• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / بحوث ودراسات


علامة باركود

هيبة العلماء وتوقيرهم

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 14/7/2010 ميلادي - 2/8/1431 هجري

الزيارات: 23646

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قال ابن عباس: كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدًا منهم إلا سُرَّ بإتياني إليه؛ لقربي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أسأل أبي بن كعب يومًا - وكان من الراسخين في العلم - عمَّا نزل من القرآن بالمدينة فقال: نزل سبع وعشرون سورة وسائرها مكي.

 

وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية - رضي الله عنه - حاجًّا معه ابن عباس - رضي الله عنهما - وكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممَّن يطلب العلم.

 

وقال عبدالله بن يزيد الهلالي:

وَنَحْنُ وَلَدْنَا الفَضْلَ وَالحَبْرَ بَعْدَهُ
وَغَيْثَ أَبَا العَبَّاسِ ذَا الفَضْلِ وَالنَّدَى

وفيه يقول حسان بن ثابت الأنصاري:

إِذَا مَا ابْنُ عَبَّاسٍ بَدَا لَكَ وَجْهُهُ
رَأَيْتَ لَهُ فِي كُلِّ أَحْوالِهِ فَضْلاَ
إِذَا قالَ لَمْ يَترُكْ مَقَالاً لِقَائِلٍ
بِمُلتَقَطَاتٍ لاَ تَرَى بَينَهَا فَصْلاَ
كَفَى وَشَفَى مَا فِي النُّفُوسِ فَلَمْ يَدَعْ
لِذِي إِرْبَةٍ فِي القَوْلِ جَدًّا وَلاَ هَزْلاَ

ومرَّ عبدالله بن صفوان يومًا بدار عبدالله بن عباس فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه، ومرَّ بدار عبيدالله بن عباس فرأى فيها جمعًا يتناوبونها للطعام، فدخل على ابن الزبير فقال له: أصبحت والله كما قال الشاعر:

فَإِنْ تُصِبْكَ مِنَ الأَيَّامِ قَارِعَةٌ
لَمْ نَبْكِ مِنْكَ عَلَى دُنْيَا وَلاَ دِينِ

فقال: وما ذاك يا أعرج؟ فقال: هذان ابنا العباس، أحدهما يفقِّه الناس والآخر يطعم الناس، فما أبقيا لك مكرمة، فدعا عبدالله بن مطيع وقال له: انطلق إلى ابني العباس فقل لهما: يقول لكما أمير المؤمنين: أخرجا عني أنتما ومَن انضوى إليكما من أهل العراق، وإلا فعلت وفعلت، فقال عبدالله: والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان: رجل يطلب فقهًا، ورجل يطلب فضلاً، فأي هذين تمنع؟[1].

 

وقال ابن عباس: لما قُبِض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا شابٌّ قلت لشابٍّ من الأنصار: يا فلان هلمَّ فلنسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولنتعلم منهم فإنهم كثير، قال العجب لك يا ابن عباس؛ أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض مَن ترى من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبُّع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجده قائلاً فأتوسَّد ردائي على بابه تُسفي الريح على وجهي حتى يخرج، فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لك؟ فأقول: بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله فأحببت أن أسمعه منك، قال: فيقول فهلاَّ بعثت إليَّ حتى آتيَك، فأقول: أنا أحقُّ أن آتيك، فكان الرجل بعد ذلك يراني وقد ذهب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحتاج الناس إليَّ فيقول: كنت أعقل مني.

 

وروى الشعبي قال: صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ برِكَابه فقال له زيد: خلِّ عنه يا ابن عم رسول الله، فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء والكبراء.

 

وقال الحسن بن علي لابنه: يا بني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلَّم حسن الاستماع كما تتعلَّم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثًا وإن طال حتى يمسك.

ومَن يمتري في حثِّ الدين على العلم وقد ابتدأ الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله - تعالى -: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1].

 

والقرآن مملوء من الترغيب في العلم وبيان فضيلة أهله، وتقديم ذوي العلم ورفعهم درجات، والنصوص من القرآن ومن الحديث يتعذَّر حصرها ويمتنع إحصاؤها، وحسبنا منها إيراد القليل كدليل على الكثير، واجتزاء بالجزء عن الكل والبعض عن الجميع.

 

قال الله - جل ذكره -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال - تعالى -: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].

 

قال ابن عبدالبر في كتابه "جامع بيان العلم وفضله": ورُوِي عن عائشة أن عليًّا - رضي الله عنه - قال في خطبة خطبها: واعلموا أن الناس أبناء مَن يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم.

 

ويقال: إن قول علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسن لم يسبقه إليه أحد، وقالوا: ليس كلمة أحضَّ على طلب العلم منها، قالوا: ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل: ما ترك الأول للآخر شيئًا.

 

قال أبو عمر: قول علي - رحمه الله -: قيمة كل امرئ ما يحسن من الكلام العجيب الخطير، وقد طار الناس إليه كل مطير ونظمه جماعةٌ من الشعراء؛ إعجابًا به وكَلَفًا بحسنه، فمن ذلك ما يعزى إلى الخليل بن أحمد قوله:

لاَ يَكُونُ السَّرِيُّ مِثْلَ الدَّنِيِّ
لاَ وَلاَ ذُو الذَّكَاءِ مِثْلَ الغَبِيِّ
لاَ يَكُونُ الأَلَدُّ ذُو المِقْوَلِ المُرْ
هَفِ عِندَ القِيَاسِ مِثْلَ العَيِيِّ
قيمَةُ المَرْءِ كُلُّ مَا يُحسِنُ المَرْ
ءُ قَضَاءً مِنَ الإِمامِ عَلِيِّ

في أبيات له قد ذكرتها في غير هذا الموضع، وقال غيره:

يَلُومُ عَلَى أَنْ رُحْتُ فِي العِلْمِ رَاغِبًا
أُجَمِّعُ مِنْ عِندِ الرُّوَاةِ فُنُونَهُ
فَيَا لاَئِمِي دَعْنِي أُغَالِي بِقِيمَتِي
فَقِيمَةُ كُلِّ النَّاسِ مَا يُحْسِنُونَهُ

وقال أبو العباس الناشئ:

تَأَمَّلْ بِعَيْنِكَ هَذَا الأَنَا
مَ كُنْ بَعْضَ مَنْ صَانَهُ عَقْلُهُ
فَحِلْيَةُ كُلِّ فَتًى فَضْلُهُ
وَقِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ نُبْلُهُ
فَلاَ تَتَّكِلْ فِي طِلاَبِ العُلَى
عَلَى نَسَبٍ ثَابِتٍ أَصْلُهُ
فَمَا مِنْ فَتًى زَانَهُ قَوْلُهُ
بِشَيْءٍ يُخَالِفُهُ فِعْلُهُ

قال ابن عباس: مكثت سنةً وأنا أشكُّ في ثنتين، وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المتظاهرتَين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أجد له موضعًا أسأله فيه حتى خرج حاجًّا وصحبته حتى إذا كنا بمر الظهران ذهب لحاجته وقال: أدركني بإداوة من ماء، فلمَّا قضى حاجته ورجع أتيته بالإداوة أصبُّها عليه فرأيت موضعًا فقلت: يا أمير المؤمنين مَن المرأتان المتظاهرتان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ فما قضيت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة.

 

قال أبو عمر بن عبدالبر: لم يمنع ابن عباس من سؤال عمر عن ذلك إلا هيبته، وذلك موجودٌ في حديث ابن شهاب أ.هـ.

ونصه: عن ابن عباس قال: مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن حديث ما منعني منه إلا هيبته، حتى تخلَّف في حج أو عمرة في الأراك الذي ببطن مر الظهران لحاجته، فلمَّا جاء وخلوت به قلت: يا أمير المؤمنين، إني أريد أن سألك عن حديث منذ سنتين ما يمنعني إلا الهيبة لك، قال: فلا تفعل إذا أردت أن تسأل فسلْني، فإن كان منه عندي علم أخبرتك، وإلا قلت: الله أعلم فسألت مَن يعلم، قلت: مَن المرأتان اللتان ذُكر أنهما تظاهرتَا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: عائشة وحفصة، ثم قال: كان لي أخ من الأنصار[2] وكنا نتعاقب النزول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزل يومًا وينزل يومًا فما أتي من حديث أو خبر أتاني به وأنا مثل ذلك، ونزل ذات يوم وتخلَّفت فجاءني وذكر الحديث بطوله وتمامه.

 

وعن سعيد بن المسيب قال لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أهابك، فقال: لا تهبني يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علمًا فسلْني عنه، فقلت: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي في غزوة تبوك حين خلفه فقال سعد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا علي، أما ترضى أن تكون مَنِّي بمنزلة هارون من موسى))[3].

 

وقال طاووس: إن من السنة أن توقِّر العالم.

وعن محمد بن عطية الشاعر قال: كان يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس إليه فوافَى إسحاق الموصلي فجعل يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم، ثم تكلَّم في الفقه فأحسَن واحتجَّ وتكلَّم في الشعر واللغة ففاق مَن حضر، فأقبل على يحيى بن أكثم فقال: أعزَّ الله - تعالى - القاضي، أفي شيء ممَّا ناظرت فيه وحكيت نقص أو معطن؟ قال: لا، قال: فما بالي أقوم بسائر العلوم قيام أهلها وأنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه؟ قال العطوي: فالتفت إليَّ يحيى بن أكثم فقال: جوابه في هذا عليك، وكان العطوي من أهل الجدل، قال فقلت: نعم أعزَّ الله القاضي جوابه علي، ثم التفتَ إليَّ إسحاق وقلت: يا أبا محمد أنت كالفرَّاء والأخفش في النحو، فقال: لا، فقلت: فأنت في اللغة كأبي عبيدة والأصمعي، قال: لا، قلت: فأنت في الأنساب كالكلبي، قال: لا، قلت فأنت في الكلام كأبي هذيل والنظَّام، قال لا: قلت فمن هاهنا نسبته إلى ما نسبته إليه؛ لأنه لا نظير لك فيه ولا شبيه وأنت في غيره دون أوفَى أهله، فضحك وقام فانصرف، فقال يحيى بن أكتم: لقد وفَّيت الحجة حقها وفيها ظلم قليل لإسحاق وإنه ليقل في الزمان نظيره[4].

 

دخل اليزيدي يومًا على الخليل وعنده جماعة وهو جالس على وسادة، فأوسع له فجلس مع اليزيدي على وسادته، فقال له اليزيدي: أحسبني قد ضيَّقت عليك، فقال الخليل: ما ضاق مكان على اثنين متحابَّين، والدنيا لا تسع اثنين متباغضين[5].

 

ويحكى عن شرقي بن القطامي أنه قال: دخلت على المنصور فقال: يا شرقي على ما يؤتى المرء؟ فقلت: أصلح الله - تعالى - الخليفة على معروف قد سلف، أو مثله مؤتنف، أو قديم شرف، أو علم مطرف[6].

 

وروى عباس بن الفرج قال: ركب الأصمعي حمارًا ذميمًا فقيل له: بعدَ براذين الخلفاء تركب هذا! فقال متمثلاً:

فَلَمَّا أَبَتْ إِلاَّ طِرَاقًا بِوُدِّهَا
وَتَكدِيرَهَا الشُّرْبَ الَّذِي كَانَ صَافِيَا
شَرِبْنَا بِرِنْقٍ مِنْ هَوَاهَا مُكَدَّرٍ
وَكَيْفَ يَعَافُ الرِّنْقَ مَنْ كَانَ صَادِيَا

وهذا وأملك ديني أحب إلي من ذلك مع فقدهما[7].

ـــــــــــــــــ
[1] "نكت الهميان": ص 181.

[2] هو عتبان بن مالك.

[3] أخرجه البخاري (4416)، ومسلم (2404)، (31).

[4] من كتاب "نزهة الألباء في طبقات الأدباء"؛ للأنباري.

[5] من كتاب "نزهة الألباء في طبقات الأدباء"؛ للأنباري.

[6] "نزهة الألباء في طبقات الأدباء"؛ للأنباري.

[7] المرجع السابق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة