• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

وعادت حليمة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في الجزيرة العدد 161 في 8/6/1387هـ.

تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 26/8/1431 هجري

الزيارات: 10246

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وعادتْ حليمة إلى عادتها القديمة، وحليمة التي نعنيها هي إسرائيل، التي تحرَّشت من جديد بكلٍّ من مصر والأردن، وبدأتْ بإطلاق النار، وهكذا دأبتِ العصابات الصِّهْيَونية منذ عشرين سَنَة، ومن يوم احتلالها لفلسطين، وهي تبتدئ بالعدوان على العَرَب حتى تجاوزتِ المئات، وهذا شيءٌ يدعو للغرابة والأسف، فإنَّ بقاء العرب على هذا المنوال معناه إظهار الضَّعْف والاستكانة للعدوّ، وإبداء العجْز أمامه، وما أحسبُ العرب قد بلغوا هذه الدرجةَ من الهوان، ولكن سوء التقدير للمواقِف في الماضي، وانشغال بعض الدول العربية بأمور تافِهة، هي التي أوصلتْهم إلى هذا المستوى، ممَّا أعطى المجال لإسرائيل ولدعايتها أن تنتشرَ، وتعشِّش في أذهان كثيرٍ من الغربيِّين على أنَّها دولة قويَّة لها شأنها، بحيث يخافها العربُ أجمعون، ولا يستطيعون مقاومتَها، والغرب يحترمُ القويَّ ويؤيِّده.

 

وقد كان مما ألِفه العرب من الصهاينة أنَّ تحرشاتِهم واستفزازاتِهم تأتي عادةً مقدِّمة لهجوم واسع، وعدوان كبير قد خُطِّط له مقدَّمًا، ووُضعتْ أسسه سلفًا، وهي تبدأ بالتحرُّش لتعرفَ مقدار قوَّة العرب واستعدادهم، فإن رأتْ ردًّا سريعًا وحاسمًا، نكصتْ وانزوت رَيْثما تُتاح لها فرصةٌ أخرى أكثر ملاءمة، وإن رأتْ أنَّ العرب غافلون وغير مستعدين اختارتِ الثغراتِ لتَلِجَ منها، ولتقوم بأعمال عسكريَّة واسعة، تنال بعدها إعجابَ الغرب وتهانيَه، بينما يكون نصيبَ العرب في نظره الاحتقارُ والعداء، واليوم إذ يحاول العدوُّ التحرشَ المرَّةَ تلوَ المرة، ويبدأ بإطلاق النار في أعقاب الهزيمة التي لحِقتْ بالعرب لأسباب، بعضُها معلوم، وبعضُها لم يزل في مجاهِل الخفاء، فإنَّ من واجب المسلمين أن يكونوا أكثرَ استعدادًا وحذرًا، ((ولا يُلدغ المؤمنُ من جُحر مرَّتين))، وقد لُدِغوا مرارًا وتَكرارًا، وإنَّ العدوَّ أقلُّ شأنًا، وأضعفُ إمكاناتٍ مما يصوِّر به نفسَه، وما تصوره به الدعاية المغرِضة، ولدى المسلمين من الإمكانات ما يقدرون بواسطته على الصمود، وعلى قهْر العدوّ، وإلْحاق الهزائم به، بل وعلى تدميره لو أحسنوا الاستفادةَ من إمكاناتهم، وحزموا أمرَهم، وخَطَّطوا لمواجهة العدوِّ ومَن يمالئه، ويمدُّه بالسلاح والمعونات والتأييد، في صدق وإيمان، واعتماد على الله، ثم استخدام للوسائل التي يملكونها، وتقدير الموقف تقديرًا صحيحًا، بعيدًا عن الغرور والأهواء، ونأيٍ عن الخور والضياع.

 

والمسلِمون في أنحاء الدنيا مطالَبون بأن يدافعوا عن المسجد الأقصى الشريف، وعن بلاد المسلمين التي دنَّسها الأعداء، وجعلوا منها أماكن للهو، وقواعد للعدوان، وتباهيًا بأمجاد الصهاينة المزعومة، واجب المسلمين أن يغسلوا العار، وأن يُلقِّنوا المعتدين دروسًا حيَّة في خطورة العَبَث بالأماكن الإسلامية، والأراضي العربية، وحتى يثبتَ المسلمون أنهم أهل غَيْرة، وأنهم ليسوا لُقمةً سائغةً لِمَن يريد ابتلاعَهم، بل إنهم أهلٌ للذود عن حِياضهم وكراماتهم، وإنهم يعيدون الأمجادَ والبطولات، التي عرفتْها الدنيا عن المجاهدين والمفكِّرين، وحاملي مشاعل النور من المسلمين من أمثال خالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبي، والعز بن عبدالسلام، وغيرهم ممَّن لا يتَّسع المقام لذِكْرهم، مطلوبٌ من المسلمين أن يهجموا على إسرائيل ويحطموها، لا أن ينتظروا عدوانها، والمسلِمون اليوم مدعوون إلى أن يثبتوا وجودَهم، وأن يبرهنوا للعالَم أنهم ليسوا كما يصوِّرهم الأعداءُ في دعايتهم المشوشة، بل هم أحفاد لأسلاف كرام يردِّدون مع الشاعر قوله:

 

لَسْنَا وَإِنْ كَرُمَتْ أَوَائِلُنَا
يَوْمًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ
نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا
تَبْنِي وَنَصْنَعُ مِثْلَ مَا صَنَعُوا

 

وليقولوا للدنيا: ها نحن كما تعلمون عن أسلافنا الصالحين، وزعمائنا الفاتحين، وعلمائنا النابهين، وأنَّه إذا كانتْ عواملُ عديدةٌ قد عملتْ عملَها في إضعافنا وتخلُّفنا، فتكالب علينا الأعداءُ وتألَّبوا، فقد نفضنا غبارَ هذا التخلُّف، وعُدْنا إلى وضعنا الصحيح، متأسِّين بخيار أمتنا على ضوْء شريعتنا الغرَّاء، التي أنارتِ العقول والأذهان، ومنحتِ الدنيا فضائلَ ومكارم، فشعَّ فيها العلم والعِرفان، وارتقتْ من كبوتها، ونهضتْ من تأخُّرها، أجَلْ فنحن على نهْج الإسلام سائرون، ولمجدِ أمَّتنا معيدون، وما ذلك ببعيد، وإن خاله المخدوعون ضربًا من الخيال، أو عبثًا من القول، وإنَّ غدًا لناظره قريب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة