• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

مصنع الطائرات الإسرائيلي

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في الدعوة العدد 111 في 17/4/1387هـ.

تاريخ الإضافة: 5/8/2010 ميلادي - 24/8/1431 هجري

الزيارات: 9903

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إسرائيل تُنشِئ مصنعًا لتجميعِ الطائرات في الأراضي المحتلَّة بالاتِّفاق مع فرنسي يهودي، تتحمَّل إسرائيل ثلاثةَ ملايين دولار من تكاليفه، بينما يتحمَّل اليهودي الفرنسي ثلاثةَ ملايين دولار، وبهذا يكون رأسُ المال (قد غطي) على لغة التجار ثلاثةَ ملايين دولار فقط، استطاعت إسرائيل أن تبنيَ بها مصنعًا للطائرات، أليس هذا ما يدعو إلى الدهشة والأسف؟! الدهشة من أنَّ هذا المبلغ القليل (في نظر الكثيرين) قد أُنشِئ به مصنعٌ للطائرات.

 

والأسف: أن تكون عدوةُ الإسلام والعرب هي التي تقوم بمِثل ذلك، بينما كان الواجبُ أن يسبق المسلمون لمِثْل هذه الأعمال، وأن يبادروا بإنشاء المصانع والاستعداد؛ لأنَّ الدين الإسلامي يدعوهم لذلك ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60]، فكلُّ قوَّة تُعين على الجِهاد، وردِّ الأعداء، فالمسلِم مطالَب بتهيئتها، إذا كان يقوى على ذلك: من المسدس والبندقية، إلى المِدفع والطائرة والصاروخ، وهكذا دواليك.

 

والمسلمون لديهم من الأموال والثروات، والطاقات البشرية، والإمكانات المادية، ممَّا لا تقدر إسرائيل على عُشْر مِعشاره، ولكن طريقة الاستفادة مختلفة، وهذا مؤلِم حقًّا، فكم من أموال تُبذَّر، وكم من أناس يتخوَّضون في مال الله بغير حقّ، وكم من ثروات وجهود أُنفِقت على سَفْك دماء المسلمين، وإثارة الفِتن بينهم، بينما العدوُّ يتربَّص بهم الدوائر!!

 

مع أنَّ الأمة الإسلامية لديها قرآنٌ كريم، فيه هدايتُها وسعادتها، وقد أوْضح لها المَحجَّة، فلماذا لا تكون السبَّاقة؟!


وهل يرضى المسلِمون أن يكونوا مثل الضَّعْف والهوان؟ حتى أصبحوا في حالة مِن استهانة عدوِّهم بهم أنْ أصبحت شراذم اليهود تغزوهم في عُقْر دارهم، فلا يكبحون جِماحَها، ولا يردُّون عدوانها.

 

أليس من المخجِل أن يستكين ستمائة مليون مسلم، وهم يرون اليهود يستولون على بيت المقدِس، ويغتصبون فلسطين، ويضربون الأردن، ومصر وسوريا بطائراتهم ومدافعهم ودباباتهم، بتحريض الصليبيِّين الحاقدين على الإسلام ومعاونتهم، بينما المسلِمون يكتفون بالكلام والخُطب، والاجتماعات؟!


هل نسي المسلمون ما أمَرَهم الله به من جِهاد الكفَّار والمنافقين؟ وغفلوا عن قوله - تعالى -: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ﴾ [المائدة: 54]؟

 

هل غاب عنهم قولُ الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يَغزُ ولم يُحدِّث نفسه بالغزو مات على شُعْبة من النِّفاق))؟

 

متى كان المسلِم يرضى بالذِّلَّة والمهانة؟ وقد أعزَّه الله بالإسلام، وكرَّمه بالجِهاد، ووعده بجَنَّة عرضُها كعَرْض السماء والأرض، إن قُتِل شهيدًا!

 

وقد كان العرب في جاهليتهم يأْبَوْن الضيم، ويرفضون الخُضوعَ لمخلوق، ويطيرون إلى الحرْب سِراعًا عندَ استشعارهم بأنَّ إهانةً قد ألحقتْ بهم، وحرْب البسوس التي دامتْ أربعين عامًا، وقصَّة عمرو بن كلثوم في قتله عمرو بن هند من الأمثلة المعلومة في التاريخ:

وهذا الشاعر العربي يقول:

 

وَلاَ يُقِيمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ
إِلاَّ الْأَذَلاَّنِ عَيْرُ الْحَيِّ وَالْوَتِد

 

والآخر يقول:

 

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاَحِهِ
يُهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ

 

والثالث يقول:

 

وَنَحْنُ أُبَاةُ الضَّيْمِ مِنْ آلِ مَالِكٍ
وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَ الْمَعَادِنِ

 

وأبو الطيب المتنبي يقول ممثلاً عِزَّة الإسلام:

 

لاَ يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنَ الْأَذَى
حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ

 

هكذا كان العربُ في جاهليتهم، ثم لَمَّا أكرمهم الله بالإسلام كانوا أكثرَ عِزَّة، وأمنع وأقوى نفسًا، وأمضى عزمًا، فقاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمتِه، فكانوا يتمنَّوْن الشهادة في سبيل الله، ويحرِصون على الموْت، كما يَحرِص عدوُّهم على الحياة.

 

فسادوا الدنيا، وفتحوا الفُتوحاتِ العظيمة، ونشرُوا الدِّين والعِلم، وازدهرتِ البلدان في عهد المسلمين، واستطاعوا أن يردُّوا كيْدَ الأعداء، وأن يُحطِّموا القوَّات الهائلة، والمعدَّات الكثيرة، ويرجعوا الصليبيِّين والتتر على أعقابهم مدحورِين، وجاءتْ عصور (بعد ذلك) جَهِل فيها كثيرٌ من المسلمين تعاليمَ دِينهم، وركنوا إلى التَّرَف، واستكانوا إلى العَيْش اللَّذيذ، وتفرَّق أمرهم، فهانوا على الأمم، فتداعتْ عليهم من كلِّ جانب، حتى استطاعتْ تفكيكَ الدولة العثمانية، ومزَّقت البلدان الإسلامية شِيعًا، واقتسمتها غنائم، وممتلكات.

 

وقام الدُّعاة والمصلِحون يُنبِّهون إلى موطِن الداء، ومكْمَن الخطر، فهبَّ المسلمون يذودون عن حِياضِهم، حتى تمكَّنوا من الخلاص مِن الاستعمار العسكري والسياسي، ما عدَا أجزاء قليلة هي في طريق الخلاص، وبذا تحرَّروا من الاستعمار الظاهري، ولكنَّ بعضًا من أبناء تلك البلدان، ومنهم مَن وصل إلى كراسي السلطة كان قد تشبَّع ببعض المبادئ المناقضة للإسلام، والشعارات القومية والعنصرية، مستهينًا بالدين، وربما آل الأمر ببعضهم أن يظنَّ أنَّ الدِّين هو سبب تأخُّر الشعوب؛ جهلاً أو عنادًا، وعملتْ هذه العواملُ الهدَّامة عملَها في المجتمع الإسلامي، فضعف أمرُه، وهان شأنُه، ورجع كثيرون منهم إلى جاهلية عمياء، وضلالة قاتلة، وركن كثيرون منهم إلى الدَّعة والخُمول والتَّرف، وها هم اليوم يتجرَّعون مرارة الهزائم من عدوٍّ ضُرِبت عليهم الذلة والمسكنة، وكان طولَ حياته مشرَّدًا هائمًا بسبب عصيانه وآثامه.

 

ولا نجاح للأمَّة الإسلامية إلاَّ بالعودة إلى الإسلام، والتضامُن بين المسلمين، والسَّيْر في طريق سليم نحوَ الأهداف الكبيرة، والمُثُل الفاضلة؛ ليكونوا كما أمر الله لهم الكرامة والعِزَّة، يقودون العالَم إلى الهدى، ويرشدونه إلى النور، كما كان أسلافُهم يفعلون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة