• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

فلنتذكر فلسطين

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: الدعوة، العدد 130، وتاريخ 4/9/1387هـ.

تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 26/8/1431 هجري

الزيارات: 10110

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طافتْ بذهني أشياءُ كثيرة وأنا أطوح النظر وأصعد الفكر بين ماضٍ بعيد وحاضر قريب، وتذكَّرت أني قد استقبلت لتوي شهر رمضان المبارك، ومرَّت الخواطر مائجة صاخبة لا تلوي على شيء، تدوِّي هادرةً قاصفة حينًا، ومتَّئدةً رزينة آونة، وكئيبةً حسيرة وقتًا، وفي لحظات اعتورتْني أحاسيسُ شتَّى، وانفعالات متباينة، وخواطر مختلفة، ودهشت لهذه الذكريات المزدحمة السريعة التي لا تعطيني فرصة لآخذ أنفاسي وأجمع أشتاتي، وقلت: لعل ذكرى بدر يوم انتصر الإسلام وتهاوى الكفر، تعيد الثقةَ إلى نفوسٍ أدمتْها الآلام، وقطعتها النكبات، وأرَّقها الحزن والبكاء، في شهر رمضان كانت غزوة بدر فانتصر الرسول-صلى الله عليه وسلم- وهزم المشركون واندحروا.

 

والمسلمون اليومَ وقد توالت عليهم المحن، وتكالب عليهم الأعداء، ودنس العدو المسجد الأقصى، يعيث فيه فسادًا، ويتيه فيه عتوًّا، بعد هزيمة كان وقعها أليمًا، وخطبها جسيمًا؛ بيد أنها لم تدع إلى اليأس، ولم تسلم إلى الهوان - يتذكرون معركة بدر في شهر رمضان، وينتظرون معركة يلقنون فيها الصهاينة درسًا يطيِّر ما تبجحوا به وتفاخروا، حتى طاش سهم وزير دفاعهم فتغطرس في إلحاده، وبطر في عدوانه، وعندها يعرف قدره، ويتلاشى غروره، كأسلاف له يحتذي حذوهم، ويقتفي خطاهم[1].

 

ولنعد لتاريخ عظيم؛ لتكون القدوة جلية، والنهج واضحًا، ولنبصر من نوافذه وقعات وحالات.

 

بعدما اندحر المشركون يوم بدر، جمع الرسول بني قينقاع، وخاطبهم ناصحًا ومحذرًا قائلاً: ((يا معشر اليهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا؛ فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم، وعهد الله إليكم))، ولكن اليهود - على طريقتهم في العدوان والتعالي - ردُّوا على الرسول: "يا محمد، إنك ترى أنَّا قومك! لا يغرنك أنك لقيتَ قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، وإنا والله لئن حاربناك لتعلمنَّ أنَّا نحن الناس"، هكذا كانوا في سفاهتهم.

 

وحاربهم الرسول فكانوا الأذلاء، ونزلوا على حُكمه يصنع بهم ما يريد، بعد حصار دام خمسة عشر يومًا، وكاد يقتل مقاتلتهم عن آخرهم، ثم تركهم لطلب عبدالله بن أبي.


وفي غزوة بني قريظة حاصرهم الرسول خمسًا وعشرين ليلة؛ جزاء لخيانتهم وتمالئهم مع الأحزاب، وقذف الله الرعبَ في بني قريظة وهم في حصون منيعة، وعدة وعتاد، وكانوا في بدء أمرهم يتبجحون ويؤلبون، ثم يتحصنون للحرب ويشتمون الرسول والمسلمين.

 

ولما دنا الرسول من حصونهم، ناداهم بصفاتهم اللائقة بهم قائلاً: ((يا إخوان القردة، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟))، وأخيرًا نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فكان أن قتل المقاتلة، وسبي الذرية والنساء، وغنمت أموالهم، وكان مصيرهم البوار والتباب، واليهود الماكرون يأبون إلا المؤامرات والفتن والتحريض على المسلمين.

 

وكان بنو النضير قد سوَّلت لهم أنفسهم أن الرسول غافل عنهم، أو عاجز عن ردعهم، وسرعان ما اضمحل وهمُهم حين أبصروا جيش المسلمين قد دهمهم، ففروا لا يلوون على شيء، وقال الرسول-صلى الله عليه وسلم- كلمته الخالدة: ((الله أكبر! خربتْ خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فسَاءَ صباحُ المنذرين))، ولم تغنهم حصونهم وحيطتهم، فسقطتْ حصونهم واحدًا إثر واحد، واستبان لهم بعد طول غيٍّ أنهم الأخسرون.

 

وتمضي السِّنون ويكون عمر بن الخطاب الخليفة الراشد يطهر جزيرة العرب من أرجاس اليهود، ويجليهم عنها نهائيًّا؛ عملاً بوصية الرسول، وتتوارد الخواطر والذكريات التاريخية، فهذا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله وابن حِبِّه، يبعثه الرسول في جيش عظيم إلى فلسطين، ويضم هذا الجيش كبارَ الصحابة وأعيانهم، ويمرض الرسول مرضه الذي قبضه الله فيه، وكان أسامة معسكرًا بجيشه على بعد ثلاثة أميال من المدينة، ويستبطئ الرسول ذهاب الجيش، فيؤكِّد على سرعة إنفاذه؛ بل لقد خرج عاصبًا رأسه من المرض؛ ليجلس على المنبر ويخطب في الناس قائلاً: ((أيها الناس، أنفذوا جيش أسامة)).

 

وفي خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان فتح فلسطين سنة 15 هـ، وظلت بلدًا إسلاميًّا يحافظ فيه المسلمون على بيت المقدس، وعلى ما أنيط بهم من مسؤولية، وفي الحروب الصليبية غزاها الصليبيون واستولَوْا عليها نحوًا من تسعين سنة، حتى خلصها صلاح الدين في 27/7/583هـ وعادت بلدًا إسلاميًّا.

 

وفي هذا القرن نفذت المخططات الاستعمارية العدوانية، ومنذ عشرين سنة اغتصبت اليهود قسمًا كبيرًا من فلسطين، وبعد النكبة الأخيرة منذ عدة أشهر صارت فلسطين كلها تحت سيطرة اليهود الأرجاس، ومع ذلك فإن للمسلمين مع عصابات الصهاينة أيامًا ومعاركَ لن تقف عند هزيمة بُيِّتَتْ بليلٍ وتآمر فيها أعداء كثيرون.

 

وقد يكون فيما مضى دروس وتدارك للخطأ، وتعاون بين المسلمين لاسترجاع فلسطين وتطهيرها من عدوان اليهود ومن يمالئهم من أعداء المسلمين، ونحن في رمضان الذي يصومه المسلمون في أقاصي الدنيا، جديرٌ بنا أن نأخذ في الاعتبار أهمية دور المسلمين في دفع الطغيان عنها.

 

فلسطين التي فتحها المسلمون في زمن عمر بن الخطاب، وخلصها صلاح الدين بجيوش المسلمين وتآزرهم، وتصميمهم على إنقاذها، تحت علم التوحيد وراية الإسلام.


ـــــ

[1] أصيب بجروح وكسور إثر انفجار لغم في سيارته وضعه الفدائيون الفلسطينيون. (المؤلف).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة