• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

سوكارنو وابن بلا

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 12/7/2010 ميلادي - 30/7/1431 هجري

الزيارات: 10375

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الصدف الغريبة أن يتَّفق الاثنانِ في كثير من الأشياء، وحتى في الأسماء، وهما بعد: زعيمان في بلديهما، كافحا الاستعمار، ووثقتْ بهما شعوبُهما فترة من الوقت، وعلَّقت عليهما آمالاً عظيمة، ومع ذلك قامتْ تستنكر اتجاههما، وسحبت الثقة منهما، وكانت محاولات يائسة بالنسبة لأنْ يتراجعا عن خطتهما التي أوقعتْ بلديهما في ارتباكات وفوضى اقتصادية واجتماعية؛ نتيجة الإصرار على الخطأ، (وكان لا بد مما ليس منه بد)، فأطيح بابن بلا، وأزيل حكمه من الجزائر المسلمة.

 

وقلصت صلاحيات سوكارنو، وقلمتْ أظافره، واستولى الجيش على السلطة، وسجن الوزراء الشيوعيين، وطارد الماركسيين في كل مكان من الجزر التي تقارب ثلاثة آلاف جزيرة، وضيق عليهم الخناق، كل ذلك وسوكارنو لم يتراجع عن رأيه في أن الحزب الشيوعي لازم لإندونيسيا، وأنه شخصيًّا ماركسي مسلم! كما يزعم، وهي مغالطة بديهية؛ فكلُّ مسلم يعلم أن الشيوعية مناقضة لكل دين، وأنها حرب على الإسلام.

 

وإذا كان توقيع حل الحزب الشيوعي في إندونيسيا باسم سوكارنو، فالواضح أنه على طريقة (مكره أخاك لا بطل)، وتصريحاته السابقة، واستماتته في الإبقاء على الوزراء الشيوعيين، وتمسُّكه بذوي الميول اليسارية منهم، والطريقة الاشتراكية التي يحبذها ويسير عليها - كلُّها تعطي الدليل الجليَّ أنه لم يكن مختارًا في اتخاذ خطوة حاسمة مع الحزب الشيوعي، كيف وهو شبه معتقل الآن؟!

 

ومن الغريب أن سوكارنو شهد تدهور الاقتصاد في بلاده لسبب واحد، وهو اتجاهه الاشتراكي؛ ولكنه لم يعترف بأن العلة في هذا التدهور المخيف هو اتجاهاته اليسارية، وإعجابه بماوتسي تونج، وماركس، وأضراب لهما.

 

حتى إن سوكارنو طلب من شعب إندونيسيا أن من يأنس في نفسه الكفاءةَ لحل المشكلة الاقتصادية، فليتقدم ليتولى رئاسة الوزراء.

 

نسي سوكارنو أو تناسى أن إندونيسيا بلدٌ مسلم، لا يرضى بغير الإسلام نحلةً أو مذهبًا؛ لأنه دين كامل فيه كلُّ ما تحتاجه البشرية من أمن واستقرار، وحياة هانئة سعيدة.

 

وغاب عن باله أن الأسماء لا تغيِّر الحقائق، والدعاوى لا تبطل الصوابَ، فإذا سمى اشتراكيتَه الاشتراكيةَ الموجهة، وقال: إنها لا تتعارض مع الإسلام، فلن يغيِّر ذلك من الحقيقة الثابتة، وهي أنها شيوعية حمراء لا تلتقي مع الإسلام إطلاقًا، وبينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض، بل إن البعد بينهما بُعد ما بين الحق والباطل، ولم يعبأ الشعب المسلم بالدعاوى، فقام يناهض هذه الأفكار المخرِّبة، والمذاهب الهدامة، فهبَّ عن بكرة أبيه يقاوم الشيوعية مهما كان لونها وشكلها، ونجح الشعب، وأخفق دعاة الشيوعية وأنصارها[1].

 

وكان هناك تشابهٌ كبير بين ابن بلا وسوكارنو؛ فقد كانت نظرتهما متشابهةً، وثقتهما بالماركسية، ودعواهما أنهما يؤمِنان بها وبالإسلام يكادان يكونان نسخة واحدة.

 

وقد أطاح جيش الجزائر المسلمة وشعبها الباسل بابن بلا؛ لنفس الأسباب التي ثار الشعب الإندونيسيُّ من أجلها، ورأب صدع الاقتصاد المنهار بفعل التأميمات والنظريات الاشتراكية، أو على الأصح: التخبطات الاشتراكية.

 

وبدأ يسير في الطريق الصحيح، بعد أن مرَّتْ به سنواتٌ عجاف، ذاق فيها حنظل الاشتراكية الحمراء، ولولا أن قيض الله عقلاء يحمون بلادهم قبل أن تقع فريسة للشيوعية الحمراء، فلربما كانت كارثة فظيعة كإحدى الكوارث الماثلة في ألبانيا والقرم والتركستان، ولتكررت المأساة.

 

سوكارنو وابن بلا، كافحا الاستعمار كما قلتُ آنفًا، ومع ذلك ثار شعبهما؛ ولكنهما أعجبا بالشيوعية، وظنَّا فيها تصحيح الأوضاع التي خلفها المستعمرون الصليبيون، فزادا الطين بِلَّة، وصارا كالمستجير من الرمضاء بالنار، كما عبر عن ذلك الشاعر:

 

المُسْتَجِيرُ بِعَمْرٍو عِنْدَ كُرْبَتِهِ
كَالمُسْتَجِيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ

 

قرأا كثيرًا عن الشيوعية ومناهجها الموهومة، وكان لكتابات ومؤلفات ماوتسي تونج، ولينين، وماركس أثرُها في نفسيهما، وتخيلا أن تطبيق اشتراكيتهم تحقِّق الرغد والرخاء، ولم يكن لديهما من الثقافة الدينية والعلوم الإسلامية ما يتبينان منه التناقض الهائل بين الشيوعية والإسلام.

 

وصدَّقا دعاوى الشيوعيين في الحكم والحياة الاجتماعية والاقتصادية، والمنجزات العلمية، والثورات الشعبية، إلى ما هنالك من مصطلحات وتضليلات.

 

ونسيا ما يعانيه الشعب السوفيتي والشعب الصيني ودول أوربا الشرقية المحكومة من الكرملين، وما حلَّ بها من النكسات والنكبات، والكبت والطغيان، وإهدار كرامة الفرد.

 

وكان رُزء البلدين المسلمَيْنِ أن يتَّجه رئيسا دولتيهما هذا الاتجاهَ الخاطئ، وعندما قام الشعب ممثَّلاً في جيشه؛ ليرجع الأمور إلى مجراها السليم، كان ذلك مما أثلج صدورَ المسلمينَ، وأعاد إليهم كثيرًا من الثقة التي فقدوها، أو كادوا، ولطف الله لا حدود له، وحكمته قد بهرت العقول والألباب.

 

بيت من الشعر:

 

وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا
تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأَجْسَامُ

 

إحدى حِكَم أبي الطيب، التي يحس المرء عند سماعها بلذَّة، وإن كان يحفظها منذ سنين.

ــــــــــــــ

[1] وتم عزل سوكارنو، وتولية سوهارتو بدلاً عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة