• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة التاسعة والعشرون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10208

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطفيل بن عمرو

ومن هذه الصفات الحميدة، والخلال السامية، التي يتحلى بها صحابةُ الرسول الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - ننتقل إلى قصة إسلام الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي، وهي إحدى القصص التي يزدان بها التاريخ، وتردِّد صداها الأجيالُ عبر القرون الطويلة.

 

قدم الطفيل بن عمرو وأصحابه إلى مكة، وكان الطفيل سيدًا في قومه، وشاعرًا مفلقًا، فمشت إليه رجالاتُ قريش وقالوا: يا طفيل، إنك امرؤ شاعر، سيِّد مطاع في قومك، وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل، فيصيبك ببعض حديثه، فإنما حديثه كالسِّحر، فاحذَرْه أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا، فإنه يفرِّق بين المرء وابنه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وأبيه.

 

يقول الطفيل: فوالله ما زالوا يحدثونني وينهَوْنني أن أسمع منه، حتى قلتُ: والله لا أدخل المسجد إلا وأنا سادٌّ أُذني، قال: فعمدتُ إلى أذني فحشوتها كرسفًا[1]، ثم غدوت إلى المسجد، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا في المسجد.

 

قال: فقمت منه قريبًا، وأبى اللهُ إلا أن يسمعني بعضَ قوله، قال فقلت في نفسي: والله إن هذا للعجز، والله إني امرؤ ثبت، ما يخفى عليَّ من الأمور حسنُها ولا قبيحها، والله لأستمعنَّ منه، فإن كان أمره رشدًا أخذتُ منه، وإن كان غير ذلك اجتنبتُه.

 

فقلت بالكرسفة فنزعتها من أذني فألقيتها، ثم استمعت له فلم أسمع كلامًا قط أحسن من كلام يتكلم به، فقلت في نفسي: يا سبحان الله، ما سمعت قط كاليوم لفظًا أحسن منه ولا أجمل! قال: ثم انتظرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انصرف فاتَّبعته، فدخلت معه بيته، فقلت له: يا محمد، إن قومك جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا، فأخبرته بالذي قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق، فاعرض عليَّ دينك، وما تأمر به، وما تنهى عنه.

 

قال: فعرض عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام فأسلمت، ثم قلت: يا رسول الله، إني أرجع إلى دوس، وأنا فيهم مطاع، وأنا داعيهم إلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم، فادعُ الله أن يجعل لي آية تكون لي عونًا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: ((اللهم اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير)).

 

قال: فخرجت حتى أشرفت على ثنيَّة أهلي التي تهبطني على حاضرة دوس، قال: وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي ووالدتي، قال: فلما علوتُ الثنية وضع الله بين عيني نورًا كالشهاب، يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل، وأنا منهبط من الثنية، فقلت: اللهم في غيْر وجهي؛ فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم، فتحوَّل في رأس سوطي، فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق فيه حتى قدمت عليهم، قال: فأتاني أبي فقلت: إليك عني فلستُ منك ولستَ مني! قال: وما ذاك يا بُني؟ قال: قلت: أسلمتُ واتبعت دين محمد.

 

فقال: أي بُنَي، فإن ديني دينك، قال: فأسلم وحسُن إسلامه، ثم أتتني صاحبتي فقلت: إليكِ عني فلستُ منك ولستِ مني، قالت: وما ذاك بأبي وأمي أنت؟ قلت: قد أسلمتُ واتبعت دين محمد، فلستِ تحلين لي ولا أحل لك، قالتْ: فديني دينك، قال: قلت: فاعمدي إلى هذه المياه فاغتسلي بها وتطهري وتعالَي، قال: ففعلتْ ثم جاءت، فأسلمت وحسن إسلامها.

 

ثم دعوت دوسًا إلى الإسلام فأبت عليَّ وتعاصت، قال: ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، فقلت: يا رسول الله، غلب على دوس الزنا والربا، فادع الله عليهم، فقال: ((اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم))، ثم رجعت إليهم وقد هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام، حتى استجاب لي منهم من استجاب، وسبقني بدر وأحد والخندق مع رسول الله، ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس إلى المدينة، فكنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها حتى فتح الله مكة، فقلت: يا رسول الله، ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة، حتى أحرقه، قال: ((أجل، فاخرج إليه فأحرقه))، قال: فخرجت حتى قدمت عليه، قال: فجعلت أوقد عليه النار وهو يشتعل بالنار واسمه ذو الكفين، قال وأنا أقول:

يَا ذَا الكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادِكَا
مِيلاَدُنَا أَكْبَرُ مِنْ مِيلاَدِكَا
إِنِّي حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا

 

ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقمت معه حتى قبض.

 

قال: فلما بعث أبو بكر بعثَه إلى مسيلمة الكذاب، خرجت مع المسلمين ومع ابنِي عمرو بن الطفيل، حتى إذا كنا ببعض الطريق رأيت رؤيا، فقلت لأصحابي: عبِّروها، قالوا: وما رأيت؟ قلتُ: رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأن امرأة لقيتني وأدخلتْني في فرجها، وكان ابني يطلبني طلبًا حثيثًا فحيل بيني وبينه، قالوا: خيرًا، فقال: أما أنا - والله - فقد أوَّلتها.

 

أما حلق رأسي فقطعُه، وأما الطائر فرُوحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرضُ تحفر لي وأدفن فيها، فقد رجوت أن أُقتل شهيدًا.

 

وأما طلب ابني إياي، فلا أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفرنا هذا، فقُتل الطفيل شهيدًا يوم اليمامة، وجرح ابنه ثم قتل باليرموك زمن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - شهيدًا.


[1] الكرسف: القطن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة