• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الرابعة والعشرون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 12466

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عامر بن عبدالله بن الجراح القرشي، أسلم قديمًا، فكان أحد العشرة السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وإلى المدينة، وشهد غزوة بدر وما بعدها، وقد ثبَت يوم أُحد، وانتزع الحلقتين من حلق المغفر من وجْه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسقطتْ ثنيتاه، وقال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل أمة أمينًا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)).

 

لما قدم أهل اليمن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلبوا منه أن يبعث معهم رجلاً يعلِّمهم السُّنة والإسلام، أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيد أبي عبيدة بن الجراح وقال: ((هذا أمين هذه الأمة، ولأبعثنَّ معكم رجلاً أمينًا حقَّ أمينٍ))، فاستشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة.

 

خرج أبو عبيدة يوم بدر مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخرج والده مع المشركين، وجعل الوالد يطارد ابنه يريد قتله، والابن يعرض عنه ويحاول الابتعاد عن وجهه، ولكن الوالد المشرك أصرَّ على مطاردة ابنه، وحينئذٍ قتل أبو عبيدة والدَه، وفيه نزل قوله - تعالى -: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ...﴾ الآية [المجادلة: 22].

 

بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص إلى غزوة ذات السلاسل من مشارف الشام، فخشي عمرو وطلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يمدَّه بالرجال المقاتلين، فندب النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس لهذا الغرض، فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمَّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددًا لعمرو بن العاص.

 

فلما قدموا على عمرو، قال: أنا أميركم، فقال الذين مع أبي عبيدة: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال عمرو: إنما أنتم مددي.

 

وهنا تجلَّتْ سماحة أبي عبيدة وحسن أخلاقه، فقال: تعلم يا عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لي: ((إن قدمت على صاحبك، فتطاوعا))، وإنك إن عصيتني أطعتُك.

 

كان لأبي عبيدة المنزلة الرفيعة، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحبه ويدنيه، ومن أحب الناس إليه، كما كان سامي المكانة لدى أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة.

 

لما توفي أبو عبيدة بطاعون عمواس، خطب معاذ بن جبل فقال في خطبته: وإنكم فُجعتم برجل ما أزعم والله أني رأيتُ من عباد الله قط أقل حقدًا، ولا أبرأ صدرًا، ولا أبعد غائلة، وأشد حياء، ولا أنصح للعامة منه، فترحموا عليه.

وقد كان زاهدًا متعففًا.

 

قدم عمرُ الشامَ فتلقاه أمراء الأجناد، فقال: أين أخي أبو عبيدة؟ فقالوا: يأتي الآن، فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلَّم عليه، وساءله حتى أتى منزله فلم يرَ فيه شيئًا إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذتَ متاعًا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن هذا يبلغنا المقيل.

 

وما حاجة أبي عبيدة في المال يقتنيه، والرياش[1] يجمعه، والأموال يدخرها؟ فهو لا ينظر إلى هذه الأشياء إلا نظرة زهد وقناعة، والأخذ منها باليسير الذي يعبُر به حياة فانية إلى حياة باقية، ودنيا غرور إلى دار مقيمٍ نعيمُها، فيها ما يبتغيه المؤمن الصادق، وما تتوق إليه نفسه أو يخطر على باله الرغبة فيه، ولو أراد أبو عبيدة كنز المال لكان له ما يريد، ولو أنه يحرص على الثروة لكانت طوع يديه وهو الأمير القائد وذو الشأن والمكانة.

 

رحم الله أبا عبيدة، وجزاه عن أمة الإسلام خيرًا.

 

وبعد، فهذا واحد من صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكرام، ومن السابقين إلى الإسلام، وممن عُرفوا بالبذل والجهاد والصبر والإيثار، إنه:

 

عبدالرحمن بن عوف

أحد العشرة الذين شهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين قال عنهم عمر: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو عنهم راضٍ.

 

أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وسائر المشاهد.

 

تصدَّق عبدالرحمن مرة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصف ماله، ثم تصدق بعد ذلك بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة.

 

قال فيه عمر - رضى الله عنه -: عبدالرحمن سيدٌ من سادات المسلمين.

 

وجُرح في يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، أصابه بعضها في رِجله فعرج، وأصيب في فيه فهتم[2]، وأوصى لكل من شهد بدرًا بأربعمائة دينار، فكانوا مائة رجل.

 

جرى بين عبدالرحمن بن عوف وخالد بن الوليد كلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالد: ((لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا في سبيل الله، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه)).

 

أجل؛ فعبدالرحمن بن عوف سيد من سادات المسلمين، وإنما يعرف الفضلَ من الناس ذووه، إنها إحدى الحكم التي أنطق الله بها الخليفةَ الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.



[1] الرياش: اللباس الفاخر.

[2] هتم: يقال: هتم فاه؛ أي: ألقى مقدم أسنانه، وانكسرت ثناياه من أصولها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة