، وذلك لا يتمُّ إلاَّ من خِلال العلم، ورَحِمَ الله ابنَ القيِّم إذ يقول: "كلُّ ما كان في القرآن من مدحٍ للعبد فهو من ثمرة العلم، وكلُّ ما كان فيه من ذمٍّ فهو من ثمرة الجهل".

 

أخي الحبيب، للعمل مَراتبُ ذكَرَها سفيان الثوري: "أوَّل العلم الإنصاف، ثم الاستِماع، ثم الحفظ، ثم العلم به، ثم النشر".

تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا
وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لاَ عِلْمَ عِنْدَهُ
صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْمَحَافِلُ

 

خِتامًا:

يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "لأنْ يعلم الرجل بابًا من العلم فيَعبُد به ربَّه، لهو خيرٌ له من أنْ لو كانت الدنيا من أوَّلها إلى آخِرها له فوضَعَها في الآخِرة"، ما أجمل حياة العلم والعلماء!

 

أسأل الله - تعالى - أن يَرزُقنا وإيَّاكم الإخلاصَ في القول والعمل، وأن يَرزُقنا العلم والعمل، اللهم علِّمنا ما يَنفَعنا، وانفَعنا بما علَّمتنا يا عليم.

 

وآخِر دَعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

 

المصادر:

1- حلية طالب العلم؛ بكر أبو زيد - رحمه الله.

2- معالم على طريق طلب العلم؛ عبدالعزيز السدحان.

3- مختصر روضة العقلاء ونزهة الفضلاء؛ ابن حبان.


__________________________________________________________

[1] رواه أحمد وأصحاب السنن، انظر: "الصحيح الجامع".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة