• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

موقف المسلمين من نيجيريا

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: جريدة الدعوة، العدد (166)، تاريخ 25/5/88هـ.

تاريخ الإضافة: 11/7/2010 ميلادي - 29/7/1431 هجري

الزيارات: 11179

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منذ أربعةَ عشرَ شهرًا والحرب الدائرة في نيجيريا على أشدِّها، تلتهم الأخضر واليابس، وتفتك بالألوف من البشر، والدول الصليبية في جميع القارات تتصايح؛ حزنًا على البيافريين الذين يفتك بهم الجوع، والصحافة ووكالات الأنباء تهوِّل في الأخبار، وتحرِّض على تمزيق الدولة الكبيرة في القارة الإفريقية، التي يشكل المسلمون فيها أغلبية ساحقة، ويحكمها زعيمٌ مسلم.

 

ولم يرضَ البابا واتحاد الكنائس العالمي والدول النصرانية أن يكون الحكم للأغلبية المسلمة؛ فراحوا يحرضون على تفكيك أواصر الدولة العظيمة، ويتباكَوْن على الإيبو المضطهدين المشردين في العراء، المعرضين للجوع والمرض!

 

وقد كثُرت النداءات، وتوالت الإمدادات لقبائل الإيبو، لا بالأغذية والأكسية والمعدات الطبية فقط؛ ولكن بالسلاح والذخائر وإثارة الفتن.

 

وحين أرادت حكومة نيجيريا الاتحادية تفويتَ الفرصة على مُثيري القلاقل، فاشترطت التفتيش على المساعدات، لم يقبل أوجوكو وعصاباته ومن يحرضونه هذا المطلبَ العادل، ولا ندري لِمَ يعول هؤلاء على البيافريين المهددين بالجوع، ولا يتحركون من أجل مأساة الفلسطينيين الذين اغتصبت أراضيهم، وشُردوا من بلادهم؟!

ولماذا لم يتأثروا لأعمال مكاريوس وهو يقطع مياه الشرب، ويمنع الأغذية عن القبارصة المسلمين؟!

وأين هم من الأعمال الوحشية، والمعاملة البشعة التي يلاقيها سكان الحبشة المسلمون وهم الأغلبية المحرومة المنكوبة؟!

وكيف لم تتحرك عاطفتُهم عندما قام الشيوعيون والصليبيون في زنجبار بذبحِ العرب المسلمين في مجازرَ فظيعةٍ؟!

وأين غابتْ إنسانيتهم عن الشعوب الإسلامية المعذَّبة في كشمير وتركستان ويوغسلافيا؟!

وهل عثروا على الإنسانية في بيافرا وحدها؟! لك الله أيتها الإنسانية المظلومة!

 

وبعد، فلسنا نحبذ تجويع البيافريين أو اضطهادهم، ولكن لا نريد أن نسكت على تزوير تاريخي، واحتيال يمليه التعصب الأعمى، ويتستر باسم الإنسانية وهو بريءٌ منها.

 

فمن كان السبب في جوع البيافريين؟ إنه أوجوكو العاصي المتمرِّد الذي حاول وما يزال تشتيت النيجيريين وإضعافهم؛ فهو الملوم وأتباعه ومن يدفعه ويمدُّه بالسلاح والمشورات الخاطئة.

 

لقد كانت نيجيريا آمنةً مطمئنة تسير في الطريق الصحيح، يومَ كان يحكمها أبو بكر تفاوا يليوا وأحمدوا بللو وأمثالهما، ولكن الحقد الصليبي كشف عن أنيابه، وقام المتعصبون بزعامة إيرونسي في عام 1966 بقتل الحكام المسلمين، في عملية غدرٍ لئيمة، واغتصبت الأقليةُ النصرانية الحكمَ، وفتكوا بالمسلمين بلا هوادة، فلم تكترث الدول الصليبية، ولم تبدِ معارضة لهذه الأعمال الهمجية!

 

وحين استعاد المسلمون مركزَهم الحقيقي، وصار الحكم بأيديهم، تألبتْ دول العدوان وقوى الشر، تثير العواصف في وجوههم، وتريد أن تسلم القيادة إلى النصارى؛ إمعانًا في عدائها للإسلام، وبغضها للمسلمين، وحرَّضت أوجوكو وزمرته على شق عصا الطاعة، وإثارة الفتنة، وصارت تلقِّبه بالبطل، وتشيد بأفعاله الخرقاء؛ أملاً في أن يكون الحكم في يد النصارى، كما في بلدان إفريقية عديدة.

 

وبين يدي الآن مجلة تصدر في لبنان فيها مقال مليءٌ بالطعن على النيجيريين الاتحاديين، والغمز لزعيمهم يعقوب جاوون، والتطبيل والتزمير لأوجوكو داعية الشرِّ، ونذير الشؤم، وقلب الحقائق والمغالطة فيها (والمعنى في نفس الشاعر).

 

ومما ورد في هذا المقال هذه العبارات التي تكشف عن نوايا كاتبها: "الزعيم البيافري على رغم الكوارث التي لحقت ببلاده، وعلى رغم الجوع الذي يفتك بشعبه، ما يزال صامدًا متصلبًا في مقاومته وموقفه، يرفض كل تنازل أو استسلام.

 

إن الاتحاديين الذين يحقدون على أوجوكو وشعبه حقدًا قتالاً، يدركون أن مبعث حقدهم هذا هو تفوق الإيبو عليهم، وقدرته على أن يحتل الصدارة دائمًا في الاتحاد.

 

هذا الحقد الذي تضج به صدورُ الاتحاديين هو الذي دفعهم إلى ارتكاب أفظع الجرائم الإنسانية بحق الشعب، مستغلين قوتهم العددية، والمساعدات الخارجية التي انهالتْ عليهم من جهات متعددة إفريقية وأجنبية، فضربوا حصار الجوع على بيافرا، وتركوا سكانها يموتون جوعًا: أطفالاً ونساء وشيوخًا؛ أملاً منهم في إضعاف مقاومتهم.

 

ومع ذلك، فالواضح أن البيافريين مصمِّمون فعلاً على الموت عن بكرة أبيهم، دون الاستسلام إلى الاتحاديين الذين ساموهم شرَّ البلاء.

 

إن غوون الذي يصور له غرورُه أنه يستطيع أن يلعب دور لينكولن إفريقيا، واقع في أسر ضباطه الناقمين على الإيبو؛ لصمودهم ومقاومتهم البطولية، وإصرارهم على هذا الصمود رغم الجوع، والهزائم، والتشريد".

بمثل هذا الأسلوب المملوء بالدس والمغالطة والطعن، تنشر المجلة اللبنانية ما يزعمونه تحليلاً للموقف في نيجيريا.

 

لقد كان الأجدر بهؤلاء الصائحين الباكين أن يوجِّهوا نقدهم إلى من قام بتمزيق البلاد، لا إلى من يسعى لوحدتها، وأن يعالجوا الوضع معالجة بعيدةً عن التعصب والهوى.

 

وبعد هذا الاستطراد الذي اقتضاه الموقف، هل تظل الدول الإسلامية بعيدةً عما يجري في نيجيريا، وكأنه لا يهمها، وكأن الدول النصرانية هي المسؤولة عما يحدث هناك؟!

 

إن واجب الدول الإسلامية - كما يمليه عليها دينُها وعقيدتها - أن تُعنى بشؤون المسلمين في كل مكان، وأن تبذل قصارى جهدها لمؤازرة المسلمين في نيجيريا، الذين تتألَّب عليهم قوى الشر؛ لتجعل من أغلبيتهم أناسًا مشتتين، تحكمهم قلةٌ حاقدة معادية لهم، تريد إبادتهم.

 

إن قضايا المسلمين متشابهة في كل قطر، وإن من أشد العوامل في تراكم المشاكل عليهم ابتعاد بعضهم عن بعض، وعدم اهتمامهم بأمور المسلمين في البلدان الأخرى؛ مما سهَّل على الأعداء التهامَهم بلدًا بلدًا، وتفريق شملهم، والتخطيط لذلك بدهاء وخبث؛ لأن في اجتماع كلمتهم القوةَ والمنعة، وخذلانَ العدو المتربص.

 

فعسى أن يهبَّ المسلمون شعوبًا وحكوماتٍ، ويُثبتوا أنهم جديرون بحمل الأمانة الملقاة على عاتقهم، وأن يلتفتوا صوب نيجيريا؛ ليساعدوا على استقرارها، وإبعاد الشرور التي تزحف للقضاء عليها.

 

إن الأمل قويٌّ في أن أمة الإسلام قد أخذت عِبرًا كافية، وتجارِبَ مفيدة؛ لتعود إلى نهج حكيم، وتعاون مثمر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة