• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبو ذر الغفاري

مِن أفاضل الصحابة وخِيارهم، ومِن المشهورين بالزُّهد والقناعة، وهو من أوَّل الصحابة إسلامًا، يقال: إنَّه خامس مَن أسلم مِن الصحابة، وقد عاد إلى قومه، وأظهر إسلامه بينهم، وسَخِر من آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، وبعدَ غزوة الخندق قَدِم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، فصَحِبه حتى مات، ولإسلامه قصَّة:

 

فحين بَلَغ أبا ذر مبعثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، قال لأخيه أنيس: ارْكب إلى هذا الوادي، واعلمْ لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبرُ من السماء، واسمع مِن قوله، ثم ائتني، فانطلق الأخُ، حتى قدِم مكة وسمع من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رجع إلى أبي ذَرٍّ، فقال: رأيتُه يأمر بمكة بمكارم الأخلاق، وسمعتُ منه كلامًا ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردتُ، فتزوَّد، وحَمَل شنَّة[1] له فيها ماء، حتى قدِم مكة، فأتى المسجد، فالْتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يعرفه، وكَرِه أن يسأل عنه، حتى أدركَه الليل فاضطجع، فرآه عليُّ بن أبي طالب، فقال: كأنَّ الرجل غريب؟ قال: نعم، قال: انطلقْ إلى المنزل، قال: فانطلقتُ معه لا يسألني عن شيء، ولا أسأله، فلمَّا أصبحت من الغد رجعتُ إلى المسجد، فبقِيتُ يومي، حتى أمسيت، وصرتُ إلى مضجعي، فمرَّ بي عليٌّ فقال: أمَا آن للرجل أن يعرف منزلَه؟ فأقامه وذهب به معه، وما يسأل واحدٌ منهما صاحبَه عن شيء، حتى إذا كان اليومُ الثالث فَعَل مثل ذلك، فأقامه عليٌّ معه، ثم قال له: ألاَ تحدِّثني ما الذي أقدْمَك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدني، فعلتُ، فأعطاه العهدَ والميثاق، وأخبره عليٌّ - رضى الله عنه - عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنَّه نبيّ، وأنَّ ما جاء به حقّ، وأنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إذا أصبحتُ فاتبعني، فإنِّي إن رأيتُ شيئًا أخاف عليك قمتُ كأني أُريق الماء، فإن مضيتُ فاتَّبعْني، حتى تدخلَ معي مدخلي، قال: فانطلقت أقفوه، حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخلتُ معه، وحَيَّيْتُ رسولَ الله بتحية الإسلام، فقال: ((وعليكَ السلام، مَن أنت؟))، قلت: رجل من بَنِي غِفار، فعرَض عليَّ الإسلام، فأسلمتُ وشهدتُ ألاَّ إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجعْ إلى قومك، فأخبِرْهم، واكتُمْ أمرك عن أهل مكَّة، فإني أخشاهم عليك))، فقلت: والذي نفسي بيده لأصوتنَّ بها بين ظهرانيهم.

 

فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد ألاَّ إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله، فثار القوم إليه فضربوه، حتى أضجعوه، وأتى العبَّاسُ فأكبَّ عليه، وقال: ويلَكم! ألستم تعلمون أنَّه مِن غفار، وأنَّ طريق تجارتكم إلى الشام عليهم، وأنْقَذه منهم، ثم عاد من الغَدِ إلى مثلها، وثاروا عليه فضربوه، فأكبَّ عليه العباس فأنقذه، ثم لَحِق بقومه.

 

وقد كان أبو ذرٍّ إلى جانب زُهْده وقناعته، مجاهدًا يرخِّص نفسه في سبيل الله.

 

فَقَدَ أبو ذر بعيرَه وهو في طريقه إلى غزوة تبوك مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فتخلَّف يبحث عن بعيره علَّه يجده، وقيل: يا رسولَ الله، قد تخلَّف أبو ذر، وأبطأ به بعيرُه، فقال: ((دعوه فإنْ يك فيه خيرٌ فسيُلْحِقه الله بكم، وإن يك غيرَ ذلك فقد أراحكم الله منه))، ولَمَّا لم يجد أبو ذر بعيرَه حمل متاعَه على ظهره، ثم خرج يتبع أثرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماشيًا، ونزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض منازله، فنظر ناظرٌ من المسلمين، فقال: يا رسول الله، إنَّ هذا الرجل يمشي على الطريق وحْدَه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كُنْ أبا ذرّ))، فلما تأمَّله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو ذر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رَحِم الله أبا ذر، يمشي وحدَه، ويموت وحدَه، ويُبعث وحدَه)).

 

وتمرُّ الأيام، وإذا بعثمان بن عفَّان وهو خليفة المسلمين يسمع مِن آراء أبي ذرّ، واجتهاداته التي لا يوافقه عليها بقيةُ الصحابة، من تفسيره للمكنوز من المال، فهو لا يرى أن يباح ادِّخار شيء من المال فاضِل عن الحاجة، ورأى جميعُ الصحابة أنَّ الكَنْز الممنوع هو الذي لا تُؤدَّى منه الحقوقُ الواجبة، وخوفًا من أن تُحدِث آراء أبي ذر بلبلةً في صفوف المسلمين نفاه عثمان إلى الرَّبذَة[2]، وحين أوشك على الوفاة أوْصى امرأتَه وغلامه أن يُغسِّلاه ويُكفِّناه، ثم يضعاه على قارعة الطريق، وأن يستعينا على دفْنه بأوَّل رَكْب يمرُّ بهما، فأقبل عبدالله بن مسعود في رهط من أهل العراق معتمرين، فلم يَرُعْهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادتِ الإبل تطؤها، وقام إليهم الغلامُ، فقال: هذا أبو ذر صاحِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعينونا على دَفْنه، فبكى عبدالله بن مسعود، وقال: صَدَق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمشي وحدَك، وتموت وحدَك، وتُبعث وحدك، ثم نزل هو وأصحابه فواروه، ثم حدَّثهم ابن مسعود حديثَه، وما قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مسيره إلى تبوك.


[1] الشنّة: القربة الصغيرة.

[2] (الربذة) من قرى المدينة على ثلاثة أيام، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز، إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، واسمه جندب بن جنادة، وكان قد خرج إليها مغاضبًا لعثمان بن عفان - رضي الله عنه - فأقام بها إلى أن مات في سنة 32هـ؛ معجم البلدان لياقوت الحموي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة