• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

مهزلة اللامعقول

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: الدعوة العدد 196 في 20/1/1389 هـ.

تاريخ الإضافة: 8/7/2010 ميلادي - 26/7/1431 هجري

الزيارات: 12444

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يحلو لبعض المتحذلقين أن يتلقَّف كلَّ بدعة يسمعها، وكلَّ رأي يَرِد من الغرب الحائر، فيتهافت على خزعبِلاته وتفاهاته، تهافتَ الفراش على النار، فإذا سَمِع هذا الصِّنف من الناس عن الاشتراكية والشيوعية الوجودية، وسواها من الأسماء ذات المدلولات الهدَّامة، أقبلوا عليها مسرعين، بدعوى أنَّها فلسفةٌ جديدة، وأفكار عميقة.

 

وَإذا بلغَهم عن أندية الشباب الغربيِّ المتهوس، وعن أزيائه وتشكيلاته، بادروا للتقليد الأعمى!

 

وهكذا رأينا العجبَ من بعض من يتشدَّق بعبارات يحسبها رمزَ الثقافة، وهي عنوان الجهالة، ويخالُها شيئًا حسنًا، وهي دليلُ التخبُّط والارتباك والقبح.

 

وقد ألفينا بعضَ هؤلاء المتنطعين يهذون بأدب اللامعقول، ويسعَوْن لترويج هذه البضاعة المزجاة، إمعانًا في الإغراب؛ ليطلعوا على الناس بما يظنُّونه جديدًا، فيتوهمون أنَّ صاحبه سيحظَى بالإعجاب، ويُنعت بسعة الاطلاع؛ إذ جاءهم بما لا يعرفون، وقد يتصوَّرون أنَّ سرعة استجابتهم لِمَا يصدره الغرب من مهازلَ هو مَثَلٌ للتطور والتقدم، ومع الأسف أنَّ هذا النوع إنَّما يقلِّد في السخافاتِ، لا في المجالات النافعة، والابتكارات المفيدة.

 

وأدب اللامعقول هو أنموذج لذلك التقليد المضحِك، فإذا كان الأوربيُّون يعيشون في فراغ روحي، وفي مرتع بهيمي، وحَيْرة قاتلة، فإنَّ المسلمين لديهم من الدِّين القويم، والعقيدة المشرِقة، والإيمان الأثيل، ما يجعل المجتمعَ الإسلامي مجتمعًا متماسكًا، تربطه أمتنُ الروابط، بخلاف المجتمع الغربي الحائر.

 

إنَّ أدب اللامعقول لا مكانَ له في المجتمع الإسلامي الموقِن المطمئن؛ لأنَّه تعبير عن مجتمع يسوده الإلحاد، وتُسيطر عليه الشكوك والحيرة.

 

كتب الدكتور محمود السمرة في "مجلَّة العربي، العدد 124، في ذي الحجة 1388" مقالاً بعنوان (مسرح اللامعقول)، تحليلاً لكتاب بهذا الاسم، تأليف: مارتن أسلن، وقد وصف الدكتور محمود السمرة مؤلِّف هذا الكتاب: بأنَّه "خير مَن كتب في هذا الموضوع، وله فيه عدَّة كتب".

 

وجاء في هذا المقال:

"وقد حدَّد زعيم من زعماء اللامعقول هو يوجين يونسكو (Ionssco) مصطلحَ اللامعقول في مقال كتَبَه عن كافكا على النحو التالي:

المجتمع هو اللامعقول لا الأدب، والمجتمع اللامعقول هو المجتمع الذي لا غاية له، وهو المجتمع المنفصِل عن جذوره الدِّينيَّة وتقاليده، وفي مثل هذا المجتمع يكون المرءُ ضائعًا، ويكون كلُّ ما يصدر عنه لا معنى له ولا فائدة ترجى منه، وبهذا يكون لامعقول".

 

وقد ظهر مسرح اللامعقول لأوَّل مرَّة بعد الحرْب العالمية الثانية، ففي سنة 1647 و1950و1952 مُثِّلت في باريس مسرحيات لجان جينيه، ويونسكو، وبيكيت على التوالي.

 

وخَتَم الدكتور السمرة مقالَه بما يأتي: "وأدب اللامعقول في تعبيره عن المأساة الناتجة عن أنَّه لا شيءَ في الوجود ثابتٌ، ويقيني هو في الوقت نفسِه يُضحِك ويبكي، وبهذا ينمو ويكبر، وعيبه الرئيس في رأيي أنَّه أدب سالِب، يلغي دور الإنسان، ويراه عاجزًا عن التغلُّب على مشاكلِ العصر، وليس هذا بصحيح، فالإنسان بقدراته وطاقاته ومواهبه قادرٌ على صُنْع الأعاجيب".

 

إنَّ هذا الشيء الذي يدعونه باللامعقول هو أدبُ الكسل والخنوع والجُبْن - إن صحَّ أن يطلق عليه اسم الأدب - أدب جحور باريس المظلِمة، وهو أدب الضياع والبوار، والأمَّة الإسلامية في حاجة إلى أدب نشيط هادِف، يقوِّي العزيمة، ويشحذ الهِمَّة، ويدعو إلى السمو والنهوض.

 

ومِن ثَم فإنَّ تلك الأصوات التي نسمع فَحيحَها بين آنٍ وآخرَ داعيةً إلى أدب اللامعقول هي أصواتٌ بائرة كاسدة، سوف يُصيبها الخرس والإعياء، وتسقط صريعةً هامدة، غير مأسوف عليها - بمشيئة الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة