• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

الجزائر والحرب الطاحنة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 14/7/2010 ميلادي - 2/8/1431 هجري

الزيارات: 11285

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ستُّ سنوات متواصلات، والحرْب في الجزائر لم تهدأْ، والجزائريُّون البواسل يُقيمون في كلِّ يوم براهينَ البطولة، التي تُثير الإعجاب من العدوِّ قبل الصديق، وحتى تركوا في الدنيا دويًّا هائلاً، ومجدًا رائعًا كأنَّما عناه أبو الطيِّب في قوله:

 

وَتَرْكُكَ فِي الدُّنْيَا دَوِيًّا كَأَنَّمَا
تَدَاوَلُ سَمْعَ المَرْءِ أَنْمُلُهُ العَشْرُ

 

لم يكن في حرْب الجزائر تكافؤٌ من الناحية المادية، بل كان صِراعًا بين قوة مادية غاشمة لا تعبأ بحقٍّ أو خُلق، حكمها شريعةُ الغاب، وبين مجاهدين قلَّ عددُهم وعُدَّتهم، ولكنَّهم لم يَهِنوا، ولم يستسلموا للطغيان، وإنَّما ناضلوا بقوَّة إيمان، وثبات جَنان، ودفاعًا عن حقوق مساوية، وذودًا عن الأعراض أن تُنتهك، لم يتخاذلوا وقد رأَوْا من الوحشية وصنوفِ التعذيب ما لا يُصدِّقه العقل، بل ازدادوا إصرارًا على نَيْل مطالبهم الشريفة، وحقوقهم العادلة، فسجَّلوا الصفحاتِ الناصعةَ الوضَّاءة في التاريخ الحديث.

 

إنَّهم لم يحاربوا جيشَ فرنسا المزوَّدَ بأنواع الأسلحة الحديثة الفتَّاكة، والمعدات القويَّة الرهيبة وحدَه - وهو يربو على نِصف مليون جندي - وإنَّما صمدوا أمامَ المستوطنين الفرنسيِّين والأوربيِّين المسلَّحين، وحاربوا مع هؤلاء جميعًا حِلفَ الأطلسي بكامله، بطائراته ودبَّاباته، وجنوده ومساعداته المختلفة، ذلك الحِلف المشؤوم الذي يُناصِر فرنسا الباغية، ويضع تحتَ تصرُّفها قواتِه الضخمة؛ لتُنكِّل بالأحرار المجاهدين، ولتمعنَ في حرْب الإبادة التي تشنُّها في الجزائر.

 

ووقف المجاهِدون الجزائريُّون صامدِين، رغمَ طائرات أمريكا التي تمدُّ بها فرنسا، ورغم المعونات الكثيرة، والقروض العديدة التي لا تفتأُ أمريكا تزوِّد بها فرنسا تباعًا، لقد خَسِر الجزائريُّون الكثيرَ، ولكنَّهم قد صمَّموا على المُضيِّ حتى تستقلَّ بلادهم، ويطردوا الفرنسيِّين المعتدين.

 

إنَّ فرنسا قد قتلتْ ما يَزيد على مليون جزائري في حرْبها البشعة، ووضعتْ في معسكرات الاعتقال ما يَزيد على مليونين أو ما يسمُّونها معسكرات التجمُّع التي يعاملون فيها الجزائريِّين أقسى معاملة.

 

هذا إلى العدد الكبير مِن المشرَّدين واللاجئين في تونس والمغرب وغيرهما، لقد كانت بطولات الجزائريِّين مضربَ المثل، ولقد أعادوا بها ذكرياتٍ قديمةً سجَّلها التاريخ بإعزاز، وفي حروب كانت القلَّة فيها من المسلمين تنتصر على الكثرة الكاثرة مِن أعدائهم، حتى كان حديثُها أشبهَ بالأساطير، وحتى كان البعضُ يُشكِّكون في صحة الروايات فيها.

 

وها هو التاريخ يُعيد نفسَه، وها هم الجزائريُّون أحفادُ أولئك الشُّجعان المغاوير يُقيمون الدليلَ تلوَ الدليل على أنَّ التفوُّق في العدد والعُدة ليس ضامنًا للنصر دائمًا، وإنما هناك اعتباراتٌ أخَرُ، أهمها الإيمان الذي يأتي بالعجائب والخوارق.

 

وكما امتشق الجزائريُّون الحسام، وثبتوا في الحرْب الساخنة، فقد وقفوا إزاءَ حرْب الأعصاب، والدعايات المضلِّلة، وخداع (ديغول) وأضرابه من ساسة فرنسا ومناوراتهم، فلم يُلْقوا السلاح كما طلب ساسةُ فرنسا المستعمرون؛ لينتظروا انتخاباتٍ مُزيَّفة تُجرَى تحت الحديد والنار.

 

ولم يكترثوا بتضليل (ديغول) عندما يُريد تقسيم الجزائر، وتفتيت وَحْدتها؛ لتكونَ لُقْمَة سائغة لمطامعه.

 

ولم ينخدعوا بوعْد تقرير المصير المرتبط مع فرنسا (الأم المنجوسة)، ولم يكن الجزائريُّون أمامَ خصم شريف يَرعى للعهود والمواثيق حُرمة، بل كان خصمًا غادرًا لا يحترم العهودَ والمواثيق، ولا يقاتل جنودُه بشرف، بل يَصبُّون جامَ غضبهم على المدنيِّين العُزَّل، فيقتلون من النساء والشيوخ والأطفال بلا حساب، ويدكُّون قرًى بكاملها، في الوقت الذي يفرُّون فيه من المعركة مذعورين:

 

أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الحُرُوبِ نَعَامَةٌ
فَتْخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ

ولقد شَهِد العالَم كيف فرَّ الجيش الفرنسي على ضخامته واستعداده أمامَ الجيش الهتلري، لا يلوون على شيء.

 

وعرَفَهم العالَم في الهند الصِّينية يومَ سقطت (ديان بيان فو) وآبوا مُجلَّلين بالخِزي والعار، ولم تُجْدِهم قواتُهم الضخمة الكبيرة، والمساعدات التي تنهال عليهم من أمريكا وغيرها.

 

وهذا ما سيكون في الجزائر - بإذن الله - فسوف تنهزِم فرنسا، ولن يقفَ دون طردها معوناتُ أمريكا وبريطانيا وألمانيا، ومؤازرات حِلف الأطلنطي.

 

ولكن مع ذلك يجب أن تَعمل الدولُ الإسلاميَّة والعربية وشعوبُهما أعمالاً إيجابيَّة؛ لتأييدِ الجزائر في حرْبها العادلة، وألاَّ نكتفي بمساعدات ضئيلة، بل يجب أن تقومَ بمجهودات جبَّارة، مادية وأدبية؛ نصرةً للحق والعدالة، أمَّا أن يقف المسلمون والعربُ من قضية الجزائر موقفًا سلبيًّا، أو موقفَ المتفرِّج، في حين أن فرنسا بقواتها الضخمة تنال الكثيرَ من المساعدات والتأييد القويِّ من الدول الاستعمارية، وتشنُّ حملتَها الصليبيَّة بلا هوادة، فهذا مناقضٌ لكلِّ الاعتبارات، والمفاهيم السليمة.

 

إنَّ انتصار الجزائر انتصارٌ للمسلمين والعرب في كلِّ مكان، كما أنَّ خذلانها - لا قدَّر الله - نكبةٌ على المسلمين والعرب جميعًا.

 

ولقد طلبتْ حكومة الجزائر أن تجري انتخابات حرَّة في البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو مطلب معقول وعادل، ومِن واجب الحكومات الإسلامية والعربية تأييدُ الجزائريِّين في تحقيق هذا المطلب النبيل.

 

وقد ظهرتْ بوادرُ حسنة في مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية في مَصيف شتورة بلبنان، والذي قَرَّر فيه المؤتمر الموافقةَ على مساعدة المتطوِّعين العرب للالْتحاق بجيش التحرير الجزائري وغير ذلك، وقد تقدَّم نائب رئيس الوزراء في حكومة الجزائر بمطالبِ حكومته لهذا المؤتمر، ومِن جملة ما طلبه مقاطعةُ فرنسا اقتصاديًّا وثقافيًّا، وسياسيًّا وفنيًّا من قِبَل الحكومات العربية، وعسى أن تستجيبَ الحكوماتُ العربية لهذا الاقتراح.

 

وأخيرًا:

فإنَّ على المسلمين والعَرَب عبئًا جسيمًا، وواجبًا تُجاهَ قضية الجزائر، وإنَّا لنأمل أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يبذلوا التضحياتِ المادية والأدبية، وأن يُثبِتوا أنهم جادُّون في مساعدة الجزائر مساعدةً فعَّالة، حتى يكتب الله للجزائر النصرَ المؤزَّر، وحتى تندحرَ فرنسا، ومَن يمدُّون فرنسا، ويمالئونها على الشرِّ والعدوان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة