• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

قبرص بين العدل والعدوان

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 12/7/2010 ميلادي - 30/7/1431 هجري

الزيارات: 9981

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما زال الحديث عن قبرص يشغل أذهانَ الساسة والمعلقين، وتتناقله وكالاتُ الأنباء والإذاعات العالمية، وقد كادت أن تشعل حربًا ضروسًا بين تركيا واليونان، ولا أحد يعلم بنتائجها - لو وقعتْ - إلا الله، ولا بد من التساؤل عن الأسباب الداعية لإقدام تركيا على أن توجه إنذارًا صريحًا: إما أن تقبله اليونان وحكومة مكاريوس القبرصية، وإما الحرب، ولا خيار ولا مراجعة، ترى لماذا أقدمت تركيا على هذا الإجراء الصارم؟ هل له أسباب قوية تستوجب كلَّ هذه المجازفة، وتركيا تدرك ما يعنيه هذا الإنذار، وما يترتب عليه من أخطار فادحة؟ وهذا السؤال وارد بلا ريب.

 

ولكن المتعمق في بحث قضية قبرص لا بد أن يجد المبرراتِ الكثيرةَ لإقدام تركيا على هذه الخطوة؛ فالاتفاقياتُ التي نالتْ قبرص بموجبها استقلالَها تعطي الحقَّ للأتراك في المحافظة على سلامتهم وأمنهم، وهذا ما انتهكتْه حكومة قبرص أبشعَ انتهاك، وارتكبتْ أفظع الجرائم بحق الأتراك، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون، ولم يكن من اللائق أن تقف موقفًا سلبيًّا إزاء ما يتعرَّض له الأتراك في الجزيرة من عدوان صارخ، ومحاولة للإبادة، بدافع التعصب والحقد.

 

لقد استنفدتْ تركيا كلَّ الوسائل؛ عسى أن يرعوي حكَّام الجزيرة، ولكن عبثًا تحاول، وكان لا بد مما ليس منه بد، وهو التحذير والتخيير بين العدل أو الحرب:

 

إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلاَّ الأَسِنَّةُ مَرْكَبًا
فَمَا حِيلَةُ المُضْطَرِّ إِلاَّ رَكُوبُهَا

 

وقد هبَّتْ أمريكا وحلف الأطلسي وبعض الدول الغربية الأخرى، يحاولون ثنْيَ تركيا عن عزمها، ويرتقون الفتْق الذي قد يستعصي على الراتق، وقد سبق لتركيا أن اتخذتْ موقفًا حازمًا مشابهًا، غير أن دولة غربية كبرى وجَّهتْ تهديدًا إلى تركيا إذا هي أقدمتْ على الحرب، ليس بدافع الحرص على سلامة تركيا - طبعًا - ولكن من أجل الخوف على اليونانيين الذين تربطهم بها الصليبيةُ، وما موقفُ بعض الدول النصرانية في هذه الأيام، وفي هذه القضية بالذات، إلا شبيهٌ بذلك الموقف الذي يتجاهل الفظائعَ المرتكَبة ضد المسلمين الأتراك، ويسارع إلى حماية المعتدين، ولعل في موقف بريطانيا ومنعها الطائرات التركية من التحليق فوق جزيرة قبرص، وإجبارها الطائراتِ التركيةَ على الرجوع بذريعة واهية - ما يكشف الحقائق.

 

وإذا كانت حدة التوتر قد خفَّتْ نوعًا ما، فإن خطر الحرب ما يزال ماثلاً، وقد تندلع الحرب، لا سيما وقد وردت أنباء تفيد أن مكاريوس يعارض الاتفاقَ المبدئي الذي توصل إليه بين تركيا واليونان، والذي ينبغي استخلاصُه من هذه الأحداث، فلا يغيب عن الأذهان أن قضية قبرص لها شبه كبير بقضايا إسلامية مماثلة، كفلسطين وكشمير، وأرتيريا والصومال، ونيجيريا وزنجبار، مما عمل المستعمر على التخطيط والتآمر عليها؛ حنقًا على المسلمين، وشهوةً في تفتيت القوى الإسلامية، وتحويلِ البلدان الإسلامية إلى بلدان نصرانية، أو إلى أي مذهب مُعادٍ للإسلام، وقبرص تعطينا الدليلَ الساطع، كانت بلدًا إسلاميًّا قرونًا طويلة، ولكن المستعمرين الصليبيين لم يعجبهم ذلك، فاقتطعوها من الخلافة العثمانية، وهي التي لا تبعد حدودها عن تركيا أكثر من 40 ميلاً، ونصبوا عليها قسيسًا لا يفارق صليبُه صدرَه؛ إمعانًا في التشفي من المسلمين والانتقام منهم، ولقد نفذ لهم هذا ما أرادوا.

 

وواجب العرب وجميع الدول الإسلامية ألاَّ تتردد في تأييد تركيا؛ لأنها تدافع عن حق مشروع، وإن تضامُنَ المسلمين لحل قضاياهم المتشابهة هو الطريق الصحيح؛ فهو الحصن المنيع الذي تتحطم عليه مخططات العدو، وهو السبيل الأمثل إلى حلِّ جميع القضايا الإسلامية، بما فيها قضية فلسطين.

 

وإن تركيا قد وقفتْ موقفًا مشرفًا وحكيمًا، فأيدت العرب بعد عدوان الصهاينة عليهم، وأبدتْ رغبة أكيدة في التقارب الإسلامي، والترحيب بالتضامن بين البلاد الإسلامية، وهذه بوادرُ طيبةٌ، حريٌّ بالدول العربية التي تربطها بجميع المسلمين في بقاع الأرض القاصية والدانية رابطةُ الإسلام، أن يقابلوها بالترحيب والتأييد.

 

أما إن تجاهلوا ذلك، وظلُّوا يعالجون قضاياهم على أنماط من الشعارات الهدامة، والمذاهب المشتتة، والنعرات الجاهلية، فسوف يقعون فريسة للعدوان، ويتخبطون في سيرهم، دون بصيص من نور، أو أمل من نجاح، فعلى الأمة الإسلامية في شتى ديارها أن تدرك سبيل نجاتها، وطريق فلاحها، وهو ليس خافيًا؛ بل هو واضح لكل ذي بصيرة نيرة، وعسى أن تكون قد أخذتْ من تجارِبها الطويلة عِبرًا تسترشد بها في مقتبل أيامها، وقادم لياليها!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة