• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة السادسة والعشرون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 14748

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان عدد المسلمين في وقعة اليرموك ستة وثلاثين ألفًا، أو أربعين ألفًا - على أكثر تقدير.

وكان عدد الروم مائتي ألف وأربعين ألفًا، قد خرجوا في تعبئة لم يُرَ مثلها، كما خرج المسلمون في تعبئة لم يُعلَم لها نظير سابق.

 

وفي ذلك اليوم كان القائد العام لجيش المسلمين خالد بن الوليد، فخطب فيهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذا يوم من أيام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلِصوا جهادكم، وأرضوا الله بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده.

ثم رتب قوَّاته ترتيبًا جديدًا.

 

واستكثر أحد رجال المسلمين قوات العدو - وهي كثيرة فعلاً - فقال: ما أكثرَ الرومَ وأقل المسلمين! فقال خالد على الفور: بل ما أكثر المسلمين وأقل الروم؛ إنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخذلان.

 

وينشب القتال، وإذا بالبريد يأتي بخبر هام، هو موت أبي بكر، وتولي عمر الخلافةَ، وعزل خالد، ويكتم خالد الخبر؛ حفظًا لقوة المسلمين من التشتت، وقال كلمته المشهورة: إنا لا نقاتل من أجل عمر.

 

لقد انتصر المسلمون انتصارًا هائلاً في هذه الموقعة التي انهزم فيها الروم أشنع هزيمة.

ويرى أحد قادة الروم بسالة خالد وحسن قيادته، فيخاطب خالدًا قائلاً: يا خالد، اصدقني ولا تكذبني، فإن الحرَّ لا يكذب، ولا تخادعني، فإن الكريم لا يخادع المسترسل: هل أنزل الله على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاكه، فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟ قال: لا، قال: ففيمَ سُميت سيف الله؟ فقال: إن الله بعث فينا نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - فكنت فيمن كذَّبه وقاتله، ثم إن الله هداني فتابعته، فقال: ((أنت سيف الله، سله الله على المشركين))، ودعا لي بالنصر.

 

قال: فأخبرني إلامَ تدعوني؟ قال خالد: إلى الإسلام، أو الجزية، أو الحرب.

 

وقد أسلم هذا القائد الرومي بعد أن وجَّه عديدًا من الأسئلة إلى خالد فأجابه عليها.

 

ولما انتهت المعركة العنيفة، سلم خالد القيادةَ لأبي عبيدة بن الجراح، ورضي بمقاسمة أبي عبيدة ماله كما أمر الخليفة.

 

إنها صورة من جهاد سيف الله، جهاد في سبيل الله، لا يروم مطمعًا زائلاً، أو سلطانًا عارضًا، ولا يبهره بريقُ النصر، ولا يجرفه تيارُ الغرور بما ناله من المجد الباهر.

 

ولما حضرت خالدَ بن الوليد الوفاةُ قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم هأنذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء!

 

وقال خالد أيضًا: لقد اندقَّ في يدي يومَ مؤتة تسعةُ أسياف، فما صبرتْ معي إلا صفيحةٌ يمانية.

 

وقال خالد عند موته: ما كان في الأرض من ليلة أحب إليَّ من ليلة شديدة الجليد، في سرية من المهاجرين أصبِّح فيهم العدو، فعليكم بالجهاد.

 

وقال: لقد طلبت القتل من مظانه، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عمل شيء أرجى عندي بعد أن لا إله إلا الله، من ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني، تمطر إلى صبح، حتى نغير على الكفار.

 

ثم قال: إذا أنا مت، فانظروا في سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله.

ولما حضرت خالدًا الوفاةُ أوصى إلى عمر فتولى وصيته، وسمع عمر راجزًا يذكر خالدًا، فقال: رحم الله خالدًا، فقال له طليحة بن عبدالله:

لاَ أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي
وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادَا

 

فقال عمر: إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه، وما كان يصنع في المال.

 

ولما توفي خالد خرج عمر في جنازته، وقال: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن دموعهن ما لم يكن نقعًا أو لقلقة[1].

 

لقد مضى خالد إلى جوار ربه، ولكن ذكره الشذي، وتاريخه العاطر، وجهاده المتألق، ما يزال منارًا في تاريخ الإسلام، ومثلاً رائعًا يهيب بأبناء الإسلام في كل زمان ومكان أن يسيروا على نهج خالد وإخوانه المؤمنين المجاهدين.



[1] اللقلقة: شدة الصوت واضطرابه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة