• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

نعمة القراءة والكتابة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 24/8/2010 ميلادي - 14/9/1431 هجري

الزيارات: 24192

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طلب العلم وبثه

نعمة القراءة والكتابة

امتنَّ الله على الإنسان بالقراءة والكتابة، فقال - تعالى -: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، وما أعظمَها من نعمة، وما أكبرَها من فائدة! وسبحان الخلاَّق العليم، الذي خلق الإنسان وسوَّاه، وكرَّمه وفضَّله على كثير ممَّن خلق، فلولا ما علَّمه الله لبني آدمَ، هل كنا نقرأ هذه الأسفار، وتلك المجلَّدات الهائلة من العلوم والعرفان؟

 

وهل كانت تستقيم حياةُ الناس؟ وكيف يستطيعون تدوينَ أفكارِهم وخواطرهم؟ وماذا كنَّا نعرف عن البشرية في مختلف أطوارها، وعلى تبايُن عهودها ودولها؟ وكيف نعرِف الأديانَ والشرائع والأحكام؟ وبماذا كانتِ اللُّغة تُحفظ وتُضبط مع تنوُّع أساليبها، وكثرة مفرداتها، واختلاف تصاريفها، والفروق بين مدلولاتها، وشواهدها ورواياتها؟!

 

ماذا تكون حالة البشرية لو لم تكن تَعرِفِ القراءة والكتابة؟ فما أعظمَ النِّعم التي وهبها الله لعباده، ولكنَّ أكثرَ الناس لا يشكرون!

 

أليس من الغريب أن تكون النِّعم لا تُقابَل بالشكر، والحمد لله على آلائه وأفضاله، فاتَّخذها بعضُ الناس ممَّن زاغ وطغَى - وسيلةً للجحود والكُفْر، ومعاداة الله؟!

 

وما ضرَّ اللهَ كفرُ الكافرين، ومعصيةُ العاصين، ولا نفعه طاعةُ المطيعين ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 

كان من الأمَّة الإسلاميَّة المجيدة رُواةٌ حَفِظ الله بهم الدِّين، فنقلوه بأمانة وصِدْق، ورووه على أحسنِ الوجوه وأفضلها، وكان منهم مَن بلغ في الحفظ مكانةً نادرة، ومنزلةً سامية، حتى ليخالها الإنسان لأول وهلة ضربًا من الخيال، مع أنَّها الحقيقة المجرَّدة، فأبو هريرة وعائشة، وابن عمر وابن عباس، وغيرهم من الصحابة الأكارم - عليهم رضوان الله - كانوا من الحفَّاظ المعدودين، وجاء بعدَهم أناس كانوا في الحِفْظ مبرّزين، وللروايات ضابطين، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

 

حفظ وذكاء:

بينما كان ابنُ عباس في المسجد الحرام، وعندَه نافع بن الأزرق، وناسٌ من الخوارج يسألونه، إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة، فقال له ابن عباس: أنشدْنا، فأنشده:

أَمِنْ آلِ نُعْمٍ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ
غَدَاةَ غَدٍ أَمْ رَائِحٌ فَمُهَجِّرُ

 

حتى أتى على آخرِ القصيدة، فأقبل عليه نافع بن الأزرق، فقال: الله يا ابن عبَّاس، إنا نضرب إليك أكبادَ الإبل نسألك عن الحلال والحرام، فتثاقل عنَّا ويأتيك غلامٌ مترَف من مترفي قريش فينشدك:

رَأَتْ رَجَلاً أَمَّا إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ
فَيَخْزَى وَأَمَّا بِالْعَشِيِّ فَيَخْسَرُ

 

فقال: ليس هكذا قال، قال: فكيف قال؟ قال: إنَّه قال:

رَأَتْ رَجُلاً أَمَّا إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ
فَيَضْحَى وَأَمَّا بِالْعَشِيِّ فَيَخْصَرُ

 

قال: ما أراك إلاَّ وقد حفظتَ البيت! قال: أجَلْ، وإن شئت أن أُنشِدَك القصيدة أنشدتُك إيَّاها، قال: فإني أشاء، فأنشده القصيدةَ حتى أتى على آخرها، وما سمعها قطُّ إلاَّ تلك المرة صفحًا.

 

♦ قال المزني: قال لي الشافعي: رأيتُ ببغداد شابًّا إذا قال: حدَّثَنا، قال الناس كلهم: صَدَق، قلت: مَن هو؟ قال: أحمد بن حنبل.

 

وقال أحمد بن سنان: ما رأيتُ يَزيدَ بن هارون لأحد أشدَّ تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيتُه أكرم أحدًا مثله، وكان يُقعده إلى جنبه، ويوقِّره، ولا يمازحه.

 

قال بعض العلماء: مَنَّ الله - تعالى - على هذه الأمَّة بأربعة في زمانهم: بالشافعي بفقهه في حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وبالإمام أحمد بن محمد بن حنبل في المِحنة، ولولا ذلك لكَفَر الناس، ويحيى بن معين لنفيِ الكَذِب عن حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبأبي عُبَيد القاسم بن سلاَّم لتفسير الغريب مِن حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

قال: ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.

 

♦ قال صالح ابن الإمام أحمد: عَزَم أبي على الخروج إلى مكَّة، ورافق يحيى بن معين، فقال أبي: نحجُّ ونمضي إلى صنعاء إلى عبدالرزَّاق: قال فمضَيْنا حتى دخلْنا مكة، فإذا عبدُالرزَّاق في الطواف - وكان يحيى يعرفه - فطُفْنا، ثم جئنا إلى عبدالرزاق فسلَّم عليه يحيى، وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل، فقال: حيَّاه الله، إنه ليبلغني عنه كلُّ ما أُسَرُّ به، ثبَّته الله على ذلك، ثم قام لينصرف، فقال يحيى: ألاَ نأخذ عليه الموعِد؟ فأبَى أحمد، وقال: لم أغيِّر النية في رحلتي إليه - أو كما قال - ثم سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب، وأكثرَ عنه.

 

♦ دخل عُروة بن الزُّبَير بستانًا لعبدالملك بن مرْوان، فقال: ما أحسنَ هذا البستان! فقال عبدالملك: أنت واللهِ أحسنُ منه، إنَّ هذا البستان يُؤتِي أُكلَه كلَّ عام، وأنت تُؤتي أُكلَك كلَّ يوم.

 

♦ قيل لبعض العلماء: أي الأمور أمتع؟

♦ قال: مجالسة الحُكماء، ومذاكرة العُلماء.

 

♦ قال بعض العلماء: اقصدْ مِن أصناف العلم إلى ما هو أشهى إلى نفسك، وأخفُّ على قلبك، فإنَّ نفاذك فيه على حسب شهوتك له، وسُهولته عليك.

 

♦ قال حنبل: جَمعَنا أحمدُ بن حنبل أنا وصالحًا وعبدالله، وقرأ علينا "المسند"، وما سمعه غيرُنا، وقال لنا: هذا الكتاب جمعتُه وانتقيتُه من أكثرَ من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفًا، فما اختَلف فيه المسلِمون من حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فارجعوا إليه فإن وجدتموه، وإلاَّ فليس بحجَّة[1].

 



[1] هذا القول المروي عن الإمام أحمد - رحمه الله - فيه نظر، ويتطلَّب أولاً تحقيق مدى صحة نسبته للإمام أحمد، وعلى فرْض ثبوته، فإنَّ الحُجَّة فيما صحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإن لم يكن في "المسند"، والإمام أحمد كغيره من الأئمَّة ليس معصومًا، فقد يفوته شيء من الأحاديث، وقد يَثبُت عندَ غيره ما لم يَثبت عندَه، أو يطلع عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة