• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثامنة والعشرون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 20495

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زيد بن حارثة

هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي القحطاني، أبو أسامة، كانت أمه سعدى بنت ثعلبة قد خرجتْ تريد قومها بني معن من طيئ، ومعها ابنها زيد وهو غلام، فأغارتْ خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية على أبيات بني معن، فأخذوا زيدًا، وهو يومئذٍ غلام يفعة، فوافوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم، وقد وهبتْه خديجةُ للرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد أن تزوجها، وكان عمرُ زيدٍ آنذاك ثماني سنين.

 

كان والد زيد قد أضناه الفراق، وأحزنه البعاد، وآلمه غياب ولده الصغير، وصار ينشد فيه الأشعار ويقول:

بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ
أَحَيٌّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الأَجَلْ
فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ سَائِلاً
أَغَالَكَ سَهْلُ الأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الجَبَلْ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرَ رَجْعَةٌ
فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ لِي بَجَلْ
تُذَكِّرَنِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا
وَتَعْرِضُ ذِكْرَاه إذَا غَرْبُهَا أَفَلْ
وَإِنْ هَبَّتِ الأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ ذِكْرَهُ
فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ
سَأُعْمِلُ نَصَّ العِيسِ فِي الأَرْضِ جَاهِدًا
وَلاَ أُسْأَمُ التَّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الإِبِلْ
حَيَاتِيَ أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي
وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الأَمَلْ
سَأُوصِي بِهِ قَيْسًا وَعَمْرًا كِلَيْهِمَا
وَأُوصِي يَزِيدًا ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ جَبَلْ

 

أجل، فحارثة يريد أن يوصي إخوة زيد وأقاربه بالبحث عنه، وممن يريد أن يهتموا بفلذة كبده جبلة بن حارثة أخو زيد، وهو أكبر من زيد سنًّا، ويزيد أخو زيد لأمِّه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل.

 

ويصادف أن ناسًا من كلب قد حجوا وشاهدوا زيدًا، فعرفهم وعرفوه، فقال لهم: أبلغوا أهلي هذه الأبيات، فإني أعلم أنهم قد جزعوا عليَّ، وهي:

أَحِنُّ إِلَى أَهْلِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا
فَإِنِّي قَعِيدُ البَيْتِ عِنْدَ المَشَاعِرِ
فَكُفُّوا مِنَ الوَجْدِ الَّذِي قَدْ شَجَاكُمُ
وَلاَ تُعْمِلُوا فِي الأَرْضِ نَصَّ الأَبَاعِرِ
فَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ
كِرَامِ مَعَدٍّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ

وحين سمع الوالد هذه الأبيات قال: ابني ورب الكعبة!

 

ولم يكد الأب يعرف مكان ولده حتى أسرع يغذ[1] السير هو وكعب؛ على أمل افتداء الولد، والعودة به سالمًا.

 

وقدما مكة، فسألا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبدالمطلب، يا ابن هشام، يا ابن سيِّد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكُّون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنُنْ علينا وأحسِن إلينا في فدائه، قال: ((من هو؟))، قالوا: زيد بن حارثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فهلا غير ذلك؟))، قالوا: ما هو؟ قال: ((أدعوه فأخيِّره، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء))، قالا: قد زودتنا على النصف، وأحسنتَ، فدعاه، فقال: ((هل تعرف هؤلاء؟))، قال: نعم، قال: ((من هذا؟))، قال: هذا أبي، وهذا عمي، قال: ((فأنا من قد علمتَ ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو أخترهما))، قال زيد: ما أنا بالذي يختار عليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم، فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟! قال: نعم؛ قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال: ((يا من حضر، اشهدوا أن زيدًا ابني يرثني وأرثه))، وطاف به على حلق قريش، يقول: ((هذا ابني وارثًا وموروثًا))، ويشهدهم على ذلك، فلما رأى ذلك أبوه وعمه، طابتْ أنفسهما فانصرفا، وسُمي زيدٌ بعد ذلك زيدَ بن محمد، حتى جاء الإسلام بالمنع من ذلك في قوله - تعالى -: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 5]، فسُمي زيد بن حارثة.

 

كان زيد من أحبِّ الناس إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان ابنه أسامة أيضًا من أحب الناس إليه، فكان يقال لأسامة: حِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن حِبِّه.

 

لما فرض عمر الأعطيات، أعطى أسامةَ أكثر مما أعطى ابنَه عبدالله بن عمر، فتساءل عبدالله: لِمَ لَمْ يُعطَ كما أُعطي أسامة؟ فقال عمر: إنه كان أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك، وإن أباه كان أحب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أبيك.

 

زوَّج الرسول - صلى الله عليه وسلم - زيدًا مولاتَه أمَّ أيمن، فولدتْ له أسامة، وبه كان يكنى، ثم زوَّجه زينب بنت جحش، وهي بنت عمته أميمة بنت عبدالمطلب، ثم لما طلقها زيدٌ زوَّجه أم كلثوم بنت عقبة، وأمها أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبدالمطلب، فولدت له زيد بن زيد ورقية، ثم طلَّق زيد أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب بن عبدالمطلب، ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير، وآخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين زيد وبين جعفر.

 

وقد كان زيد مجاهدًا شجاعًا، شهد بدرًا وما بعدها، وكان أميرًا في غزوة مؤتة، فقُتل شهيدًا.

 

قالت عائشة - رضي الله عنها -: ما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة في سرية إلا أمَّره عليهم، ولو بقي لاستخلفه.

 

وقال سلمة بن الأكوع: غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة سبع غزوات، يؤمِّره علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

كان زيد من أوائل المسلمين، حتى قيل: إنه أول من أسلم.

 

قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((وايم الله، إن كان لخليقًا بالإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ))، وكفى بها تزكية، وأعظِم بها من شهادة!


[1] يغذ السير: يسرع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة