• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

الحج

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 17/8/2010 ميلادي - 7/9/1431 هجري

الزيارات: 9670

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحجُّ أحدُ أركان الإسلام ودعائمه العِظام، شَرَعه الله لحِكم وغايات جليلة، يلتقي المسلِمُ بإخوانه المسلمين الذين جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميق؛ ليشهدوا منافعَ لهم، ويذكروا اسم الله في أيَّام معلومات.

 

يعبدون الله ويوحِّدونه، ويُهلِّلون ويُكبِّرون ويطوفون بالبيت، ويسعَون بين الصفا والمروة، ويقفون بعرفة، ويَبِيتون بمنى ومزدلفة، ويشهدون أعظمَ مجمع، وأكبرَ لقاء، في أشرف بقعة، وأفضل مسجد، أقبَلُوا منيبين مخبتين، يَحْدُوهم الأملُ في الفوز والقَبول، ويُقلِعون عن الذنوب والمعاصي، فما أجملَه مِن لقاء! وما أعظمَه من مجتمع!

 

نصيحة من الحسن البصري:

كان الحسن يقول: رَحِم الله عبدًا كسب طيِّبًا، وأنفق قَصْدًا، وقدَّم فضلاً، وجِّهوا هذه الفضولَ حيث وجهها الله، وضَعُوها حيث أمر الله، فإنَّ مَن كان قبلكم كانوا يأخذون من الدنيا بلاغَهم، ويُؤثِرون بالفضل.

 

وكان يقول: يا ابنَ آدمَ، لا غِنى بك عن نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر.

 

امتنان الله على الحاج:

على الحاجِّ أن يحمدَ الله على ما وفَّقه الله له مِن أداء نُسُك الحج، وما سهَّل له من الوصول إلى بيت الله الحرام، الذي تهفو له نفوسُ المؤمنين، وتشتاق لرؤياه قلوبُ المسلمين، وأن يشكرَ الله على أن يسَّر له بلوغَ أمنيته العزيزة في القيام بأحد أركان الإسلام، وما هيَّأ له من عبادات وحسنات، ودعاء وطواف.

 

وعلى الحاجِّ أن يبتعدَ عن كلِّ ما يُسيء إلى حجِّه، أو يخدش عبادتَه، فيجتنب اللغو والرفث، والفسوق والعِصيان، ويكثر من ذِكْر الله وعبادته، والتعاون مع إخوانه المسلمين، والحِرص على فَهْمِ الإسلام، وتلاوة القرآن، ونبْذ الخرافات والشِّركيات، والبدع والإلحاد، وأن يقومَ بواجبه في رِفعة الإسلام، وانتشارِه بكلِّ وسيلة مشروعة، بالجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، والقَلم واللِّسان، والقدوة الحسنة.

 

المواسم المفضلة:

المواسمُ المشرَّفة التي أنعم اللهُ بها على عباده، وجعلها مَيْدانًا للتنافس في عمل الخير والمسارعة إلى طاعةِ الله، وضاعَفَ فيها الحسنات، وهي مجالٌ فسيح يجد فيها المؤمنُ راحةً نفسية، واطمئنانًا قلبيًّا، ونقاوةً من شوائب الدنيا وأكدارها، ومطامعها ونزواتها، فمَن وفَّقه الله اغتنمَ الفرصة، وبادر إلى الصالحات، وأخبتَ إلى ربِّه وأناب، واستيقظ من غفلته، وهبَّ من رقدته؛ ليراجعَ حسابه، وليعيدَ النظر في سيرته، ويُحاسِبَ نفسه قبل أن يُحاسَب، ويزنها قبل أن يُوزن.

 

كلام نفيس:

قال ابن القيم في "زاد المعاد":

"ومن هذا؛ اختيارُه - سبحانه وتعالى - من الأماكن والبِلاد خيرَها وأشرفَها، وهي البلد الحرام، فإنَّه اختاره لنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجعلَه مناسكَ لعباده، وأوجب عليهم الإتيانَ إليه من القُرْب والبُعْد من كلِّ فجٍّ عميق، فلا يدخلونه إلاَّ متواضعين متخشِّعين، متذلِّلين كاشفي رؤوسهم، متجرِّدين عن لباس أهل الدنيا، وجَعَله حرمًا آمنًا، لا يُسفَك فيه دم، ولا تُعضَد به شجرة، ولا يُنفَّر له صيْد، ولا يُختلَى خلاه، ولا تلتقط لُقطتُه للتمليك، بل للتعريف ليس إلاَّ، وجعل قصدَه مكفِّرًا لِمَا سلف من الذنوب، ماحيًا للأوزار حاطًّا للخطايا.

 

ولو لم يكن البلدُ الأمين خيرَ بلاده وأحبَّها إليه ومختارَه من البلاد لَمَا جعل عرصاتِها مناسكَ لعباده، فَرَض عليهم قصدَها، وجعل ذلك من آكدِ فروض الإسلام، وأقسم به في كتابه العزيز في موضعين.

 

وليس على وجهِ الأرض بقعةٌ يجب على كلِّ قادر السعيُ إليها، والطوافُ بالبيت الذي فيها غيرها، وليس على وجهِ الأرض موضعٌ يُشرَع تقبيلُه واستلامه، وتُحطُّ الخطايا والأوزار فيه غير الحَجر الأسود، والركن اليماني".

 

♦ قال مورِّق العجلي: ضاحكٌ معترِف بذنبه، خيرٌ مِن باكٍ يدلُّ على ربِّه.

 

♦ قال الشيخ محمد بن علي الشوكاني في كتابه "شرح الصدور بتحريم رفْع القبور":

"فلا شكَّ ولا ريبَ أنَّ السبب الأعظم الذي نشأ منه هذا الاعتقادُ في الأموات هو ما زيَّنه الشيطانُ للناس، من رفْع القبور، ووضْع الستور عليها وتجصيصها، وتزيينها بأبلغِ زينة، وتحسينها بأكملِ تحسين، فإنَّ الجاهل إذا وقعتْ عينُه على قبر من القبور قد بُنِيت عليه قُبَّة فدخلها، ونظر على القبور والستور الرائعة، والسُّرُج المتلألئة، وقد سطعتْ حوله مجامر الطِّيب، فلا شكَّ ولا ريبَ أنَّه يمتلئ قلبُه تعظيمًا لذلك القبر، ويضيق ذهنُه عن تصوُّر ما لهذا الميِّت من المنزلة، ويدخلُه من الروعة والمهابة ما يزرعُ في قلبه من العَقائد الشيطانيَّة التي هي مِن أعظمِ مكائد الشيطان للمسلمين، وأشد وسائله إلى ضلال العباد ما يُزلزِله عن الإسلام قليلاً قليلاً، حتى يطلبَ من صاحب ذلك القبر ما لا يَقْدِر عليه إلاَّ اللهُ - سبحانه - ويصير في عِدادِ المشركين".

 

فائدة:

قال النووي: "وأمَّا الذبح لغير الله، فالمراد به أن يذبح باسم غيرِ الله كَمَن ذبح للصنم، أو للصليب، أو لموسى أو عيسى، أو للكعبة ونحو ذلك، وكلُّ هذا حرام، ولا تحلُّ هذه الذبيحة، سواء كان الذابح مسلمًا أو نصرانيًّا أو يهوديًّا، نصَّ عليه الشافعي، واتَّفق عليه أصحابُنا، فإنْ قصد مع ذلك تعظيمَ المذبوح له غير الله والعبادة له كان ذلك كُفرًا، فإن كان الذابح قبل ذلك مسلمًا صار بالذبح مرتدًّا".

 

للذكرى:

في سنة 421 هـ وَصَل أرمانوس ملِكُ الروم إلى حلب، ومعه ملك الروس، وملك البلغار، والألمان والبلجيك، والخزر والأرمن في ستمائة ألف من الفرنج، فقاتلهم شِبلُ الدولة نصرُ بن صالح، صاحبُ حلب فهزمهم، وتبِعهم إلى عزاز، وأسَرَ جماعةً من أولاد ملوكهم، وغَنِم المسلمون منهم غنائمَ عظيمة.

 

♦ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ردِّه على ابن البكري:

"وهؤلاء الغُلاة المشركون إذا حصَل لأحدِهم مطلوبُه - ولو مِن كافر - لم يُقبِل على الرسول، بل يطلب حاجتَه من حيث يظنُّ أنها تقضَى، فتارةً يذهب إلى ما يظنُّه قبر رجل صالح، ويكون فيه قبر كافر أو منافق، وتارةً يعلم أنَّه كافر أو منافق، ويذهب إليه كما يذهب قومٌ إلى كنيستهم، أو إلى موضع يُقال لهم: إنَّها تُقبَل فيه النذر، فهذا يقع فيه عامَّتُهم.

 

وأما الأول: فيقع فيه خاصَّتُهم، حتى إنَّ بعض أصحابنا المباشرين لقضاء القضاة لَمَّا بَلَغه أني أنهى عن ذلك صار عنده من ذلك شُبهةٌ ووسواس لِمَا يعتقده من الحقِّ فيما أذكره، ولِمَا عنده من المعارضة لذلك، قال لبعض أصحابنا سرًّا: أنا جربتُ إجابةَ الدعاء عند قبر بالقرافة، فقال له ذلك الرجل: فأنَا أذهب معك إليه؛ لتعرفَ قبر مَن هو، فذهب إليه فوجدَا مكتوبًا عليه "قبر علي"، فعَرَفوا أنَّه إمَّا رافضي، وإمَّا إسماعيلي.

 

وكان في البلد جماعة كثيرون يظنُّون في العُبيديِّين أنَّهم أولياء الله الصالحون، فلمَّا ذكرتُ لهم أنَّ هؤلاء كانوا منافقين زنادقة، وخيار مَن فيهم الرافضة، جعلوا يتعجَّبون ويقولون: نحن نذهب بالفَرَس التي فيها مغل إلى قبورهم، فتُشفَى عند قبورهم، فقلتُ لهم: هذا مِن أعظم الأدلَّة على كفرهم، وطلبتُ طائفة من سياس الخيل فقلتُ: أنتم بالشام ومصر، إذا أصاب الخيلَ المغل أين تذهبون بها؟ فقالوا: في الشام نذهب بها إلى قبور اليهود والنصارى، وإذا كنَّا بأرض الشمال نذهب بها إلى القبور التي ببلاد الإسماعيليَّة كالعليقة والمنيعة ونحوهما، وأمَّا في مصر فنذهب بها إلى دير هنا للنصارى، ونذهب إلى قبور هؤلاء الأشراف - وهم يُظنُّون أن العبيديِّين أشرافٌ لِمَا أظهروا أنهم من أهل البيت - فقلت: هل تذهبون بها إلى قبور صالحي المسلمين مثل الليث بن سعد، والشافعي، وابن القاسم، ونفيسة، وغير هؤلاء؟ فقالوا: لا، فقلت لأولئك: اسمعوا، إنَّما يذهبون بها إلى قبور الكفَّار والمنافقين، وبَيَّنتُ لهم سبب ذلك، فقلت: لأنَّ هؤلاء يُعذَّبون في قبورهم، والبهائم تسمع أصواتهم - كما ثَبَت ذلك في الحديث الصحيح - فإذا سمعتْ ذلك فزعتْ بسبب الرُّعب الذي يحصل لها، فتنحل بطونها فتروث، فإنَّ الفَزَع يقتضي الإسهالَ، فتعجَّبوا من ذلك، وهذا المعنى كثيرًا ما كنتُ أذكره للناس، ولم أعلمْ أنَّ أحدًا قاله، ثم وجدتُه قد ذكره بعضُ العلماء".

 

عالم مائج:

المسلمون كثيرون في هذا العالَم المائج، والأعداء يتربَّصون بهم، وعصابات اليهود قد انتهكتِ الحُرمات، واعتدتِ على الآمنين، واحتلَّت بلدانًا إسلاميَّة عزيزة، ودنَّست المسجد الأقصى، وهدمت البيوت، وسجنت الألوفَ من الرِّجال والنِّساء والأطفال، وتبجَّح قادة الإجرام فيها بقوَّتهم وغلبتهم، وليس للمسلمين طريقٌ إلاَّ طريق واحد، هو الجهاد في سبيل الله.

 

السفر:

"السفر قطعةٌ من العذاب": هذا نصُّ حديث صحيح، وهو من معجزات النبوَّة، فمهما كثُرت وسائلُ الترفيه، وتعدَّدتْ أساليب الراحة في الأسفار، وقرَّبت الطائراتُ المسافاتِ الشاسعةَ، وقطعتها في ساعات بدلَ الشُّهور، وأصبح التنقُّل بين القارات والمدن شيئًا أشبهَ بالأساطير والخيالات، فإنَّ هَمَّ السفر وتخوفاتِه ومقدِّماته ولوازمَه ونتائجه، والقلق المصاحب له - كل أولئك تجعله قطعةً من العذاب، وإن كان مرفَّهًا تحلق به الطائرة فوق السحاب، وكأنَّه في مجلسه مستقرٌّ وادع.

 

إنَّ ذلك من معجزات النبوَّة ودلائلها، فهل فكَّرْنا في نصوص القرآن والحديث، واستخرجْنا المدلولاتِ العميقةَ لهمَا، والأسرارَ الكامنة فيهما؟ وهل تأمَّلْنا الدلائلَ القرآنيَّة، والأحاديث النبويَّة بإمعان؛ لنجدَ العظمة والبراهين الساطعة، والحُجج الدامغة والمعاني الرائعة؟ أم أنَّ الكثيرين قد شُغِلوا بالتفاهات، ومبتذل الكلام، وهذيان المهوسين، وأعرضوا عن نصوص القرآن الكريم، والحديث الشريف؟!

 

وأيُّ مأساة هذه لأمَّة دِينُها الإسلام، وترنو لعزٍّ مكين، ومجد باذِخ، ولكنَّها لا تتخذ لذلك الأسباب، ولم تَعدَّ له العُدَّة، وما برحت سادرةً في اللهو، معرضةً عن أسباب القوَّة والمنعة وسلوك المحجَّة الناصعة.

تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا
إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ

 

♦ قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: "اسألوا ربَّكم كلَّ شيءٍ حتى الشسع، فإنَّه إن لم يُيسِّرْه لم يتيسر".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة