• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

بمن يقتدي المجاهدون؟

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في مجلة كلية الملك عبدالعزيز الحربية، العدد الثاني عشر، عام 1388هـ.

تاريخ الإضافة: 3/7/2010 ميلادي - 21/7/1431 هجري

الزيارات: 9953

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أرأيتَ أعظم من جهاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته وأتباعهم؟!

هل في الدنيا صبرٌ وإقدام يضاهيان ما فعله سلفُنا الأكارم؟!

من الذي فَتَحَ معظمَ المعمورة من الصين حتى المحيط الأطلسي في أقل من قرن من الزمان، ورَفَعَ راية الحق ترفرف بالهداية والنبل والحضارة؟!

 

إذا افتخرتِ الأمم بعظمائها وقادتها وأبطالها، فإن للمسلمين أن يفتخروا بمن ضَرَبوا أروع الأمثلة، وسجَّلوا الصفحات المشرقة التي لا يَضيرها أن يتنكر لها بعضُ الجاحدين، وأن يحرِّفها الأعداء الحاقدون.

 

في غزوة حُنين وقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عشرةٍ من أصحابه ينادي، وقد تكاثف المشركون من حوله، وأسنَّتهم مشرعة، وقلوبهم ملأى بالبغض: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب))، وأبو بكر الصديق وقد انتشرتِ الردة، وادلهمَّتِ الفتنة، واشتدَّ الخطب، وهو ثابتٌ لا يتزعزع، ولا يجبن، ولا ينخذل؛ بل يمضي مصممًا، لا يُثنيه شيءٌ عن إنفاذ جيش أسامة لقتال الروم، وفي نفس الوقت يقمع ويطفئ الردة جنوبًا وشمالاً، وشرقًا وغربًا، وعمرُ بن الخطاب الذي يصدع بالحق، ويخضع كل معاند ومكابر؛ حتى ضرب العدل أطنابه، وعم الرخاء، ونعمت الأمة، وفتحت الفتوحات الهائلة، ودكَّ سعدٌ ملك كسرى، وصلى في إيوانه، وتلا قوله - تعالى -: ﴿  كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾ [الدخان: 25 - 29]، وأُحضرت الغنائم إلى الخليفة الراشد عمرَ؛ ليقسمها بين المسلمين، ويوجِّهها إلى ما فيه صلاح الأمَّة، وفيها من الجواهر والنفائس ما يغري النفوسَ، ويسبي العقول؛ ولكنها الأمانة، فلم يتمالك أن قال: "إن قومًا أدَّوْا هذا لأمناء".

 

لقد علا التوحيد، واندحر الشرك، وقام جند الله يزحفون؛ لرفع الظلم، وإحقاق الحق، ونصر دين الله في كل مكان، وسارت جيوش خالد، وأبي عبيدة، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، والمثنى بن حارثة، وعمرو بن العاص، وأمثالهم - تهدم حصون الشرك وقلاعه، حتى تهاوت محطمة متناثرة.

 

ومن ينسى قتيبة بن مسلم، ومحمد بن القاسم، وموسى بن نصير، وطارق بن زياد، وعبدالرحمن الغافقي وأندادهم، ممن فتحوا الدنيا ونشروا الإسلام، وسعدت بهم البشرية وقرَّتْ بهم عينًا، واستنارت بما حملوه من نور الدين، وضياء الإسلام، وإشعاع الإيمان؟!

 

أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ
إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَرِيرُ المَحَافِلُ

 

وهم الذين يقاتلون في سبيل لله؛ لنيل إحدى الحسنين: الشهادة في سبيل الله والفوز بالجنة، أو انتصار الإسلام وانخذال الكفر والشر، ولسان حالهم يردِّد:

 

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي

 

يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم، هدفُهم أن ينتصر الإسلام، وتعلو راية الإيمان، إذا رأى عدوُّهم الحياةَ غالية، بذلوا أرواحهم رخيصة في رضا الله وما يقرِّب منه.

 

أَبِي الإِسْلاَمُ لاَ أَبَ لِي سِوَاهُ
إِذَا افْتَخَرُوا بِقَيْسٍ أَوْ تَمِيمِ

 

بمثل هؤلاء يقتدي الخلفُ، ويتَّخذون منهم قدوة، ويسيرون على نهجهم، إن أرادوا النصر والفوز بالخيرات، وحينئذٍ لا يبالون بالعدو وما جَمَعه من أسلحة وأعتدة وقوَّات، ولا يعتبرون كسب الحرب بالعدد الإحصائي، فهل كان هناك تكافؤ في عدد الأنفس، أو في القوة والسلاح بين المسلمين الأولين، وبين فارس والروم؟! وأين التكافؤ في العدد والعدة بين قوات المسلمين في غزوة مؤتة، عندما كانوا ثلاثة آلاف شخص، وبين قوات الروم ومن معهم وهم مائتا ألف مقاتل؟! وقبل ذلك في بدر، وبعده في الحروب الصليبية بين صلاح الدين وريتشارد، وبين عبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وبين الفرنسيين والأسبان، وبين عمر المختار والإيطاليين، وبين عبدالقادر الحسيني وعز الدين القسام واليهود والإنجليز، وبين أبطال فتح وعساكر دايان وعصاباته؟

﴿  كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].

 

إن الله أمرنا أن نعد العدة، وأن نتَّخذ من الوسائل ما نستطيعه: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]، ومع ذلك فقد دعانا للثبات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46].

 

إن لنا في سلفنا الصالح قدوة ومثلاً، فما بال البعض يردِّد شعارات غريبة، ويقاتل من أجل العصبية، وينفر من ذِكر الله، ويصدُّ جاهدًا عن الإسلام، ويأبى أن يكون الجهاد في سبيل الله ولإعلاء كلمته؟ ولماذا يختار ناس لينكولن ونابليون وجيفارا الشيوعي ولوممبا وتشرشل وأشباههم رمزًا للبطولة والاحتذاء، مُعرِضين عن المجاهدين العظماء، والشجعان الكرماء من أبطال المسلمين ذوي البسالة والصبر والجهاد؟! أليس هذا دليل التخبط والإفلاس، وعنوان الحيرة والاضطراب؟!

 

وما السبب في أن يصبح ديدن البعض التباكي، فيذرف الدموع دون العمل الجاد والعزيمة المضاء؟ وخيرٌ لأولئك وهؤلاء أن يعودوا إلى تاريخهم الناصع، ويقتدوا بسلفهم الصالح؛ حتى ينالوا العز والسعادة والهناء، وأن يصمِّموا على الجهاد، لا يجبنون ولا يركنون للدعة والخمول والترف؛ ليكون الظفر والمجد والانتصار لأمة الإسلام في جميع الأقطار والأمصار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة