• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

ألم يتعظوا؟

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في الجزيرة العدد 164 في 29/6/1387، ونشرت في المدينة العدد 1077 في 1/7/1387هـ.

تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 26/8/1431 هجري

الزيارات: 9303

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يبدو أنَّ بعضَ زعماء العرب، وكُتَّابهم ومذيعيهم لم يأخذوا درسًا مما مرَّ بهم من تجارِبَ قاسية، ولم يتعمَّقوا إلى فَهْم أسباب النكبات على الرغم من جلائها، كما أنَّ بعض مَن لا يرتضون هذا السلوك ما فَتِئوا يقفون موقفًا ضعيفًا، فيه الكثيرُ من المسايرة غيرِ المحمودة، والسلبية تُجاهَ أولئك الذين يتخبَّطون على غير هُدًى، ويسيرون على غيرِ ضياء، ولو استمرَّ الوضعُ على هذا المنوال، فمعنى ذلك انتظارُ سَيْل من النكبات، وأمواج من النكسات، وكل مَن تدبَّر الواقع، وأعاد الكَرَّة إلى الماضي البعيد والقريب لا بدَّ أن تنجليَ الحقيقة أمامَه، ويدرك أنَّ ذلك ليس ضربًا من التنجيم، ولا شططًا من القول المتشائم، وأيُّ زعيم - أو مفكِّر - أو كاتب يُحجِم عن الجهر بالحق، ولا سيَّما في هذه الأوقات العسيرة، فهو بذلك يطعن أمَّتَه وعقيدته طعنةً نجلاءَ، ويوجِّه سهمًا قد لا يقوى العدوُّ على توجيه مثله، وبعد هذه المقدِّمة، يحسن أن أدخل في صُلْب الموضوع:

إنَّ الأمَّة العربية وهي جزء من الأمة الإسلامية - والشاذ لا حُكم له - قد هان أمرُها، وضعُف شأنها منذ أن ابتُليتْ بالشِّعارات المناهضة للإسلام، ومنذ أن دبَّت فيها النعراتُ القومية والإقليمية، فمزَّقها المستعمرون الصليبيُّون، والشيوعيُّون الملحِدون، والصِّهْيَونيون الباغون شرَّ تمزيق، وقطَّعوها إربًا، وعندما بدأتْ تعي واقعها، وتحسُّ بخطئها تراجَع أقوام منها لهم دَورٌ بارز في الجهاد والإرشاد والتنبيه، فهبَّتْ تقاوم بعزيمة، وتمضي بقوة، غيرَ عابئة بضخامة العدوّ، ولا مهتمة بأساطيله ودبَّاباته وطائراته، وانتصرتِ الأمَّة العربية على المستعمرين في كثيرٍ من المواطن، ولكنَّ بعضًا من زعمائها صرَفها عن اتجاهها الصحيح بما بثَّه من عقائدَ مناقضةٍ للإسلام، وبما انتهجه مِن ابتعاد عن الدول الإسلامية غير العربية، بل وبوقوفه إلى جانب أعداء الإسلام ضدَّ المسلمين في بعض الأحيان، وهذا معروف ولا نودُّ الخَوْض فيه الآن.

 

وفي هذه الظروف بالذات لولا أنَّ الصراحة الهادِفة تقتضي مثلَ هذا القول، وأن تبحث الأسباب والعِلل والمقدِّمات والنتائج - كما يقول المناطِقة - بحثًا دقيقًا.

 

لقد أيَّد بعضُ زعماء العرب اليونانيِّين في قبرص في عدوانهم على المسلمين الأتراك، ووقف بكلِّ طاقاته ودعايته إلى جانب القَتَلة في زنجبار الذين أراقوا دماءَ المسلمين غزيرة، وطبَّلوا وزمَّروا لبطل أفريقيا المزعوم الذي يضطهد المسلمين في أرتيريا والحبشة أشنعَ اضطهاد، ويأمر بإحراقهم أحياءً، بعدَ صبِّ الزيت عليهم، وعندما وقَعَ العدوان الإسرائيلي على البلاد العربية، وانتهكتِ المقدَّسات الإسلاميَّة، وقف أولئك الصليبيُّون ضدَّ العرب والمسلمين، وصارتْ بلادهم مواقعَ للعدوان، ومراكز تُوجَّه منها الغاراتُ على المسلمين والعرب بكلِّ أشكال الغارات، ولكنَّ المسلمين هم الذين صمدوا مع العرب عندما تخلَّى عنهم الشرقُ والغرب، وراحوا يبحثون عن الأصدقاء، فلم يجدوهم، وإنما رَأَوْهم يلتقون مع الأعداء صفًّا إلى صفّ، وجنبًا إلى جنب، فالغاية واحدةٌ، وإن اختلفتِ الأساليب.

 

واليومَ نشهد مِن بعض زُعماء العرب مَن يتشبَّث بالخيوط الواهية، والآمال الكاذبة، ويدَّعي أنَّ نجاتَه في سفينة الاشتراكيِّين، وأنَّ الذين خذلوه هم النصيرُ الذي ينبغي أن يُنحازَ نحوهم، متجاهلاً الأحداثَ والمعقولات، وهذا الاستمرارُ في تجاهل التعاون بين الدول الإسلاميَّة، سيكون من أقوى أسباب النكسات الآتية، كما كان من أهمِّ عوامل النكبات الماضية، ومِنَ المستغرَب أن يظلَّ هذا الوضعُ الجامِد مخيمًا على طريقة معالجة المشاكل، وألاَّ يُسارَ بسرعة وحَزْم في تقوية الأواصر بين الدول الإسلامية، مع أنَّ هذا هو الطريقُ الصحيح، وكلُّ الطرق سواه مزالِق ومخاطر، ثم كوارث، ولقد وقفتْ باكستان والصومال، ودولٌ إسلامية عديدة موقفًا مشرِّفًا، وأبدتْ رغبتها في المساهمة في ردِّ العدوان، ومناصرة القضايا العربية الإسلامية، والذَّوْد عن بيْت المقدِس، والمسجد الأقصى، وكنَّا ننتظر أن يصدر قرارٌ إجماعيٌّ من الدول العربية بالترحيب بهذه المبادرة، والتنويه بهذه المواقِف المشرِّفة، ولكن مع الأسف لم يحصل مِن ذلك شيء، كما أنَّ معالجة القضايا على نِطاق إسلامي لم يتحقَّق حتى الآن.

 

وأضرب مثلاً قريبًا - مضافًا إلى قضية فلسطين: الحرْب في نيجيريا، وهي بين الصليبيَّة والإسلام، يناصِر أعداءُ الإسلام فيها المنشقِّين، ويحاولون تقطيعَ أواصر نيجيريا؛ البلد الإسلامي العظيم.

 

فلماذا تعالَج هذه القضية مِن قِبل رؤساء الدول الأفريقية، ولا تُعالَج من قبل الدول الإسلامية؟ مع أنَّها أمسُّ بها وأحرص، بينما لا يُخفِي بعضٌ من رؤساء الدول الأفريقية تعصُّبَهم ضدَّ المسلمين، وعداءهم السافر لهم.

 

إنَّ على الدول العربية أن تختارَ بين العزِّ في ظلِّ التضامُن الإسلامي، وبين الذلِّ في الفُرقة والشِّقاق، واتباع الأصوات الناشزة، والأفكار المدمِّرة، وبالتالي النتائج المُرَّة، والهزائم المنكَرة.

 

وما أظنُّ الدول الإسلام سترضَى لنفسها أن تكون نهبًا للنعرات والفُرقة، وحسبُها ما عانتْه من جرَّاء الانقسام والتعصُّبات القومية والإقليمية، والشعارات الماركسية والبعثية مِن ضعْف وانحطاط.

 

والأملُ وطيدٌ أنَّ هذه الأمَّة التي كانتْ في يوم من الأيام سيِّدةَ العالَم ومرشدتَه، وعاملَ إيقاظه وازدهاره، سوف تعود إلى خطَّتِها الرشيدة، وتتعظ من الأحداث، وإنَّ غدًا لناظره قريب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة