• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

إسلامية لا عنصرية

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: مجلة الحج، ج7، في محرم 1386هـ، ومجلة البعث الإسلامي الهندية، في المجلد العاشر، العدد التاسع، صفر 1386هـ.

تاريخ الإضافة: 13/7/2010 ميلادي - 1/8/1431 هجري

الزيارات: 10039

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان العرب قبل الإسلام مشتتين ضعفاء، قد أنهكتْهم الحروب، ومزقتْهم الإحنُ والبغضاء، كلُّ قبيلة تتربص بالقبيلة الأخرى وتحاول القضاء عليها، ويؤجج نيرانَ الفتن الفخرُ بالأحساب، والطعنُ في الأنساب، وتعالي كل قبيل على القبيل الآخر، وإلصاق النعوت الذميمة بمناوئه، وكانوا يعبدون الأوثان، ويستسلمون للخرافات، ويحكِّمون الطواغيت، ويقلِّدون آباءهم في الجهل والضلال.

 

وعندما جاء الإسلام على لسان محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي، بلسانٍ عربي مبين، ودخل فيه الناسُ عن اقتناع ورضًا واطمئنان، أزال الله عنهم الرجس والخرافات والعادات الجاهلية، وألَّف الله بين قلوبهم بعد تشتت، وجمدت الدعوات العنصرية، والتحزبات الجاهلية، وكان ممن دخل في الدين الإسلامي أشتاتُ القبائل والبطون العربية، وكثيرون من الموالى والفرس والروم والترك؛ ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.

 

وانتشر الإسلام، وامتدَّت الفتوحات الإسلامية على أيدي العرب والأتراك والفرس والبربر والأكراد وغيرهم، على مختلف العصور، ونظرة إلى الفتوحات الإسلامية في إفريقيا والسند والأندلس، وأسماء أبطالها تعطيك الدليل على أن الدين قام به مسلمون من أجناس شتَّى؛ فهو دعوة للهداية عامة، وصراط مستقيم جاء ليُخرِج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله إلى صراط العزيز الحميد.

 

والْتفاتة إلى حَمَلة العلم ورُواته ومؤلِّفيه في تفسير القرآن والحديث والفقه والعربية والقواميس اللغوية، وأسماء الرجال في الجرح والتعديل - تظهر بما لا يدع أيَّ ريبة في أن هذا الدين قام به مسلمون على مختلف أقطارهم وأجناسهم؛ لأنه دين البشرية جمعاء، وعندما هبَّت الفتنة في الأندلس، وظهرتْ بوادر التحزب والقبلية بين العرب والبربر، أو بين العرب مع بعضهم، كقيس ويمن، أو المضرية والقحطانية - ضعُف شأنهم، وصار بينهم عداءٌ وقتال، أدَّى إلى ضياع الأندلس، ولقي المسلمون من الهوان والتشتت والأهوال ما يشيب الوليدَ، ويبكي المارد، ويفزع الجبابرة، على أيدي محاكم التفتيش والنصارى الحاقدين، الذين صفا لهم الجو بتمزيق المسلمين بعضهم لبعض؛ حتى صاروا لقمة سائغة لأعدائهم.

 

إن طارق بن زياد، وصلاح الدين الأيوبي، والكثيرين من الأتراك والفرس وغيرهم - ما يزالون يعطون البرهان الجلي على أن الدعوة إلى النعرات والعصبيات الجاهلية هي بدع، كانت وما فتئت تضرُّ ولا تنفع، وتشتِّت ولا توحِّد، وتفرِّق ولا تجمع.

 

إن صلاح الدين وطارق بن زياد ومحمود الغزنوي ومحمد الفاتح - قد أدوا خدمات جُلَّى للإسلام والمسلمين، وانتشر الإسلام وقَوِيَ على أيديهم، وهم ليسوا عربًا، وأن البخاري ومسلمًا وأضرابهما قد حفظ اللهُ بهم الدينَ، وكانوا أعلامًا يهتدى بهم في معرفة السنة النبوية، ولم يكونوا من العرب، وأن الأفكار التي تنادي بقوميات وعنصريات في هذا العصر قد أضرَّتْ كثيرًا بالإسلام والمسلمين، وأضعفت الأواصر والروابط بين المسلمين جميعًا، وضعف شأن الدين والعقيدة في النفوس، وصارتْ عند كثيرين أقوى من رابطة الدين رابطة الوطن والقومية، وعلى هذا المسلك غير الحميد رأينا نكساتٍ حلَّتْ بالعالم الإسلامي، وأقوى أسبابها وأفدحها الدعوات القومية والعنصرية، كدعوة مصطفى كمال أتاتورك للقومية التركية، والدعوة إلى القومية العربية التي نادى بها بعضُ زعماء العرب في مطلع القرن العشرين وإلى هذا الحين.

 

فقد انعزلتْ تركيا، وتخلَّتْ عن مكانتها العظيمة في العالم الإسلامي؛ بل في العالم أجمع، وأصبحتْ ذَنَبًا للغرب، يتفضل عليها بمنٍّ وعنجهية، بما يمدها به من معونات وقروض، بعد أن كانت رأسًا في العالم الإسلامي، لها صوتها المجلجل، وهيبتها المحترمة.

 

وإن كانت تركيا قد أظهرتْ بوادرَ طيبةً في الآونة الأخيرة، وأدركت أن الغرب الذي تكون حلقة متينة في أحلافه واقتصاده وقوَّته العسكرية لن يكون لها صديقًا؛ لأن العداء القديم لا يزال مغروسًا في نفوس زعماء الغرب، وذكريات الحروب الصليبية تسيطر على عقلياتهم وتفكيرهم.

 

وشهدنا في هذا العصر نكبة فلسطين، وزوال زنجبار العربية المسلمة، والخصومات والتشتت بين المسلمين من عرب وغيرهم، وكلُّ ذلك بسبب الدعوات الجاهلية إلى القومية والعنصرية، وتقديمها على الرابطة الإنسانية الخالدة، رابطة الدين والعقيدة.

 

إن مفكِّري العالم الإسلامي وعلماءه وقادتَه والقائمين على وسائل الإعلام - مدعوون في كل قطر ومصر بكل وسيلة، إلى أن يعلنوها حربًا شعواء على دعاة التفرقة والعنصرية، وأن يوجهوها دعوةً مخلصة إلى تعاون إسلامي، ووحدة إسلامية، وتضامن إسلامي في كل مجال، في الثقافة والاقتصاد وغيرهما، وأن الواجب العمل لذلك؛ فهو السد المنيع في وجه الأطماع الاستعمارية، والمذاهب الإلحادية والتفرق، وفي ذلك القوة المتينة، والمكانة المرموقة للمسلمين كقوة فعالة ذات خطر عظيم ووزن في الشؤون العالمية والدولية.

 

إننا نطلب ونلح أن يقوم كلُّ مسلم بقدر طاقته قبل فوات الأوان، وقبل أن تبتلعهم الدولُ الحاقدة، ويتمزَّقوا شذر مذر، ويصبحوا كحال أهل الأندلس، إن مخططات الاستعماريين الصليبيين والشيوعيين والصهيونيين للقضاء على الإسلام والمسلمين، لم تعد تحتاج إلى براهين؛ فهي واضحة لكل متأمِّل لم يعشه الظلام الدامس، والأضاليل الخداعة.

 

وما لم ينتبه المسلمون لما يحيكه لهم الأعداء، فسوف تذهب ريحهم، ويصبحون أشلاء ممزقة تذروهم الرياح.

 

إن الأمل لا يزال قويًّا في أن يقوم المسلمون بدور عظيم في مقاومة التيارات الملحدة، والدعوات الجاهلية، رغم الظلام الدامس، والدعوات الضالة، وبالله التوفيق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة