• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الأربعون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9052

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلمان الفارسي

أبو عبدالله، يلقب بسلمان الخير، وسلمان بن الإسلام، كان قد نَفَر من عبادة النِّيران وما رأى المجوسَ عليه، وتشوَّق إلى أن يرى الدِّين الحق، وبحث لدى النصارى فلم يجد ما ينشده، وانتهى به المطافُ عندَ أحد علماء النصارى، الذي أدركتْه الوفاة فأوصى سلمانَ قائلاً:

أي بنيّ، والله ما أعلم أنَّه أصبح في الأرْض أحدٌ على مثل ما كنَّا عليه آمرُك أن تأتيه، ولكنه قد أظلَّك زمانُ نبي يُبْعث بدين إبراهيم الحنيفية، يخرج من أرض مهاجرِه، وقراراه ذات نخل بين حرَّتَيْن، فإن استطعت أن تخلصَ إليه فاخلص، وإنَّ به آياتٍ لا تخفى: إنه لا يأكل الصَّدقة، وهو يأكل الهدية، وإنَّ بين كتفيه خاتمَ النبوة إذا رأيتَه عرفته، قال سلمان: ومات، فمرَّتْ بي ركب من كلب، فسألتُهم عن بلادهم فأخبروني عنها، فقلت: أعطيكم بقراتي هذه وغنَمي، على أن تحملوني حتى تَقْدَموا بي أرضكم، قالوا نعم، فاحتملوني، حتى قدِموا بي وادي القرى، فظَلَموني، فباعوني عبدًا من رجل مِن يهود، فرأيت بها النخل، وطمعتُ أن تكون البلدة التي وُصفِتْ لي وما حقت عندي، ولكني قد طمعتُ حين رأيت النخل، فأقمتُ عنده حتى قدم رجلٌ من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة، فوالله ما هو إلاَّ أن رأيتها، فعرفتُها بصفة صاحبي، وأيقنتُ أنها هي البلدة التي وُصِفت لي، فأقمتُ عنده أعمل له في نخلة في بني قريظة، حتى بعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وخفي عليَّ أمره حتى قدِم المدينة، ونزل بقُباء في بني عمرو بن عوف، فوالله إني لفي رأس نخلة وصاحبي جالسٌ تحتي، إذا أقبل رجل مِن يهود بني عمِّه، حتى وقف عليه، فقال: أيْ فلان، قاتل الله بني قيلة، إنهم آنفًا ليتقاصفون على رجل بقُباء، قدِم من مكة يزعمون أنَّه نبيٌّ، قال: فواللهِ ما هو إلا أن قالها فأخذتْني العرواء[1]، فرجفتِ النخلة حتى ظننت لأسقطنَّ على صاحبي.

 

ثم نزلت سريعًا أقول: ماذا تقول؟ ما الخبر؟ قال: فرفع سيِّدي يدَه فلكمني لكمةً شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقْبِل على عملك، قلت: لا شيء، إنما أردتُ أن أستثبته هذا الخبر الذي سمعته يذكر، قال: أقْبِل على شأنك، قال: فأقبلتُ على عملي، ولهيت عنه.

 

فلما أمسيت جمعتُ كلَّ ما عندي، ثم خرجتُ حتى جئتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقُباء، فدخلت عليه ومعه نفرٌ من أصحابه، فقلت: إنه بلغني أنك ليس بيدك شيء، وإنَّ معك أصحابًا لك، وإنكم أهلُ حاجة وغربة، وقد كان عندي شيء وضعتُه للصدقة، فلمَّا ذُكِر لي مكانكم، رأيتكم أحقَّ الناس به، فجئتكم به، ثم وضعتُه له، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كُلُوا))، وأمسك هو، قال: فقلت في نفسي: هذه والله واحدة، ثم رجعت.

 

وتحوَّل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وجمعتُ شيئًا ثم جئتُه، فسلمت عليه، وقلت له: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أُحبُّ أن أكرمك به من هدية أهديتها كرامةً لك ليستْ بصدقة، فأكل وأكل أصحابُه، قال: قلت في نفسي: هذه أخرى، ثم رجعت، فمكثت ما شاء الله، ثم أتيتُه، فوجدته في بقيع الغرقد قد تبع جنازة وحولَه أصحابه، وعليه شملتان، مؤتزرًا بواحدة، مرتديًا بالأخرى، فسلمتُ ثم عدلتُ لأنظرَ في ظهره، فعَرَف أني أريد ذلك وأستثبته، قال: فقال بردائه، فألقاه عن ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوَّة كما وصف لي صاحبي، قال: فأكببتُ عليه أُقبِّل ظهره، فقال: تحوَّل عنك، فتحولتُ وجلست بين يديه، فحدثتُه حديثي، فأعجبه ذلك، فأحب أن يسمعه أصحابه، ثم أسلمت، وشغلني الرِّقُّ وما كنت فيه، حتى فاتني بدر وأُحد، ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كاتِبْ، فسألت صاحبي ذلك، فلم أزلْ حتى كاتبني على أن أجيءَ له بثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية من وَرِق.

 

ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعينوا أخاكم بالنخل، فأعانني كلُّ رجل بقدره بالثلاثين والعشرين والخمس عشرة والعشر، ثم قال: يا سلمان، اذهب ففقِّر لها، فإذا أنت أردتَ أن تضعها فلا تضعْها حتى تأتيني فتؤذنني، فأكون أنا الذي أضعُها بيدي، فقمتُ في تفقيري، فأعانني أصحابي حتى فقرنا[2] شربا ثلاثمائة شربة، وجاء كلُّ رجل بما أعانني به من النَّخْل، ثم جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يضعها بيده، وجعل يسوِّي عليها شربها ويبرِّك، حتى فرغ منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميعًا، فلا والذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية[3] وبقيتِ الدراهم.

 

فبيْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم في أصحابه إذ أتاه رجلٌ من أصحابه، بمثل البيضة مِن ذهب أصابها من بعض المعادن، فتصدَّق بها إليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما فعل الفارسيُّ المسكين المكاتب؟ ادعوه لي، فدعيتُ له فجئت.

فقال: ((اذهب بهذه فأدِّها عنك مما عليك من المال)).

فقلت: وأين يقع هذا ممَّا عليَّ يا رسول الله؟!

قال: إنَّ الله سيؤدِّي عنك، فوالذي نفسي بيده لوزنتُ له منها أربعين أوقية، حتى وفيته الذي له!


 

[1] العرواء: مس الحمى في أول رعدتها.

[2] فقر: حفر حفرًا للنخل ليغرسها فيه.

[3] الودي: صغار الفسيل، الواحدة ودية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة